حسنى ميلاد- ماركو عادل واصل المرشحون الخمسة لمنصب البابا جولاتهم الانتخابية في الكنائس ولكن بتحركات جماعية حيث يشاركون معا في القداسات وإقامة الصلوات دون تركيز أحدهم في الدعاية لنفسه. وحضر المرشحون القداس الذي أقيم في الكنيسة المرقسية بكلوت بك، الاثنين 22 أكتوبر، حيث رأس الصلاة القمص رافائيل افامينا وكانوا قد شاركوا الأحد 21 أكتوبر، في قداس كنيسة السيدة العذراء بالمعادي في حضور الأنبا دانيال أسقف المعادي والأنبا بسنتي أسقف المعصرة وحلوان. وقال أسقف عام البحيرة الأنبا تاوضروس خلال القداس أن المرشحين الخمسة كل واحد منهم يقدم الآخر على نفسه لدرجة أنه عندما كنا فى الإسكندرية قال أحد الحاضرين احترنا معكم أنتم الخمسة من نختار ونتمنى أن يكون هناك مجلس بابوي يجمعكم سويا لإدارة شئون الكنيسة، مضيفا أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة شعبية حيث أن شعبها يشارك في كل شيء فهو الذي يختار كاهن الكنيسة و يشارك في انتخابات البابا الجديد بالصلاة والصوم من أجل أن يعين الله من يمثل الشعب بكل طوائفه. بينما قال أسقف كنائس وسط القاهرة الأنبا رافائيل " إن من سيتولى مسؤولية الكنيسة من بيننا سنتعاون معه ونساعده لملء الفراغ الكبير الذي تركه البابا شنودة، الذي لا يستطيع واحد بمفرده أن يملأه"، مشيرًا إلى أن البعض ظن أن الكنيسة ستقع بعد رحيل البابا شنودة، لأنهم لا يعلمون أن كنيستنا كنيسة مجمعية وليست كنيسة بابوية فالبابا ينفذ سياسات المجمع المقدس، الذي يستعين بالشيوخ من المطارنة والأساقفة، وطالب بضرورة أن يكون للأراخنة دور في حل أزمات الأقباط مع المجتمع، ولا يترك الأمر للكنيسة وحدها. وأضاف "نحن نفتح ذراعينا للجميع بما فيها الطوائف المسيحية الأخرى لكن دون المساس بالعقيدة والإيمان وقال أن المطلوب من البابا القادم عدة أمور أولها ترتيب البيت أي الكنيسة من الداخل، واستيعاب الشباب الأقباط الذين ابتعدوا عن الكنيسة، وإعداد نوعية جديدة من الخدام وأن يتم رسامة أسقف للتعليم وأخيرا وضع نظام لوائح بشكل محدد مؤسسي لترقية الرهبان والكهنة، حيث أن البابا شنودة كان يستطيع أن يملأ المساحة الخاصة بالكنيسة بمفرده، كما طالب البابا الجديد بضرورة تعديل لائحة 57 المنظمة لانتخابات البابا لوجود أمور كثيرة لا تصلح بها الآن. وتابع الأنبا رافائيل "نحن نتعامل مع الجميع بروح التفاهم والحب فنحن أخوة وشركاء في الوطن والإنجيل يقول "كن مراضيًا لخصمك ما دمت معه في الطريق" ونحن منهجنا الحب والسلام وليس التصادم، والكنيسة مؤسسة روحية وقوية وتعرضت منذ مار مرقس في القرن الأول الميلادي للكثير من الحروب ولم تهتز". وأوضح الأنبا رافائيل أن الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك أدار المرحلة الانتقالية ورحلة الانتخابات البابوية بحكمة واقتدار كبيرين، ويجب الاستفادة من خبراته ومكانته. وقال القمص سارافيم السريانى أن البابا شنودة كان يردد قبل وفاته دائما عبارة من يهرب من الضيقات يهرب من الله وبدلا من الهروب علينا أن نتقارب مع أشقائنا لنعبر هذه الفترة الانتقالية والإنجيل يقول: اثنان خير من واحد، والخيط المثلوث لا ينقطع ونحن نثق بأن القادم أفضل مما فات. وقال القمص رافائيل أفامينا إن السلام الداخلى يأتى من الله وليس من العالم. وقال القمص باخوميوس القمص السرياني في العظة التي ألقاها "إن السيد المسيح يوجهنا إلى أن تكون كل الأمور بعمق خاصة في الحياة الروحية، والعمق مهم في كل شيء ولابد أن يكون كل الشعب عنده عمق الروح، وهذا ليس للآباء فقط وإنما هدف للجميع". وطمأن القمص باخوميوس السريانى الأقباط الذين يفكرون في الهجرة خوفا من أوضاع البلاد قائلا "إن وطننا الأصلي السماء ونحن غرباء على الأرض سواء كنا في مصر أو أي بلد آخر من بلاد العالم كما أننا نعيش جميعا في مركب واحد و لو هناك ثقب فى السفينة ستغرق والطمأنينة من الله وليس فى السفر بعيدا"، وأضاف أن دور الكنيسة والآباء الخدام هو طمأنة الشعب فإذا تاب كل واحد ووثق بالله وساعد من معه أن يتوب لن يشعر أحد بقلق ويبحث عن الهرب والهجرة بعيدا.