توصل باحثون إلى طريقة علمية جديدة يمكنها الكشف عن حالة عصبية نادرة يُصاب بها البعض دون علمهم، تعرف ب"انعدام القدرة على التخيل" أو Aphantasia، والتي تمنع المصاب من تكوين صور ذهنية في عقله رغم سلامة البصر والقدرات المعرفية. كشفت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن هذه الحالة تؤثر على ما بين 2 إلى 5% من البشر، ومعظمهم لا يدرك إصابته بها لأنها لا تؤثر على الذكاء أو اللغة أو الأداء اليومي. اقرأ أيضًا | «حدقة العين» طريقة جديدة لتشخيص التوحد ويعجز المصابون عن تخيل وجوه المقربين أو مشاهد طبيعية مثل غروب الشمس عند إغلاق أعينهم، وهي قدرة افترض كثيرون أنها فطرية لدى الجميع. وفي خطوة علمية مبتكرة، طور علماء من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية أول اختبار بيولوجي موضوعي لتشخيص الحالة، يعتمد على مراقبة استجابة حدقة العين. أظهرت النتائج أن حدقات المشاركين المصابين بAphantasia لم تتغير أثناء محاولة التخيل، على عكس الأشخاص الأصحاء الذين تغير حجم حدقاتهم تبعًا لما يحاولون تخيله. وأوضح الباحثون أن هذه الاستجابة تثبت أن المصابين يحاولون التخيل فعليًا، لكن ليس بطريقة بصرية، بل عبر مفاهيم مجردة أو غير تصويرية وقد تكون الحالة خلقية أو مكتسبة نتيجة إصابة دماغية أو صدمة، وقد تشمل تخيل الأصوات والروائح والحركة بجانب الصور البصرية. ويأمل العلماء أن يسهم هذا الاختبار في زيادة الوعي بالحالة وتسهيل تشخيصها وفهم كيفية عمل الدماغ البشري، مع تقديم دعم أفضل للمصابين بهذه الإعاقة الخفية التي تؤثر على طريقة التفكير لديهم.