نأتي إلى فرية أن فرعون موسى عليه السلام هو رمسيس الثانى والتى روج لها كثيرا حتى ترسخت هذه الفكرة الباطلة فى أذهان الكثيرين ليثبتوا أن المصريين القدماء كانوا كفارا وغير مؤمنين بالله، وأن الحضارة المصرية القديمة، هى حضارة وثنية، فتعالوا بنا بكل هدوء لنناقش هذه الفرضية، من خلال استشهادنا بالقرآن الكريم ولكن قبل ذلك نحب أن نؤكد أن القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ، أو كتاب فيزياء أو ما شابه.. بل هو كلام الله المعجز الذى نتعبد به أمام الله، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، ولكننا نسترشد ونستدل من خلال بعض الآيات القرآنية لنعرض بها أبحاثنا العلمية المبنية على فرضيات تؤدى إلى نتائج مؤكدة، فلا تعارض بين العلم والقرآن، بالعكس.. أكد لنا القرآن منذ الآية الأولى «اقرأ باسم ربك الذى خلق» على أهمية العلم والتفكير العلمى مرورا ب(ن والقلم وما يسطرون) مرورا ب(لعلهم يتفكرون) (لعلهم يتدبرون)، (أفلا يعقلون) إلى قوله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء). وغيرها الكثير من الآيات التى تدعونا إلى التمسك بالعلم والبحث العلمى ليكون نبراسا لنا نهتدى به فى حياتنا على هذا الكوكب ومن خلال بحثنا فى القرآن الكريم وجدنا أن فرعون موسى ليس هو رمسيس الثاني، ودليلنا القاطع على ذلك قوله تعالى: (وأغرقنا آل فرعون) فهذه الآية تؤكد أن فرعون غرق وجميع أفراد أسرته وبالتالى لم يحكم أحد بعد فرعون من أسرته لأنهم غرقوا، أما رمسيس الثانى فقد تولى الحكم بعد موته ابنه مربط الذى حكم منذ عام 1213 إلى 1203 قبل الميلاد والدليل الثانى قوله تعالى: (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه)، ومن خلال هذه الآية نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى محا ودمر كل آثار فرعون وبالتالى لا يوجد أى أثر له بعد تدميره، وآثار رمسيس الثانى عديدة وكثيرة وأشهرها تمثاله الضخم الذى يستقبل زواره داخل المتحف المصري الكبير بكامل قوته وهيبته وشموخه وعظمته، ومن خلال هذه الآية أيضا نلاحظ أن الله سبحانه وتعالى دمر كل الآثار والأبنية التى بناها قوم فرعون. إذاً كل هذه الآثار الموجودة فى مصر ليست لقوم فرعون وهى لقوم آخرين وبلا شك هم أبناء القدماء المصريين. وأخيرا تعالوا بنا نفض الاشتباك بين من يقول إن فرعون هو لقب لملوك مصر وبالتالى إطلاق لفظ الفراعنة على ملوك مصر وعلى القدماء المصريين جاء بناء على هذه الفرضية وبين آخرين يؤكدون أن (فرعون) هو اسم (شخص) وليس لقبا للملك وبالتالى لفظ فراعنة هو قول خاطئ يطلق على ملوك مصر، ترى أى الرأيين أرجح؟ الإجابة قطعا عند كلام الله عز وجل بالقرآن الكريم حينما يحتار الباحثون فى الإجابة. أولا.. نودى فرعون فى القرآن الكريم مرتين بقوله (يا فرعون) وكلاهما بالضم ومن خلال قواعد النحو يستدل على الآتي: أن المنادى يأتى مضموما فى الحالتين الحالة الأولى حينما يكون نكرة مقصودة فهل فرعون نكرة ومقصودة؟! بالقطع لا فهو ملك بالتالى ليس نكرة إذاً نستبعد هذا الاحتمال، الحالة الثانية أن يكون علما أى أن يكون اسما لشخص وهو فرعون. ثانيا ذكر لفظ (فرعون) فى القرآن 74 مرة ممنوعا من الصرف أى ممنوعا من التنوين، ومعلوما أن الممنوع من الصرف أى الممنوع من التنوين له ست حالات حينما يكون علما و6 أخرى فى غيره، فتعالوا بنا نناقش الست حالات فى غير العلم فإذا لم يكن موجودا بينها صار فرعون ممنوعا من الصرف، ممنوعا من التنوين لأنه علم أى (اسم الشخص) مثل محمد، صلاح.. إلخ.. 1 ما كان على وزن أفعل مثل أحمد، أكرم. 2 ما كان على وزن فعلان مثل عطشان، ظمآن. 3 ما كان على وزن فعل مثل أخر. 4 ما كان على الصيغة العددية مثل مثنى وثلاث ورباع. 5 ما كان مختوما بألف التأنيث مثل صحراء. 6 ما كان على صيغة منتهى الجموع التى على وزن مفاعل ومفاعيل مثل مشاعل ومصابيح. نلاحظ أن لفظ فرعون لا ينتمى إلى هذه الحالات الست إذاً هو ممنوع من الصرف أى التنوين للعلمية وبالتالى لفظ فرعون هو علم أى اسم لشخص وليس لقبا، وبالتالى فإن فرعون موسى كان اسمه فرعون مثل وزيره هامان، فهامان اسمه هامان وليس لقبا للوزير. وانظر إلى الآية الكريمة فى قوله تعالى (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) وهو تسلسل طبيعى لاسمين فإن فرعون اسم لشخص وهو الملك وجاء بعده اسم لشخص آخر وهو هامان وزير هذا الملك، إذا اًلخلاصة من خلال سرد ما سبق نستنتج أن فرعون هو اسم لشخص وفرعون لم يكن لقبا لهذا الشخص. فهو ملك من ملوك الهكسوس الذين احتلوا مصر قرابة ثلاثمئة عام وعلى الأرجح أنه كان آخرهم، لذا يجب علينا دحض الكثير من الروايات التاريخية التى نشأنا وتربينا عليها، والتى تخص الحضارة المصرية القديمة وكأنها من المسلمات، فنحن لسنا فراعنة بل نحن أحفاد المصريين القدماء ولسنا أحفاد الفراعنة وفرعون موسى لم يكن مصريا ولا ينتمى إلى المصريين القدماء.