حاتم زكريا لعل ما شهده شاطئ بوندى بمدينة سيدنى الاسترالية يوم الأحد الماضى 13 ديسمبر فى حادثة إطلاق النار فى احتفالات عيد الأنوار اليهودى وادى إلى مقتل 12 شخصياً وإصابة العشرات يعزز خطة السلام التى أطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار على المدنيين الأبرياء ، وهو ما عبر عنه الرئيسان عبد الفتاح السيسى والفرنسى ايمانويل ماكرون يوم الجمعة الماضى 12 ديسمبر خلال اتصال هاتفى تلقاه الرئيس السيسى من الرئيس ماكرون استعرضا فيه مستجدات الأوضاع الإقليمية وفى مقدمتها قطاع غزة . أعرب الرئيس السيسى عن تقدير مصر للدعم الفرنسى للجهود المصرية التى أفضت الى التوصل إلى وقف الحرب مؤكداً تثبيت وقف النار والانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب للسلام، وشدد الرئيس السيسى على أهمية تعزيز إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع .. ومن جهته أعرب الرئيس ماكرون عن تقديره للدور المحورى الذى تضطلع به مصر فى تحقيق الاستقرار الإقليمى ولاسيما فى تثبيت اتفاق وقف الحرب. كما تطرق الاتصال إلى تطورات الأوضاع فى الضفة الغربية، وأكد الرئيس السيسى رفض مصر القاطع للانتهاكات الإسرائيلية مشدداً على ضرورة دعم الشعب الفلسطينى وزيادة الضغط الدولى لوقف هذه الانتهاكات ، ودعم السلطة الفلسطينية فى الوفاء بالتزاماتها تجاه شعبها .. واتفق الرئيسان على أن الجهود الراهنة يجب أن تفضى إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وأكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل لوحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه ورفضها أى محاولات تهدد أمنه معرباً عن مساندة مصر جهود إنهاء الحرب واستعادة السلام والاستقرار بالسودان . وفى محاولة فاشلة من رئيس الوزراء الإسرائيلى لتبرير أفعاله المجرمة ضد الشعب الفلسطينى قال بنيامين نيتانياهو أن الهجوم الذى وقع فى استراليا « بشع « مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة لهزيمة معاداة السامية هى مواجهتها كما نفعل فى إسرائيل مؤكداً التزام بلاده بمكافحة هذه الظاهرة !! ولأنه لا يصح إلا الصحيح فان كلمات نيتانياهو لا تعبر إلا عن أفكاره ومعتقدات المتطرفين من أعضاء حكومته، ولذلك لا بديل عن الضغط الدولى الشديد ومن جانب الرئيس الأمريكى . وبطبيعة الحال فان مصر وكافة الدول الإسلامية ترفض الإرهاب فى أى مكان، كما أكد المفتى العام لاستراليا ونيوزيلندا أن حادث سيدنى إرهابى وأعرب عن تمنيه أن يأخذ القانون مجراه فى التعامل معه ، وشدد المفتى على انه لا يجوز أن يستهدف الإنسان بسبب دينه أو جنسيته، وأشار إلى أن الأذى الذى يلحق بأى إنسان شر ولا يفرق بين مسلم ويهودى .. ولا شك أن الإرهاب لا يأتى إلا انعكاساً للإرهاب وقتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء بدم بارد حتى وصل قتلاهم فى غزة فقط إلى 70 ألف قتيل .. ولذلك فان إقامة الدولة الفلسطينية هى الحل لتثبيت السلام فى المنطقة وليس بين الإسرائيليين والفلسطينيين فقط . وفى نفس السياق الذى أوصل الأوضاع إلى ما وصلت إليه فى حادثة مدينة سيدني، ورفض المحاولات الإسرائيلية المستميتة لإجهاض كل خطط ومقترحات السلام وجهود مصر والرئيس السيسى المتواصلة لتنفيذ خطة ترامب والإبقاء على فرص إقامة الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات حل الدولتين . وعلى هامش منتدى « صير بنى ياس « أكد الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة رفض مصر لأى إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو تقليص فرص حل الدولتين .. وأشار وزير الخارجية فى اتصال هاتفى مع وزيرة خارجية المملكة المتحدة ايفيت كوبر إلى الحرص على تطور العلاقات فى مختلف المجالات بما يعود بالنفع على البلدين ، وأهمية عقد حدث اقتصادى رفيع المستوى يضم الشركات البريطانية الكبرى ليسهم فى زيادة حجم الاستثمارات البريطانية فى مصر .. وأكد الوزير ضمان استدامة وقف إطلاق النار وتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وأهمية نشر قوة الاستقرار الدولية المؤقتة لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتمكين القوات الفلسطينية من تولى مهام إنفاذ القانون فى غزة .. وعلى هامش منتدى « صير بنى ياس « بحث د . بدر عبد العاطى مع نظيره البلجيكى ماكسيم برويوفت سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادى والاستثمارى والتعليمي، وأكد الوزير أهمية دعم الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الاتحاد الأوروبى .