فخور أنى من تلاميذ محمد صبحى.. وأحمد فتحى «مسرحجى» وموهبة لم تأخذ حقها بعد الأجزاء الثانية من الأفلام حق مشروع وليس استسهالًا بشرط.. ومتحمس لتقديم جزء ثانِ من «غبى منه فيه» «200 جنيه» يأخذنى من الكوميديا لعالم التراجيديا.. والفيلم سيكون اتجاهًا لسينما جديدة ومختلفةوجد ضالته فى فن الكوميديا، فأتقن لعب الشخصيات الكوميدية، معبرا من خلالها عن أدواته كممثل بارع يستطيع تفجير الضحكة من قلب الموقف، ولعل أكثر ما يميز أداءه العفوية. إنه الفنان الكبير هانى رمزى، الذى نجح فى سطر اسمه فى دائرة الممثلين الهزليين. رغم أن اغلب الشخصيات التى قدمها رمزى اسطورية لا وجود لها فى الواقع، لكنه رسم ملامحها ووضع فلسفتها الخاصة، وركز على الجوانب الإنسانية والنفسية فيها حتى جعلها من لحم ودم. لعل أبرز الشخصيات التى نجح فى صنع كراكتر خاص بها ومازالت محفورة فى ذاكرة الجمهور، سلطان فى فيلم «غبى منه فيه»، وسامى فى فيلم «سامى أوكسيد الكربون»، وشريف النمس فى «نمس بوند»، والمحامى بدر النوسانى فى فيلم «محامى خلع»، وأبو العربى فى فيلم «السيد أبو العربى وصل» وغيرها. تحدٍّ جديد يخوضه الفنان هانى رمزى، إذ اثبت أنه فنان يجيد كل الأدوار التمثيلية، وذلك عندما انتقل بسلاسه فى أدائه من اللون الكوميدى إلى التراجيدى بنفس القوة والكفاءة فى الأداء، فى فيلم 200 جنيه الذى يعرض حاليا فى دور العرض السينمائية، كما وظف كراكتر شخصية «أبو العربي» فى اطار وأحداث مختلفة ليعود به إلى المسرح بعد غياب دام 18 عاما فى مسرحية «أبو العربى Mission impossible». فى حوار خاص مع «الوفد» تحدث الفنان هانى رمزى عن دوره فى فيلم 200 جنيه، وحقيقة ربطه بفيلم «3 جنيه» لعلى الكسار، وننتقل معه عن المسرح فى حياته ولماذا اختار شخصية «أبو العربي» تحديدا للعودة إلى «أبو الفنون». وإلى نص الحوار: جسدت شخصيات كوميدية ناجحة علّمت مع الجمهور العربى.. لماذا وقع الاختيار على شخصية «أبو العربي» لتعود به إلى المسرح بعد غياب 18 عاما؟ كنت فى حالة اشتياق دائم للمسرح، فأنا ممثل مسرحى فى الأصل، والمسرح بالنسبة لى هو الروح والطاقة التى يستمد منها الفنان قوته وتساعده على مواصله مشوار النجاح، تفاجأت أننى بعيد عن المسرح 18 عاما، منذ آخر مسرحية لى «كده أوكيه»، فى الخمس سنوات الأخيرة، قررت أن أعود للمسرح، لأن الجمهور كان واحشنى التمثيل أمامه، «اللى ما اشتغلش مسرح فاته كتير» رغم المجهود البدنى والذهنى المُضاعف له، فكنت أبحث عن نص جيد أعود به لخشبة المسرح، وعرض عليّ الكثير من النصوص لكنها كانت ضعيفة واعتذرت عنها، حتى جاءنى المخرج والمنتج تامر كرم والسيناريست محسن رزق، بنص «أبو العربى فى mission impossible»، فى البداية تخوفت خاصة أن شخصية «أبو العربي» التى سبق وقدمتها فى فيلم «السيد أبو العربى وصل» حققت نجاحا جماهيريا كبيرا، لكن تحمست للفكرة بعدما قرأت النص الذى كُتب باحترافية عالية، لدرجة أننى كنت أضحك عند قراءته. أما عن اختيار شخصية أبو العربى تحديدا، لأنها شخصية ثرية فى التفاصيل والملامح، ولها أسلوب خاص على مستوى الأداء واللهجة وطريقة الكلام، والمسرحية بعيدة تماما عن قصة الفيلم. لاحظت امتلاء قاعة المسرح عن آخره وهذا يؤكد نجاح العرض.. هل توقعت نسبة الحضور هذه فى ظل الوباء العالمى؟ فى ظل تفشى وباء كورونا، يبحث عشاق الفن السابع عن متنفس لهم ولأفكارهم وطموحاتهم، السينما والمسرح بالنسبة إلى البعض وسيلة للتغلب على العزلة الإجبارية التى يعيشونها بسبب فيروس كورونا، وسعيد جدا بردود أفعال الجمهور ونسبة الحضور العالية فى هذه الظروف تحديدا وحفاظهم على قواعد التباعد الاجتماعى المطلوبة، يعكس ثقافة الشعب المصرى وحبه واشتياقه للفنون، فى الحقيقة كنت متخوفا من أن الجمهور يكون أصابه الملل من شخصية «أبو العربي» لكنها مازالت تعيش فى ذاكرته ومازال يضحك على طريقة أدائه وايماءاته وطريقة كلامه. أعمال هانى رمزى المسرحية تعبر عن المسرح الجاد أم المميع؟ لا شك أن المسرح فى جانب من جوانبه هو انعكاس للواقع المعاش وتفجير لهمومه وقضاياه، والمسرح الكوميدى ليس هدفه الضحك فقط كما يظن البعض، فهناك فنانون كبار يُحسب لهم أنهم تطرقوا لقضايا اجتماعية بالغة الأهمية وعالجها فى معظم العروض بكل ذكاء وبعد عن المباشرة، على سبيل المثال الفنان القدير محمد صبحى، اما من يقدم مسرحا من أجل الضحك والتسلية فقط فهذا أمر لا يعيب صاحبه، لأن الضحك رسالة أيضا، فالكوميديان جندى من جنود مصر، وصاحب مهمة كبيرة، ودوره لا يقل أهمية عن التراجيديان، فمن السهل انتزاع الدموع من المتفرج لكن من الصعب رسم ابتسامه على وجهه. الأفيهات فى مسرحية «أبو العربي» خليط بين فيلمى «السيد أبو العربى وصل» و«محامى خلع» ألم ترها مستهلكة؟ المسرحية لا تعتمد بالكامل على أفيهات فيلمى «السيد أبو العربى وصل» و«محامى خلع»، فقد تم توظيف بعدها على حسب النص مثل الأفيه الشهير فى فيلم محامى خلع «أنت 64 حصان وهى نص حصان» جاء مناسبا للمشهد، فكل أفيه تم توظيفه بشكل جيد، والجمهور لا يضجر من سماع هذه الافيهات ثانية. المسرحية فيها حس وطنى بجانب قضية الطمع التى تتطرق إليها؟ الفن بشكل عام يجب أن ينمى الحس الوطنى لدى المشاهد فى ظل الظروف التى نعانى فيها من الإرهاب، فكان هدفنا بجانب الضحك تنمية الحس الوطنى فهو الشعور الواعى بالواجب تجاه الوطن، وهو الوعى بالمسئولية عن أمنه واستقراره. فى لفته إنسانية تعكس ثقة الفنان فى موهبته.. تشبثت بأيدى زملائك فى العرض وخرجتهم جميعا فى وقت واحد لوداع الجمهور فى نهاية العرض.. هل أردت من خلال موقفك هذا أن ترسخ قيمة البطولة الجماعية؟ لست مهووسا بالبطولة المطلقة ولا بترتيب اسمى على التتر، المسرحية نجحت بمجهود زملائى جميعا وليس بمفردى، وأعتبر مسرحية «أبو العربي» بطولة جماعية كلهم اجتهدوا فى تقديم عمل كوميدى للجمهور، جميعنا عمل على قلب رسالة واحدة وهى إضحاك المشاهدين فى ظل الوباء العالمى الذى يعيشه العالم أجمع. فى «أبو العربى».. قدمت ديو ناجحا على خشبة المسرح مع الفنان أحمد فتحى.. هل من الممكن أن تستغل الكيميا الموجودة بينكم فى عمل سينمائى أو درامى ؟ لمَ لا، أرحب جدا، أحمد فتحى كوميديان جميل، واعتقد أن مسرحية «أبو العربي» أظهرت موهبته الكبيرة، ونقله لمشواره الفنى، فهو مسرحجى، يجيد الوقوف على خشبة المسرح، ويعرف كيف يخطف قلوب المشاهدين. وعلى المستوى الشخصى فهو فنان متعاون يحترم علاقته بزملائه. وسعيد أن موهبته ولدت على يدى، فكان أول ظهور له فى السينما من خلال فيلمى «الرجل الغامض بسلامته»، حينها شعرت أنه له مستقبلا واعدا فى الفن الكوميدى. ومازلت أرى أنه حتى الآن لم يأخذ حقه فى الدراما والسينما. هل تحرص فى أعمالك المسرحية على تقديم طاقات شبابية جديدة؟ أتمنى أكون حققت ذلك من خلال مسرحية «أبو العربي»، ضخ طاقات شبابية جديدة فى قطاع الفن فرض على الفنان وليس فضلا منه، وهذا ما تعلمته فى مدرسة الفنان القدير محمد صبحى الذى قدم أجيالا جديدة وأفخر أننى واحد منهم ومن تلامذته، والمسرح تحديدا معروف أنه يقدم جيلا جديدا من الموهوبين قادرا على حمل الراية. على ذكر الفنان الكبير محمد صبحى.. كيف شكلت مدرسة القدير محمد صبحى موهبتك الفنية؟ مدرسة محمد صبحى هى مدرسة السهل الممتنع، فقد استطاع تناول قضايا شائكة وتربوية بشكل ساخر كوميدى دون تعقيد أو دراما مبالغة، وهى المدرسة التى أفضلها وانتمى اليها. فى بداياتى، بدأت المسرح كهاوِ، منذ أن كنت طالبا بالجامعة، وبعد ذلك التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وكنت محظوظا بالعمل وأنا طالب مع الاستاذ الكبير محمد صبحى، والكاتب لينين الرملى فى فرقة «ستديو 80»، كما أنه كان استاذى أيضا فى المعهد. تعلمت الكثير من الاستاذ محمد صبحى ونهلت من علمه واستقيت من خبرته، فهو الذى علمنى الوقوف على خشبة المسرح، وكيفية مواجهة الجمهور، والتحرك على خشبة المسرح، وتجسيد شخصيات مختلفة عليّ، مسرحيات عدة قدمناها سوياً مثل وجهة نظر وتخاريف وكانت جميعها خطوات مهمة فى حياتى، ولى الفخر انى أحد تلاميذه. سطرت نجوميتك كفنان كوميدى، لكن أن يحدث لدى الممثل تحول بعد سنوات من كوميديان إلى ممثل تراجيدى فهذا أمر محفوف بالمخاطر.. وهذا ما فعلته فى فيلم 200 جنيه الم تخشَ من المغامرة؟ الفنان صاحب الموهبة الحقيقية يجيد تجسيد كافة الأدوار التمثيلية، وأنا كنت أفخر بانتمائى للمدرسة الكوميدية، وفيلم 200 جنيه يمثل تجربة سينمائية مختلفة من حيث الموضوع والقصة والأحداث، حيث يظهر كل بطل فى مشهد أو اثنين فقط برغم نجومية كل واحد منا، من اجل إيمانهم بقصة الفيلم، وفى الحقيقة المخرج محمد أمين يقدم فيه صورة جديدة تماما، الفيلم يعتبر التجربة الأولى لى فى مجال التراجيديا بعيدا عن الكوميديا، فقد استطاعت تغيير جلدى من خلال دورى فى الفيلم. واعتقد أن الفيلم سيكون اتجاها لتقديم سينما جديدة ومختلفة فى الرؤى والمضمون، كما يعيد أمجاد البطولة الجماعية التى كنا نراها فى أفلام السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات أيضا، لأن الفيلم بطولة جماعية يضم كوكبة كبيرة من كبار نجوم الفن. ولكن الكثير فشلوا فى أول قرارهم بالتحول؟ ربما اخطأوا فى الاختيار، لكن مازلت عند قولى الممثل الجيد هو الذى يجيد جميع الأدوار التمثيلية، وقادر على التحول من الهزل إلى منطقة الجدية. تنامى إلى مسامعى أنك تحضر لمشروع سينمائى جديد ما حقيقة ذلك؟ بالفعل وقعت مع المخرج تامر كرم فيلما جديدا من المفترض أن نبدأ تصويره قريبًا، تأليف سامح سر الختم وإخراج شادى محسن، وكان له اسم «عمر المختار» لكن سيتم تغيير اسم الفيلم حتى لا يحدث لبس عند الجمهور، لأن قصة الفيلم بعيدة عن السيرة الذاتية للمحارب عُمر المختار. وما حقيقة تقديمك جزءا ثانيا من فيلم «غبى منه فيه»؟ متحمس جدا لتقديم جزء ثانِ من فيلم غبى منه فيه، الذى لاقى نجاحا جماهيريا وقت عرضه، ولكن انتظر سيناريو فى قوة الجزء الأول. استغلال نجاح الشخصيات التى حققت نجاحا كبيرا فى السابق استسهال أم حق مشروع؟ استغلال نجاح الشخصيات أو الأعمال الفنية بتحضير اجزاء ثانية منها حق مشروع لكل فنان، ولكن بشرط توافر سيناريو قوى وأن تكون قماشة الشخصيات تسمح بذلك، واعتقد أن شخصية سلطان فى «غبى منه فيه» و«أبو العربي» فى فيلم «السيد أبو العربى وصل» شخصيات ثرية تستدعى لاجزاء منها، كما أن المؤلف الكبير الراحل وحيد حامد أوصى بتحضير جزء ثانِ من فيلم «محامى خلع» لكن الظروف حينها لم تسمح بذلك.