العواصف القوية في منطقة البحر المتوسط، غالبًا ما تنشأ من انخفاض جوي «منخفض» أو «منخفض بارد» وليس بالضرورة إعصار مداري كما في المحيطات. مصطلح «عاصفة» أو «منخفض جوي» يُستخدم للإشارة إلى هذه الأنظمة. هذه العواصف قد تنتج عنها ظواهر مدارية/متوسطية - أمطار غزيرة، عواصف رعدية، رياح قوية، وفي بعض الحالات برد أو تساقط ثلوج أو برد خفيف في المرتفعات. الأرصاد تتابع ظهور مثل هذه المنخفضات في المتوسط بنشاط متزايد - وقد يتأثر العديد من البلدان الساحلية والجنوبية الغربية بحسب مسار العاصفة واتجاهه. ◄ ما هي عاصفة بايرون؟ «بايرون» هي اسم يُستخدم لمنخفض جوي / نظام جوي عنيف / عاصفة جوية قوية تضرب منطقة شرق البحر المتوسط وشمال‐شرق البحر الأبيض المتوسط حاليًا «ديسمبر 2025». حيث تأتى العاصفة مصحوبة بأمطار غزيرة، رياح قوية، عواصف رعدية، وفي بعض المناطق حتى برد أو برد خفيف - حسب المناطق المتأثرة. ولكن العاصفة «بايرون» ليست بالضرورة إعصار مداري مثل «حوض استوائي» كما في المحيطات - بل يعتبر «منخفض جوي / نظام مداري ‐ متوسطي قوي» دفع الأرصاد إلى إصدار تحذيرات شديدة. وبالفعل بدأت العاصفة بتأثيرات كبيرة في دول أوروبية - خصوصًا اليونان مع عاصفة جوية - فيضانات، إغلاق مدارس، طرقات غارقة وتشريد بعض المناطق. اقرأ ايضا| 5 نصائح من الأرصاد للتعامل مع العواصف الرعدية كذلك تأثرت فيها قبرص بمياه غزيرة، فيضانات، عواصف رعدية، وانقطاع للكهرباء في بعض المناطق. وتُظهر آخر التقارير أن العاصفة «بايرون» قد تتجه شرقًا نحو عدد من دول الشرق الأوسط، ما يرفع احتمالات تأثر مناطق جديدة بها خلال الأيام المقبلة. لكن يبقى هناك عدم يقين كبير في مدى انتشار تأثيرها، تحديدًا أي الدول ستتأثر بشكل مباشر، ومدى قوة الأمطار أو الفيضانات. التنبؤ الدقيق يختلف بحسب المسار والظروف الجوية المتغيرة. أيضا كما غالبًا مع العواصف المتوسطية - التوقيت وسرعة التحرك مهمة جداً: عاصفة قد تبدأ قوية ثم تخفّ سريعًا، أو تشتد وتسبب أضراراً بمناطق لم تكن متوقعة. ◄ أشهر العواصف على مر التاريخ كانت العواصف على مر التاريخ متنوعة وقوية، بعضها سجل في الذاكرة البشرية بسبب تأثيره المدمر على المدن والسواحل والملاحة. ومن أبرز تلك الأعاصير المعروفة عالميًا : إعصار كاترينا – الولاياتالمتحدة 2005، إعصار تايفون هايان – الفلبين 2013، إعصار آندرو – الولاياتالمتحدة 1992 بفلوريدا، العاصفة الثلجية الكبرى – أوروبا 1709، إعصار جونو – شرق الولاياتالمتحدة 2015. وأشهر العواصف الرعدية والبحرية التاريخية إعصار سان فورنس في كوبا 1932، إعصار جالاوي في أيرلندا 1839. لكن هذه العواصف لم تكن دائمًا مسجلة بشكل دقيق، بالرغم من أعداد القتلى والدمار التى كانت بصورة كبيرة جدًا. أما عن عواصف شرق المتوسط فقد تتمثل فى العاصفة الحالية «بايرون»، وهى عادة ما تأتي مع أمطار غزيرة ورياح قوية، وقد تسبب فيضانات وانهيارات أرضية، خاصة في الجزر والمناطق الساحلية مثل قبرص واليونان وتركيا وبالفعل ظهرت معالمها مؤخراً. ختاماً، تظهر «بايرون» كحلقة جديدة في سلسلة طويلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي تؤكد أن الطبيعة قادرة على قلب الموازين في ساعات قليلة. وما بين الدمار الذي فعلته في اليونان وقبرص، والقلق من مسارها القادم، يبقى الدرس الأهم هو ضرورة تعزيز أنظمة الإنذار المبكر، والاستعداد لمواجهة طقس أكثر تقلبًا في السنوات المقبلة.