حوار – نانيس أيمن الفنان لطفي لبيب جند من جنود سلاح المشاة الذين شاركوا في حرب أكتوبر العظيمة, وقام بكتابة رواية "الكتيبة 26" يسرد من خلالها عن تجربته الشخصية في الحرب . فكان لبوابة أخبار اليوم هذا اللقاء تحدث فيها عن ذكرياته عن الحرب... ماذا عن ذكرياتك عن حرب أكتوبر ؟ حرب أكتوبر ذكرياتها محفورة بداخلي لم يستطيع الزمن أن يمحوها , فهو يوم استرداد لكرامتنا و أرضنا , و كنت دائما أحسد الذين لم يدخلوا الجيش , و لكن بعد خوضي لهذه التجربة أحمد الله علي دخولي الجيش . أين كنت توجد يوم 6 أكتوبر ؟ في الكتيبة 26 و هي من طلائع الكتائب التي عبرت في الجيش الثالث و استولت علي نقطتي الملاحظة و المسحورة في خط بارليف . صف لنا ماذا فعلتم بعد فرحة الانتصار داخل الجيش ؟ بهجة ما بعدها بهجة , كنا سعداء جدا , نردد أغاني الانتصارات , نحمد الله و نصلي , لأننا حاربنا وكنا جميعا مؤمنين بالنصر لأنه هو الأمل الذي كنا نعيش عليه. و متى رجعتم إلي منازلكم ؟ شهر فبراير 1974 . هل يوجد أحد من المقربين إليك أستشهد بحرب أكتوبر ؟ أجاب بحزن شديد : كثيرا منهم سيد عبد الرزاق كان من الشهداء و من أقرب الأصدقاء لي داخل الجيش . كيف أثرت الحرب بداخلك ؟ الحرب أثرت في لطفي كثيرا , فأعطتني صبرا و قوه تحمل و إحساسا بالنصر الداخلي الذي قد يفتقده البعض , فهناك البعض ممن لا يعيش هذه التجربة لم يشعر بالنصر , و لكن يعتبر النصر بالنسبة لي أغاني الانتصارات و الأفلام و يوم عطلة. ما الذي صنعته حرب أكتوبر في رأيك ؟ حرب أكتوبر قضت علي أي مشكلة , فلو كانت هناك مشكلة طائفية في هذه الفترة تجدها قد ذابت , ونحن نحتاج استدعاء روح حرب أكتوبر لعلاج مشاكلنا و التي تتمثل في روح الانتماء فالحماس و القوة و الالتفاف حول المبدأ الواحد هذا ما حقق العبور و النصر . ما رأيك في الاحتفالات التي تقام كل عام في ذكري انتصار أكتوبر ؟ كنت أتمني أن يكون هناك نوع أخر من الاحتفال وأعتقد من وجهة نظري أنه مهم , أن يتم دعوه الموجودين علي قيد الحياة من الذين شاركوا في هذه الحرب المجيدة , للحديث عن هذه الذكري حتى نستعيد روح أكتوبر . في النهاية ...حدثنا عن رواية " كتيبة 26 " التي كتبتها عن الحرب ؟ حرب أكتوبر ظلمتها الأعمال السينمائية , حيث أن كل الأفلام التي قدمت عنها ليس لها علاقة بالواقع من قريب أو بعيد , فهي قدمت الحرب في شكل سردي فقط دون أن تتوغل في أدق التفاصيل التي هي كانت السبب الرئيسي في النصر , ولذلك قمت من خلال الرواية التي كتبتها "الكتيبة 26 " بنقل أدق التفاصيل التي لا يعرفها أحد مثل الصمود و الحزن و الفرح داخل الحرب . يضيف لبيب تعمدت أن أهتم بملح الأرض وهم العساكر الذين شاركوا بالحرب , ولذلك نقلت الصورة من خلالهم , كيف يعيش فرد المشاة , وكيف يقضي يومه داخل الكتيبة , وبما يشعر , وكيف كان النصر هو الأمل الذي يعيش من أجله , فأنا أري من وجهة نظري الشخصية المعجزة الحقيقية في حرب أكتوبر تمثلت في فرد المشاة .