يحمل الفنان هاني رمزي في مسيرته حضورا خاصا يجمع بين البساطة والذكاء الفني، وبين قدرة نادرة على ملامسة الجمهور عبر الكوميديا الإنسانية التي طالما ميزت أعماله، وفي مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، يعود رمزي إلى جذوره المسرحية بتكريم خاص من المهرجان احتفى به كثيرا، ليس فقط كفنان بارز، بل ك«مسرحي أصيل» كما يحب أن يصف نفسه. في هذا الحوار، تحدث هاني رمزي عن التكريم، و«غيرة المسرح» التي أيقظتها العروض التي شاهدها خلال فعاليات المهرجان، ورؤيته لأزمة الكوميديا، ومصير الجزء الثاني من فيلم «غبي منه فيه»، إضافة مسلسله الذي توقف تصويره منذ فترة «بدون مقابل» وموقفه من العرض. كيف استقبلت تكريمك مؤخرا في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي؟ أنا سعيد جدا وفخور بهذا التكريم من مهرجان مسرحي، وفي مدينة شرم الشيخ تحديدا؛ هذه المدينة الجميلة الساحرة التي فوجئت بما شهدته من تطور وتغيير، خاصة أنني لم أزرها منذ فترة طويلة، والحقيقة أنني انبهرت بها بشكل كبير، ومهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحمل قيما ومعان كبيرة، وبالنسبة لتكريمي فالأمر مختلف وسعيد به لأنه من مهرجان مسرحي، وأنا أعتبر نفسي «مسرحيا أصيلاا»، ولذلك فلهذا التكريم مذاق خاص، كما أن العروض المشاركة كانت مبهرة وعلى مستوى فني جيد، مع وجود ممثلين وشباب موهوبين. ماذا يمثل المسرح لك اليوم؟ المسرح هو بيتي الأول، وبداياتي كانت به، وحينما تابعت فعاليات مهرجان شرم الشيخ اللمسرح الشبابي شعرت بغيرة شديدة وأنا أشاهد العروض والممثلين على خشبة المسرح، وتمنيت أن أعود قريبا وأقف على المسرح، وسأسعى قريبا لتقديم عمل مسرحي، فمجرد أن أجد نصا مسرحيا جيدا وعملا مناسبا، سأعود إليه فورا. هل ما زلنا نعاني أزمة في النصوص والكتابة والموضوعات؟ على العكس، لدينا نصوص وموضوعات جيدة، خصوصا في السينما المصرية فهي على مستوى عال جدا لكنني أرى أن الأزمة الحقيقية تكمن في الكوميديا، لأنها الأصعب، فخلال فترات طويلة جدا يظهر عمل كوميدي جيد، وأنا كثيرا مما يعرض علي من أفلام كوميدية لكن مستوى الضحك فيها لا يصل إلى ما أطمح إليه، أتمنى أن أقدم عملا يضحك الناس من قلوبهم ويمنحهم بساطة وفرحا حقيقيين. هل من الممكن أن تتخلى عن الكوميديا وتقدم عملا تراجيديا؟ الحقيقة، إذا استمر الوضع ولم أجد العمل الكوميدي الجيد الذي أرضى عنه ويجعل الناس تضحك من قلبها، فلا مانع لدي إطلاقا من الاتجاه إلى تقديم عمل تراجيدي. ما الجديد بخصوص الجزء الثاني من فيلم «غبي منه فيه»؟ أنا حاليا أعمل على السيناريو، ولن يهدأ لي بال إلا إذا وصلت به إلى المستوى الذي يرضيني، لأقدمه وأنا مبسوط، ويجب أن يفوق الجزء الأول، ولن أتخلى عن تقديم جزء ثان ل«غبي منه فيه»، ولكن بشكل جيد يحقق نجاحا يماثل «الأول»، خاصة أن تقديم «غبي منه فيه» في البداية كان صعبا جدا ولم يتحمس له المنتجون، وعندما قررت تقديمه كان ذلك بعدما رأيت سايس سيارات محدود الإدراك يشبه الشخصية في تصرفاته، فقررت أن تكون «شخصية الغبي» هي البطل الرئيسي للفيلم، ولم يتحمس أي منتج للعمل سوى المنتجة مي مسحال، ووقتها عقدنا عدة جلسات عمل مع السيناريست أحمد عبد الله والمخرج رامي الإمام للوصول إلى أدق تفاصيل الشخصية، ومن تحضيرات الشخصية ذهبت لطبيب الأسنان لعمل طقم أسنان لتظهر الشخصية بالشكل الذي ظهرت به، كان الفيلم صعبا جدا وتفاصيله كثيرة، ولذلك فليس بالسهل تقديم جزء ثان يتخطى مستوى ونجاح الجزء الأول، لهذا أتأنى وأركز جيدا في تقديمه حتى يخرج بشكل يحقق نجاحا مثيلا للأول أو يفوقه. وما موقف مسلسل «بدون مقابل» من العرض في رمضان 2025، خاصة أنه كان مقررًا لرمضان الماضي؟ الحقيقة أنني حتى هذه اللحظة لا أعرف موقفه، تقريبا انتهينا من تصويره بنسبة كبيرة جدا، ولم يتبقّ سوى أسبوع تصوير تقريبا، لكنني لا أعرف متى سنصور هذا الأسبوع، ولا توجد لدي أي فكرة عن موعد عرضه. اقرأ أيضا | هاني رمزي: شرف لي حصولي على درع تكريم يحمل اسم سميحة أيوب