منذ الإعلان عن فيلم «الست»، الذي تقوم ببطولته الفنانة منى زكي مجسدة شخصية كوكب الشرق أم كلثوم، أصبح العمل واحدًا من أكثر المشاريع السينمائية المنتظرة في السنوات الأخيرة، ليس فقط لضخامة الشخصية التي يتناولها، بل لأن الفيلم يضع منى زكي أمام أحد أصعب التحديات الفنية في تاريخ السينما العربية. الفيلم، الذي يتناول محطات إنسانية وفنية من حياة أم كلثوم، لا يقدم سيرة تقليدية بقدر ما يحاول الاقتراب من المرأة خلف الأسطورة، مسلطًا الضوء على الصراع بين النجومية الطاغية والحياة الخاصة، وهو ما اعتبره نقاد توجهًا ذكيًا يبتعد عن التكرار ويمنح العمل بعدًا إنسانيًا أعمق. منى زكي... رهان الأداء لا التقليد أجمع عدد من النقاد على أن اختيار منى زكي للبطولة جاء قائمًا على القدرة التمثيلية لا مجرد الشبه الخارجي، معتبرين أن الفيلم يراهن على الإحساس والتجسيد النفسي أكثر من المحاكاة الشكلية للصوت أو الأداء الغنائي. ويرى نقاد سينمائيون أن منى زكي تمتلك أدوات تمثيلية قادرة على نقل تعقيدات شخصية أم كلثوم، خاصة في فترات التحول والضغط، مشيرين إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في تحرير الشخصية من القوالب الأيقونية دون المساس بقيمتها التاريخية. رؤية إخراجية تحترم السية الذاتية ل أم كلثوم بحسب قراءات نقدية مبكرة، يعتمد الفيلم على رؤية إخراجية تميل إلى الهدوء البصري والبناء الدرامي المتدرج، مع اهتمام بالتفاصيل النفسية والزمانية، ما يمنح العمل مسافة احترام بين السرد الفني والرمز الوطني. كما أشاد نقاد بالمعالجة التي لا تسعى إلى تقديم أم كلثوم ك«أسطورة كاملة»، بل كإنسانة صنعت مجدها بثمن شخصي باهظ، وهو ما يمنح الفيلم مصداقية إنسانية ويقربه من الجمهور المعاصر. آراء أبناء وأسرة أم كلثوم تحدثت نيرمين الدسوقي، حفيدة شقيقة السيدة أم كلثوم، عن انطباع أسرة كوكب الشرق حول فيلم "الست" الذي قامت ببطولته النجمة منى زكي، والذي تناول حياة الراحلة أم كلثوم. وأضافت نيرمين خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل ببرنامج "تفاصيل" المذاع على قناة صدى البلد 2، "الفيلم مشرف جداً وعمل على المستوى الذي يليق بمسيرة أم كلثوم، فهو يبرز الجانب الإنساني والمشاعر التي مرت بها، وخاصة أنها كانت امرأة واجهت صعوبات كثيرة في حياتها، أعتقد أن سبب تسميته "الست" هو التركيز على مشاعرها كإنسانة قبل أن تكون كوكب الشرق". وأشارت نيرمين إلى أن الفيلم تناول بشكل جيد التحديات التي واجهتها أم كلثوم في زمنها الصعب، وكيف أن القرارات الصعبة التي اتخذتها كانت مصحوبة بمشاعر إنسانية. بين الجدل والرهان الفني لم يخل الفيلم من الجدل، وهو أمر اعتبره نقاد صحيًا ومبررًا، نظرًا لمكانة أم كلثوم في الوجدان العربي ويرى البعض أن أي عمل يتناول هذه الشخصية لا بد أن يواجه مقارنات حادة وتوقعات مرتفعة، إلا أن الفيصل الحقيقي سيكون في النتيجة النهائية وليس في الجدل المسبق. وعلى الرغم من الجدل المثار منذ البداية، استقبل الفيلم، في عرضه العالمي الأول ضمن مهرجان مراكش بتصفيق طويل من الحضور. «الست»؛ فيلم قد يفتح باب نقاش أكبر حول حدود تجسيد الشخصيات التاريخية، وحق الفنان في تقديم رؤيته الخاصة، وما بين الطموح والانتقاد، ويبقى السؤال: هل سينجح «الست» في أن يعيد لهذه الشخصية الكبيرة مكانتها السينمائية، أم تطغى الأصوات الناقدة؟ قبل أن يصل فيلم «الست» إلى قاعات العرض، وجد نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات بدأت بمجرد طرح الإعلان التشويقي. تمحور الهجوم حول عدة محاور، أبرزها التشكيك في قدرة منى زكي على تجسيد شخصية بحجم أم كلثوم، سواء من ناحية الملامح أو الأداء الصوتي، معتبرين أن «هيبة» كوكب الشرق يصعب محاكاتها. بينما رأى آخرون أن المشروع نفسه قد يقدم قراءة «معاصرة أكثر من الحقيقة التاريخية»، وهو ما أثار مخاوف من تشويه صورة أم كلثوم أو إعادة تفسير سيرتها بشكل لا يليق بها. ومع انتشار النقاشات عبر مواقع التواصل، امتد الهجوم ليأخذ طابعًا عاطفي وشخصيًا أكثر من كونه نقدًا فنّيًا، ليضع الفيلم تحت ضغط جماهيري كبير قبل أن يراه أحد فعلًا. «الست» يحقق 7 ملايين جنيه في أول 3 أيام عرضه بالسينمات وحقق فيلم الست، أمس الجمعة إيرادات بلغت 2 مليون و903 الف و718 جنيه فى شباك التذاكر المصرية، ذلك يحتل المركز الأول في قائمة إيرادات الأفلام اليومية. ووصل إجمالي إيرادات فيلم الست في أول 3 أيام عرض له في السينمات المصرية إلي 7 مليون و237 ألف و95 جنيه. الست هو فيلم سيرة ذاتية عن حياة المطربة الأسطورية أم كلثوم يروي قصتها ورحلتها لتصبح واحدة من أكثر النساء العربيات تأثيرًا. تدور أحداث الفيلم حول أم كلثوم في مرحلة الشباب حيث تنتقل إلى القاهرة من قريتها الصغيرة للسعي خلف شغفها بالموسيقى والطرب. على الرغم من العقبات المجتمعية التي واجهتها، بما في ذلك اضطرارها لارتداء ملابس الصبيان، إلا أن صوتها السماوي، وموهبتها الفذة، وعزيمتها التي لا تلين دفعت بها إلى قمة النجاح لأكثر من سبعة عقود، وانتهت بتتويجها كأعظم مطربة عربية عرفها العالم على الإطلاق.