أجمعت الأحزاب والقوي السياسية المدنية علي نجاح جمعة " مصر مش عزبة " في توصيل الرسالة للقوي التي تنتمي إلي تيار الإسلام السياسي بأن القوي المدنية قادرة علي الحشد . كما أثبتت إن قوي الثورة وشبابها مازالوا حاضرين وأكدت علي ضرورة وضع دستور توافقي يعبر عن كافة فئات الشعب, مشيرين إلي أنهم سيستمرون في الضغط الشعبي حتى تتحقق المطالب. وأكد المهندس احمد بهاء شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير إن مسيرات الجمعة حققت نجاحا طيبا , حيث استطاعت القوي المدنية في الحشد بالميدان علي الرغم من التخوفات من النزول، بعدما حدث في جمعة 12 أكتوبر الماضي من اشتباكات مع شباب الإخوان المسلمين , مشددا علي أن شباب الثورة والقوي الوطنية اثبتوا أنهم حاضرين بشكل ديمقراطي للدفاع عن مطالب الثورة. وأضاف المنسق العام للجمعية الوطنية أن هناك قوي مهمة شاركت في المظاهرات وعلي رأسها الجمعية الوطنية للتغيير والتحالف الشعبي الاشتراكي بالإضافة إلي الحضور القوي للتيار الشعبي وشباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية والتجمعات النسائية . وأشار إلي أن هذا الحشد نجح في توصيل رسالته إلي الرأي العام للتأكيد علي أن مطالب الثورة لم تتحقق. وأكد بهاء شعبان أن القوي الوطنية طالبت بدستور توافقي يعبر عن كافة فئات المجتمع ولا يقصي أحد ولا يمنح لطرف الفرصة للاستئثار علي حساب الآخرين بالإضافة إلي قضية العدالة الاجتماعية التي أهدرت علي مدار العامين الماضيين. وقال المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير إن الرسالة وصلت خصوصا ما يخص الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور والمطالبة بجمعية متوازنة حيث ظهر هذا جليا في المسيرة التي تحركت صوب مجلس الشورى للتنديد بالدستور الذي يصنع بليل بعيدا عن الشعب. وكشف المهندس احمد شعبان إن الفترة المقبلة ستشهد تكثيف الجهود باتجاه قضية الدستور الذي أصبح الاستحقاق الحالي في ظل مسودة دستور مليئة بالنقائص مع إصرار المهيمنين علي السلطة بألا يسمعوا لإرادة الشعب وتمرير دستور لا يرضي إلا الإخوان المسلمين وهو دستور لن يكون مقبولا وسنعمل علي إسقاطه بالطرق السلمية عبر تكثيف الجهود علي مسار العمل الجماهيري لتبصريهم بمخاطر الدستور علي مستقبلهم وكذلك التحرك السياسي عبر توحيد قوي المعارضة في جبهة ضد الدستور وهو ما يجري تشكيلها الآن. وأكد سامح عاشور رئيس الحزب الناصري إن الرسالة من المظاهرات وصلت كما أن التخوف من الصدام مع بعض "الشبيحة" في الميدان زال، مشيرا إلي أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الضغوط لتنفيذ المطالب مشيرا إلي أن الجميع ينتظر الحكم في قضية الجمعية التأسيسية يوم الثلاثاء المقبل وعلي ضوء الحكم سيتم التحرك . وأضاف عاشور إن جبهة المعارضة ضد التأسيسية واضحة مشيرا إلي أن هناك رفض شعبي للجمعية التي انتزعت حق ليس من حقها. وأكد نبيل زكي المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع :إن مليونية "مصر مش عزبة"قد جاءت ايجابية في مجملها مشيرا إلي أنها ركزت علي عدة قضايا , أهمها الدستور و خاصة بعد المسودة الأولي التي تم استعراضها مؤخرا والتي أعلنت معظم القوي السياسية رفضها لها , فضلا عن المشكلة الأساسية وهي الجمعية التأسيسية التي لا تمثل كافة فئات الشعب المصري والتي قد ركز المشاركون في هذه التظاهرات علي المطالبة بالغائها .. علي حد قوله .
وأضاف زكي أن المليونية طالبت بضرورة إعادة تشكيل "التأسيسية" بتمثيل من كافة فئات الشعب المصري , بالإضافة إلي التركيز علي كشف حساب ال 100 يوم للرئيس محمد مرسي والذي لم يتحقق , وكذلك المطالبة بضرورة إجراء تحقيقات محايدة في قضية الاعتداء علي المتظاهرين بميدان التحرير يوم الجمعة 12 أكتوبر عبر إنشاء لجنة تحقيق تضم رجال قانون و ممثلين للأحزاب السياسية لردع المتجاوزين ضمانا لعدم تكرار هذا . وانتقد القيادي بحزب التجمع ما حدث من تعسف من قبل المتظاهرين بالميدان تجاه د . ايمن نور رئيس حزب غد الثورة عضو الجمعية التأسيسية الذي منعوه و أنصاره و كذلك بعض القوي من المشاركة في المليونية , والذين أكدوا رفضهم الكامل للجمعية التأسيسية بكافة ممثليها . وقال باسل عادل وكيل مؤسس حزب النيل – تحت التأسيس- ان ردود الأفعال من جانب جماعة الإخوان المسلمين تجاه مطالب المظاهرات كانت جيدة حيث صرح د. سعد الكتاتني عقب إعلان فوزه برئاسة حزب الحرية والعدالة بأن هناك جهود ستبذل لاحتواء كافة مشاكل القوي السياسية وبحث مطالبهم خاصة فيما يتعلق بسيطرة فصيل معين علي الجمعية التأسيسية لوضع مشروع الدستور. وقال فريد زهران عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي:إن الحضور كان جيدا إلى حد كبير ويعكس الرسالة التي أرادت تلك القوى إرسالها إلى الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين والتي تؤكد بتواجد القوى الثورية والليبرالية بالشارع وتؤكد انه ليس هناك مجال لإقصائها أو إبعادها عن الحياة السياسية وأثبتت أن مصر بها تعددية سياسية.