خلطٌ كبيرٌ يتم بين مفهوم ممارسة الرياضة وتشجيع الرياضة، ولعقود طويلة كان الاعتقاد بأن الرياضة هى كرة القدم وبتشجيعك لها تصبح رياضيًا، وخلال السنوات الأخيرة ومع الاهتمام من القيادة السياسية ببناء الإنسان المصرى على أسس سليمة أحد دعائمها الرياضة، ظهر المعنى الحقيقى لكلمة رياضى. الرياضى هو الشخص الذى يمارس نشاطًا حركيًا ولديه الحد الأدنى من اللياقة البدنية، وممارسة الملايين من أطفال مصر للرياضة نضمن أجيالًا قوية بدنيًا ونفسيًا قادرين على الصمود ضد أمراض العصر من إدمان واكتئاب وعُزلة اجتماعية، ومعناه فتح الباب على مصراعيه أمام ألاف من الموهوبين يتم ضخهم فى قطاع البطولة. ولا تألوا الدولة جهدًا بتقديم أوجه الدعم المختلفة لقطاع البطولة والذى تتحقق فيه العديد من الإنجازات على المستوى القارى والعالمى كان آخرها فى الكاراتيه والسلاح.. ولكن الضرورة القصوى تحتم الاهتمام بقاعدة الهرم الرياضى وهم الملايين من أبناء الأرض الطيبة الموجودون فى كل بقعة من أرض مصر يتمتعون بقدرات فطرية، يحتاجون رؤية جديدة ليتمتعوا بحقهم فى ممارسة الرياضة بغض النظر عن وضعهم الاجتماعى أو الاقتصادى. أعداد كبيرة من أطفال مصر لا يُتاح لهم الاشتراك بالأندية لأسباب اقتصادية، ناهيك عن الأكاديميات الخاصة باهظة الثمن، وفى هذا الوقت الحالى لابد من استدعاء مفهوم «الساحة الشعبية»، وهى فكرة قديمة لكنها صالحة لوقتنا الحالى تبدأ بإنشاء ملاعب متعددة الأغراض فى كل حى جديد تقوم وزارة الاسكان بإنشائه وتقوم بتشغيلها وزارة الرياضة وتكليف شباب من خريجى كليات التربية الرياضية يتولون تعليم الأطفال مبادئ كل لعبة واكتشاف المواهب وتوجيهها، وتُعَمم الفكرة على جميع الأحياء بغض النظر عن المستوى الاقتصادى، فالرياضة النشاط الانسانى الأكثر تحقيقًا لمبدأ المساواة بين البشر.