مع دقات العاشرة مساء غدا، تتحدى الجماهير المصرية الشتاء القارس وتتجمع لمشاهدة انطلاقة منتخبنا الوطنى الأول لكرة القدم فى كأس الأمم الإفريقية أمام منتخب زيمبابوى ضمن منافسات المجموعة الثانية من البطولة القارية التى يستضيفها المغرب من 21 ديسمبر وتستمر حتى 18 يناير. يبحث منتخبنا عن بداية قوية، كالتى فعلها فى النسخ التاريخية الثلاث 2006 و2008 و2010، فى الأولى فاز منتخبنا بالافتتاح على ليبيا بثلاثية، الثانية على الكاميرون 2/4، الثالثة على نيجيريا 1/3، غاب بعدها المنتخب عن ثلاث دورات متتالية، ليعود فى 2017 واستمر التواجد حتى النسخة التى انطلقت أمس. وفى النسخ الأربع الماضية، كانت البداية المصرية شاحبة، باهتة وتفتقر للشراسة أداءً ونتيجة، تعادل منتخبنا مع مالى سلبيًا فى 2017، فوز ضعيف على زيمبابوى بهدف فى 2019، خسارة أمام نيجيريا بهدف فى 2021، تعادل مع موزمبيق فى 2023. لذا، فإن المنتخب الوطنى تحت قيادة حسام حسن، فى حاجة لكسر حاجز السلبية، وإرسال رسالة كبيرة لجميع المنافسين، مفادها أن الجماهير المصرية سئمت الغياب عن التتويج، وتشتاق للعودة لبدايات الثلاثية التاريخية، ولا مجال أمام لاعبينا سوى بذل الجهد واللعب بروح منقطعة النظير بحثًا عن فوز مُرضٍ ونتيجة مقبولة أمام محاربى زيمبابوى. الأجواء فى معسكر المنتخب بمدينة أغادير مبشرة نحو بداية مرتقبة ومنتظرة، كسر حدة التمرين كان واضحا بشدة بشكل يومى بين اللاعبين وبعضهم وبين اللاعبين وحسام حسن، وذلك من خلال الألعاب الخفيفة بألا تسقط الكرة على الأرض أو اللعب من لمسة واحدة ومن يُخطئ ينزل فى المنتصف بين بقية اللاعبين، هى أمور تبقى عادية فى التدريب العام لأى فريق أو منتخب، إلا أنه فى ظل الظروف الحالية للكرة المصرية والتى تضغط المنتخب الأول نحو تحقيق إنجاز منتظر وغائب منذ فترة كبيرة، تجعل من الألعاب الخفيفة وأجواء المرح أكثر أهمية؛ ما دام التركيز حاضرا وبقوة والجميع عازما على تقديم كل ما لديه خلال البطولة. الفوز فى مواجهة اليوم ليس رفاهية، بل ضرورة ولا بديل عنه، فالمنافس هو الأضعف على الورق فى المجموعة الثانية، ويعد منتخبا أنجولا وجنوب إفريقيا أقوى نظريًا وفنيًا وتاريخًا، وحتى يسير المنتخب نحو رحلة صدارة المجموعة وعدم الدخول فى موقف معقد، يبقى الفوز اليوم هو الحل الوحيد.. تحدث حسام مع لاعبيه نفسيًا قبل اللقاء، اختص الثنائى صلاح ومرموش بحديث خاص، بالطبع تعد طريقة حسام فى مثل هذه المباريات معروفة ومتوقعة، حيث الضغط العالى على المنافس واللعب السريع فى بداية اللقاء للتسجيل المبكر وحسم المواجهة دون تعقيد. ويأتى تاريخ حسام مع المنتخب خلال فترته التدريبية جيدا أمام المنتخبات التى توازى قوة زيمبابوى، فقد فاز فى رحلة تصفيات المونديال والكان على منتخبات مثل الرأس الأخضر وجيبوتى وسيراليون وإثيوبيا وغينيا بيساو، وفى انتظار فوز جديد اليوم على زيمبابوى.