والجريدة ماثلة للطبع، غيّب الموت الباحثة والأكاديمية والمترجمة المصرية القديرة عن اللغة الإيطالية الدكتورة أمانى فوزى حبشى التى أثرت المكتبة العربية بترجمات متقنة لعدد من أهم الكتّاب الإيطاليين وقد مثَّل خبر رحيلها المفاجئ، يوم 9ديسمبر 2025، صدمة كبيرة لقرائها فى مصر والعالم العربى. منذ بداية مسيرتها مع الترجمة، عملت د. أمانى حبشى بإخلاص وتفانٍ نادرين، مبتعدة عن الصخب والضجيج، فحضرت بقوة عبر عملها وتركت بصمة لا تُمحَى فى مشهد الترجمة إلى اللغة العربية، سواء لجهة الاختيارات الذكية الممثلة للأدب الإيطالى بمراحله المختلفة وتقديمها أصواتًا لم تُترجَم مسبقًا إلى العربية أو لجهة براعة الترجمة نفسها وجمعها بين الدقة والجاذبية. من بين ترجماتها: «بندول فوكو» و«بماذا يؤمن من لا يؤمن» لإمبرتو إيكو، «أصوات المساء» لنتاليا جينزبورج، «ثلاثية أسلافنا» لإيتالو كالفينو، «أربطة» لدومينيكو ستارنونه، «اذهب حيث يقودك قلبك» و«صوت منفرد» و«القلب السمين» و«اقفز يا بارت» و«لويزيتور» لسوزانا تامارو، «الكتب التى دمرت حياتى» لداريا بينياردى، «محادثة ليلية» لساشا ناسبينى، «مثل ريح طرزت بالأرض» لإيلاريا توتى، «الجبال الثمانية» لباولو كونيتى، «الأشياء التى تنقذنا» للورينزا جينتيلى، «حيث تولد الريح» لنيكولا أتاديو، «فى عمق البحر حيث لا تُلمس الأرض» لفابيو جينوفيزى، «بلا دماء» و«مستر غوين» لأليساندرو باريكو، وكتاب «الكيلومتر الذهبى.. العالم المفقود للإيطاليين المصريين» لدانيال فيشمان. حصلت د. أمانى فوزى حبشى على درجة الدكتوراه فى الأدب الإيطالى من كلية الألسن جامعة عين شمس عام 2002، وتناولت أطروحتها مسرح كارلو جولدونى. وتقديرًا لدورها البارز فى توثيق الصلات بين الثقافتين العربية والإيطالية، منحتها وزارة الثقافة الإيطالية الجائزة الوطنية فى الترجمة عن مجمل ترجماتها، وكرمها الرئيس الإيطالى الأسبق كارلو أزيليو تشامبى بمنحها وسام «نجمة إيطاليا» برتبة فارس. تتقدم أخبار الأدب بخالص التعازى لأسرة الدكتورة أمانى وقرائها ومحبيها.