المدرب الناجح هو الذى يعرف قيمة لاعبيه ويعرف كيف يحفزهم ويمنحهم الثقة، ليخرج أفضل مهاراتهم ما فعله «سلوت» مع صلاح ذكرنى للأسف بما فعله «حسام حسن» منذ أيام مع منتخبنا، كلاهما للأسف يفتقد حس التعامل النفسى مع اللاعبين وتحفيزهم لإخراج أفضل ما فيهم، «سلوت» ملأ ملعب انفيلد بلاعبين جدد ،تحمل فى شرائهم مبالغ باهظة لم يتحملها نادى من قبل ، لكنه فشل فى دمجهم بباقى اللاعبين ، وفشل فى تحفيزهم وإصلاح العلاقات بينهم بما يحفظ مكانة الجميع ، فلم يعد الفريق على قلب رجل واحد. حسام حسن أيضا وقع منذ أيام فى خطأ لا يغتفر، ففى المؤتمر الصحفى عقب مباراة مصر و كاب فيردى فى بطولة كأس «العين»، قال تصريحه الصادم :» احنا معندناش فى منتخب مصر غير 2 محترفين وربع، محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى وعمر مرموش نجم مانشستر سيتى الإنجليزى، ومصطفى محمد مهاجم نانت ، فبيمشى على سطر وسطر، والباقى لعيبة محليين بنحاول ندخلهم دوليين، أما المنتخبات الإفريقية التانية فعندها محترفين كتير» خطأ حسام حسن كشف عن خلل كبير فى إدارة العامل النفسى للفريق، فقد انتقص من اللاعب المحلى رغم أنه الأساس الأكبر للمنتخب الذى يقوده ، كما وجه إهانة مباشرة وقاسية لباقى المحترفين الذين لم يذكرهم ، واهانة أكبر وأقسى للمهاجم الأساسى مصطفى محمد، نجم نانت الفرنسى، الذى وصفه بربع لاعب، فكيف بعد هذا التصريح يمكن أن يقاتل اللاعبون فى الملعب، وقد سمعوا مدربهم ينتقص منهم أمام العالم كله، دفاعاً عن نفسه أمام انتقادات الصحفيين والمحللين. أما محمد صلاح، فلازلنا كل يوم نتعلم منه، ونكتشف المزيد من أسرار نجاحه والتفاف العالم حوله. فحتى حينما انتفض وتحدث أخيراً عن شعوره بالإحباط والرفض لكل ما يحدث معه، كان هادئاً واثقاً، بل ومبتسماً أيضاً. سبع دقائق ونصف من اللغة الإنجليزية السليمة، ظل خلالها محتفظاً برباطة الجأش ، وأنهاها بجملة «شكراً يا رفاق». أكثر من 8 سنوات قضاها مع ليفربول ، لم يتحدث خلالها بهذا الطول مع الصحافة البريطانية ، لم تكن لحظة غضب عشوائية، بل هو دائما يعرف ماذا يقول،ومتى، وأين. انتظر وتحامل على نفسه، مرة واثنين وثلاثة جالسا فوق دكة البدلاء، كانت الجماهير فى العالم العربى غاضبة من أجله، بينما كان يأكل الأناناس أمام عدسات المصورين، ليخفى شعوره بالغضب و الأسى ، لم يعترض من أول ولا ثانى مرة ، ربما أراد ألا يظلم المدرب ، وربما أراد أن يثبت لنفسه، قبل أن يثبت للناس، أنه بالفعل ليس سبب تدهور الفريق ، فالفريق به وبدونه يشهد تراجعا خطيرا ، وخلال ال3 مباريات التى جلس خلالها «على الدكة» ، لم يحقق فيها الفريق إلا فوزاً واحداً ، وتعادلين، وكلها أمام فرق ضعيفة. ثبت للجميع أن المشكلة ليست صلاح ، بل مشكلة فريق، ومدرب، وخطة، لكن هناك من يريد الصاق تهمة الفشل بصلاح وحده. وهو ما جعله ينتفض أخيراً بتصريحاته النارية، التى حملت للناس رسائل محددة ، تاركا وراءه ثورة من الجدل، وبمنتهى الوعى -وليس العواطف فقط-انتفضت جماهير ليفربول مع تصريحات صلاح ،وقال المشجعون والمحللون:«ليفربول لا يحتاج خططا خارقة، بل يحتاج مدربا يفهم النادى وقيمه، وقادرا على تحفيز اللاعبين، وتوحيد صفوفهم، وإعادة الحماس إليهم ، وإصلاح العلاقات بينهم» . دروسا أخرى تعلمناها من جماهير ليفربول الواعية ، فالمدرب الناجح هو الذى يعرف قيمة لاعبيه ويعرف كيف يحفزهم ويمنحهم الثقة، ليخرج أفضل مهاراتهم. وهو درس مهم أتمنى أن يصل لمدربينا فى مصر .