حدث تباين ملحوظ في تناول وسائل الإعلام في السعودية والعالم العربي حول أعداد الحجاج هذا العام ما بين 3- 7 ملايين حاج هذا العام. ركزت الصحف السعودية على 3 ملايين حاج، بينما طرحت الصحافة العربية أعداد متفاوتة فمنها من ذكر 4 ملايين حاج أو خمسة ملايين حاج وأخرى 7 ملايين حاج. رصدت "بوابة أخبار اليوم" هذه القضية وفقا لاحصاءات صادرة عن جهات رسمية وأخرى غير رسمية فضلا عن متابعة التقارير الصادرة عن معدلات الإشغال الفندقي هذا العام لتكون الصورة جلية أمام القراء حول الأعداد الحقيقية أو التقريبية لحجاج هذا العام. ووفقا لتقرير مصلحة الاحصاءات العامة في السعودية فقد بلغ عدد الحجاج لموسم حج هذا العام ( 3.161.573 ) حاجاً من داخل المملكة وخارجها، وأوضحت المصلحة أن عدد حجاج الداخل بلغ ( 1.408.641 ) حاجًا، فيما بلغ عدد حجاج الخارج ( 1.752.932 ) حاجًا. وأكدت أن الغالبية العظمى من حجاج الداخل هم من المقيمين غير السعوديين. سجل عدد حجاج بيت الله الحرام انخفاضا في الأعداد هذا العام حيث يقدر جميع الحجاج من خارج السعودية وداخلها بنحو 3 ملايين حاج، ووفقا لتصريحات وزير الداخلية السعودي الأمير أحمد بن عبد العزيز أن إجمالي عدد حجاج الخارج بلغ 1,752,932 مليوناً، بانخفاض عن عدد حجاج العام الماضي بنحو 78 ألفاً حاج، وأوضح أن عدد الذكور منهم بلغ 951,806 ألفا يمثلون ما نسبته (54%)، فيما بلغ عدد الإناث 801,126 يمثلن ما نسبته (46%) من إجمالي حجاج الخارج. وأضاف أن عدد الحجاج القادمين لهذا العام قد نقص عن العام الماضي ب77,968 ألف حاج بنسبة قدرها (4%) تقريباً، مشيرا إلى أن 1,621,982 حاجا دخلوا عن طريق الجو و113,020 حاجا قدموا عن طريق البر فيما بلغ عدد القادمين عن طريق البحر 17,930 حاجا. ويقدر عدد حجاج الداخل ممن يحصلون على تصاريح لأداء فريضة الحج بنحو 220 ألف حاج، ونحو مليون حاج ما بين حجاج بدون تصاريح وسكان مكة والمتخلفين من العمرة .. وغيرهم. وأوضح المطوف مصطفى جمل الليل من مسؤولي مؤسسة حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا، أن أعداد الحجاج القادمين هذا العام للمؤسسة يقدرون بنحو 250 ألف حاج، مؤكدا لا توجد أعداد إضافية فوق الكوتة هذا العام، لافتا إلى وجود تخفيض في أعداد حجاج تركيا بنحو 40 ألف حاج عن العام الماضي، مشيرا إلى أنهم كانوا يأتون بأعداد إضافية فوق أعداد الكوتة المخصصة لهم في الأعوام الماضية، ما أدى إلى اقتصار المجموعات الميدانية التي يوزعون عليها هذا العام إلى 24 مكتب خدمة ميدانية. وأرجع السبب في تخفيض الحجاج والالتزام بالكوتة إلى المشاريع قيد الإنشاء في مناطق المشاعر والمنطقة المركزية للحرم المكي الشريف. ووفقا للرصد الميداني فإن الكوتة المصرية 91 ألف حاج في حين أعلن نائب رئيس الغرفة السياحية المصرية ناصر حسن تركي، في تصريحات صحفية، أن إجمالي عدد الحجاج المصريين هذا العام يبلغ حوالي 80 ألف حاج، بما يمثل نسبة 13% انخفاضا في أعداد الحجاج المصريين موزعين على ثلاث جهات وهم أولا: حجاج القرعة ويتم خدمتهم عبر بعثة الحج المصرية، وثانيًا: حجاج الجمعيات، وثالثا حجاج الوكالات والشركات السياحية. وأوضح تقرير صادر عن لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة أن حجم الغرف الفندقية في العاصمة المقدسة التي ظلت دون إشغال تقدر نسبتها بنحو 30% من العدد الكلي لتلك الغرف، مشيرة إلى أن نسبة الانخفاض عند مقارنتها بالوضع في العام الماضي تشهد معدلات إشغال أقل بما يصل إلى 25%. وأكد رئيس لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة وليد بن صالح أبو سبعة أن السبب يعود إلى اعتذار وزارة الحج لنحو 40 دولة عن زيادة حصصها من أعداد الحجاج المقدرة لها وفقاً للتنظيمات الرسمية التي تمنح واحداً من كل ألف تأشيرة حج من كل دولة حسب تعدادها السكاني. وقال أبو سبعة "إن شركات الحج الخارجية وممثلو البعثات ومن لهم أحقية استئجار المساكن لحجاج الخارج والذين ارتبطوا مع مشغلي فنادق مكةالمكرمة منذ بداية العام أو منذ السنوات الماضية ولم يستطيعوا الحصول على التأشيرات التي تغطي حجم الوحدات الفندقية أو السكنية في إسكان الحجاج الموسمي، سيدخلون بعد نهاية هذا الموسم في مفاوضات للحد من حجم الخسائر التي تكبدوها. وقدر أبو سبعة وفقا لتقرير اللجنة الاستطلاعي حجم انخفاض الأسعار بأكثر من 30% عن السعر الموسمي المقرر العمل به خلال موسم الحج من قبل الجهات المعنية كالهيئة العامة للسياحة والآثار، مستشهداً بأحد الفنادق التي كانت تعرض الغرف فيها بسعر 19 ألف ريال للغرفة طوال موسم الحج، والتي باعتها بنحو تسعة آلاف ريال في ظل العزوف التام في السوق عن الاستئجار بتلك المبالغ في ظل وجود البديل الأقل سعر وفي مناطق مشابهة. وفي النهاية هناك سؤال مهم هل ينعكس انخفاض أسعار السكن في مكة على تكلفة الحاج المصري؟