لا أحد فينا ينسى تلك الزيارات التى كان يقوم بها المسئولون لأحياء ومدن، وما كان يحدث قبل هذه الزيارات من عمليات إزالة للقمامة ونظافة للشوارع وتزيينها بالزهور، تستمر لعدة ساعات هى فترة تواجد المسئول، ثم يختفى كل شيء ويعود الواقع إلى ما كان عليه قبل الزيارة، وكنا نشاهدهم وهم يسارعون برفع قصارى الزهور قبل وصول المسئول لنهاية الشارع لمغادرته!. فهل اختفت تلك الظاهرة، أم أنها مازالت مستمرة؟. الواقع يؤكد استمرارها، فمازال البعض يحرص على تغيير الواقع وجعله على غير حقيقته!. منذ أيام فوجئت بالشارع الذى أقيم فيه بمدينة الشيخ زايد، على غير ما أراه يوميًا، فلم تكن هناك أى إشغالات على الأرصفة والنسبة الكبيرة من المحال مغلقة، ومن بينها ورشة، وكان المشهد الأكثر دهشة المقهى الذى يقع نهاية الشارع، فلأول مرة لا يوجد كراسى ولا شيشة على الرصيف، بينما تجمع من يشربون الشيشة داخل حجرة صغيرة اكتشفت أنها هى الحيز الحقيقى للمقهى!. كان المشهد غريبًا، ولكن سرعان ما جاءت الإجابة على ما يحدث، بأن مسئولًا سيزور المكان، ولا يجب رؤيته لأى مخالفات أو إشغالات، وهو ما كان طوال ساعات يوم كامل، وعندما أتى صباح اليوم التالى عاد كل شيء إلى ما كان عليه. والسؤال الذى يفرض نفسه: هل يقتنع المسئول بما يراه، ألا ينتابه أى شك خاصة عندما يشاهد مقهى بدون أى إشغالات!، أم أنه يكون على علم بأن هناك عملية تجميل للواقع قد تمت؟. والسؤال الأهم الذى لم أجد له إجابة، ويتعلق بمنح ترخيص لمحل للعمل كمقهى، فهل يعتقد مانح الترخيص أن العشرات من مرتادى المقهى سيكفيهم المكان بالشيشة والطلبات، أم أنه يعلم أنه سيكون هناك تعد وبالتالى ستكون هناك مخالفة وتوقيع غرامة!. بالطبع ليس كل المسئولين يمكن خداعهم.