عواصم- وكالات الأنباء: تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تطورات متسارعة على المستويين العسكرى والسياسي، فى ظل تصعيد أمريكى محتمل على قطاع الطاقة الروسي، وتناقضات واضحة بين واشنطنوالعواصم الأوروبية بشأن تمويل أوكرانيا، مقابل تشدد روسى ميدانى وسياسى حيال أى تسوية لا تراعى شروط موسكو. ونقلت وكالة بلومبيرج عن مصادر مطلعة أن الولاياتالمتحدة تستعد لجولة جديدة من العقوبات تستهدف قطاع الطاقة الروسي، فى حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. وتشمل الخيارات المطروحة استهداف ناقلات النفط التابعة لما يعرف ب«أسطول الظل» الروسي، إضافة إلى التجار الذين يسهلون المعاملات المرتبطة بتصدير النفط. وبحسب المصادر، قد يتم الإعلان عن هذه الإجراءات خلال أيام قليلة، بعد أن ناقش وزير الخزانة الأمريكى سكوت بيسنت هذه الخطط مع سفراء أوروبيين. ويأتى ذلك بعد تصريحات سابقة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن إعداد مشروع قانون يفرض عقوبات على أى دولة تتعامل تجارياً مع روسيا، إلى جانب عقوبات فرضت فى أكتوبر الماضى على شركتى «لوك أويل» و«روسنفت». فى المقابل، عبر ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلاً إن ذلك بات «أقرب من أى وقت مضى»، مشيراً إلى اتصالات مكثفة أجراها مع الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى وقادة أوروبيين فى برلين. كما أفادت رويترز بأن الولاياتالمتحدة عرضت على كييف ضمانات أمنية غير مسبوقة على غرار ضمانات حلف شمال الأطلنطي، مع التحذير من أن هذا العرض ليس مفتوحاً إلى أجل غير مسمى. على الجانب الروسي، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن بلاده حققت تقدماً فى جميع محاور وجبهات القتال خلال الأشهر الأخيرة، مشيراً إلى أن القوات الروسية «حررت أكثر من 300 مدينة وبلدة خلال عام 2025». وشدد على أن موسكو ستلجأ إلى الوسائل العسكرية لتحرير «أراضيها التاريخية» إذا فشلت الجهود الدبلوماسية، مجدداً التزام بلاده بتحقيق أهداف ما تسميه «العملية العسكرية الخاصة». وانتقد بوتين دعم حلف الناتو لأوكرانيا، متهماً دولاً قوية فى الحلف بتزويد كييف بالأسلحة والمعلومات الاستخبارية والمستشارين، مشيراً فى الوقت ذاته إلى تطوير روسيا قدراتها العسكرية، بما فى ذلك إدخال صواريخ فرط صوتية وغواصات جديدة إلى الخدمة. وفى السياق ذاته، أعلن الكرملين رفضه القاطع لفكرة نشر أى قوات أوروبية فى أوكرانيا، بعد تقارير تحدثت عن مقترحات سلام أمريكية قد تشمل قوة بقيادة أوروبية. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميترى بيسكوف أن موقف موسكو من وجود قوات أجنبية «ثابت ومعروف»، كما أشار إلى عدم وجود خطط حالياً لزيارة المبعوث الأمريكى الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو.