لعل أهم ملمح فى أعمال الشاعر والمؤلف المبدع د.مدحت العدل هو هذا الحس المرهف والذكاء الفنى والإخلاص فى تقديم كل المفردات.. ولعل ذلك أيضًا هو السر وراء نضج أعماله واكتمالها لتحظى بإعجاب الجمهور بعيدًا عن المقاييس والمعايير التقليدية بالاعتماد على نجوم كبار لهم جماهيرية واسعة فيضمن بذلك النجاح المسبق!، ولكنه يفضل دائمًا الاعتماد على رؤيته الخلاقة ونبضه الفنى الدقيق الذى يراهن عليه دائمًا واستطاع به أكثر من مرة أن يكسر كل القواعد بتحقيق النجاح الذى فى النهاية يرجع إلى اختيار كلماته ولوحاته وحالته الفنية وهو النهج الذى تبعه منذ أكثر من عشرين عامًا فى أفلام حققت نجاحات غير مسبوقة فى شباك التذاكر ولا تزال تجذبنا مشاهدتها مثل صعيدى فى الجامعة الأمريكية وهمام فى أمستردام الذى استعان فيهما بمجموعة من شباب الفنانين كانوا جميعًا من الوجوه الجديدة المغمورة (وقتها) ومنحهم الفرصة إيمانا باختياراته وموهبتهم وبالفعل استطاع كل منهم بمفرده أن يصبح نجمًا فى وقت قصير جدًا.. وهؤلاء مثل هنيدى والسقا ومنى زكى وغادة عادل وهانى رمزى وغيرهم.. وإلى اليوم يسير د.مدحت العدل على ذات النهج فى اكتشاف أبطال جدد من الشباب.. واستطاع تفجير موهبتهم وتقديمهم بجرأة فى أحدث أعماله تأليفًا وكتابة وأشعارًا وإنتاجًا مستقلًا للمرة الأولى عن أشقائه (العدل جروب) من خلال المسرحية الغنائية الرائعة «أم كلثوم» التى تمثل توثيقًا لمسيرة كوكب الشرق منذ بدايتها فى قرية طماى الزهرية حتى القاهرة لتتحول بعدها إلى المطربة الأشهر فى الوطن العربى كله.. وكعادته استعان العدل فيها بفنانين من الشباب الواعد يمثلون ويغنون ويرقصون على خشبة المسرح بخفة ورشاقة لأول مرة ورغم ذلك أجادوا جميعًا فى تقديم أدوارهم.. والمسرحية لم تلقِ الضوء فقط على مسيرة أم كلثوم الفنية ونجاحاتها وانكسارها وإنما تبرز أيضًا دورها الوطنى عندما تبنت حملة التبرع للمجهود الحربى.. كل ذلك تم تقديمه من خلال لوحات فنية مبهرة وتقنيات حديثة وإيقاع سريع بعيدًا عن الرتابة والملل.. فمرت سريعًا ساعتان من المتعة الفنية ذكرتنا بمسارح برودواى العالمية الشهيرة فى نيويورك.. كل التحية لكل من شارك فى هذا العمل الفنى المميز!.