لم يكن هناك توقع لضربة البداية فى كأس العرب الذى يقام حاليًا فى قطر ويستمر حتى 18 ديسمبر الجارى، انطلقت البطولة أول أمس بمباراتين، وفى كل منها كانت النتيجة مفاجأة للمتابعين للبطولة، فاز المنتخب السورى على نظيره التونسى بهدف، وبنفس النتيجة تغلب المنتخب الفلسطينى على قطر المستضيف للبطولة. هناك عامل مشترك بين فوز المنتخبين، وهى الأزمات التى تعرض لها الشعبان الفلسطينى والسورى، وإن كان الأزمة الأكبر والمعاناة التى مازالت مستمرة والتى لا تقارن بمثلها تلك التى فى فلسطين وشعبها المناضل ضد الاحتلال الصهيونى، رغم أن الافتتاح كان أول أمس إلا أن صدى الفوز الفلسطينى مازال مستمرًا، بوصفه فوز أسعد الجميع حتى جماهير قطر رغم خسارة منتخبها، كان للفوز الفلسطينى صدى مميز، حتى أن المقاهى امتلأت بالجماهير المتابعة للمباراة فى محاولة لمداواة بعض الجروح والأزمات، وكانت الفرحة مضاعفة نظرًا لتسجيل هدف الفوز فى اللحظات الأخيرة من اللقاء. وكان لتصريحات مدرب فلسطين عقب نهاية اللقاء إيهاب أبوجزر تفاعل كبير، خاصة وأنه تحدث عن معاناة شعبه وحرصه على إيصال هذه الرسالة للاعبيه مؤكدًا إليهم أن كرة القدم بالنسبة لهم مختلفة عن غيرهم بوصف الابتسامة والفرحة عملة نادرة لهم، وكرة القدم خير من يصنع هذه البسمة . وقال إيهاب عن معاناة شعب غزة فى الخيام، مشيرًا إلى أن والدته تعيش فى الخيام إلى الآن، وأهدى مدرب الفدائى الفوز إلى شعب فلسطين قائلًا: «فوز مهم نهديه إلى شهدائنا والقدس وغزة العزة ومصابينا». وأضاف: «سعداء بهذا الفوز التاريخي، اللاعبون رجال وكانوا أبطالا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. خطفنا فوزا ثمينا من منتخب قوى صاحب الأرض وبطل آسيا، إنه فوز مهم نبنى عليه لتجديد دماء الفريق، نمر بفترة انتقالية وسط الاستعانة بوجوه جديدة وعناصر شابة». فى المقابل، أبدى الإسبانى خوسيه لانا المدير الفنى لمنتخب سوريا سعادته بالفوز على تونس، فى مباراة وصفها بالصعبة، وتحدث لانا عن الاحتفالات بالفوز، واصفًا إياها بأنها مقتصرة على يوم المباراة، أول أمس، وأنهم بدأوا بالفعل فى اليوم التالى الاستعداد للقاء القادم فى مشوار المجموعة الأولى بدور المجموعات من المونديال العربى» . ومن المقرر أن تقام مباريات الجولة الثانية من هذه المجموعة، غدًا الخميس، يلتقى المنتخب الفلسطينى بنظيره التونسى، بينما يواجه صاحب الأرض والجماهير منتخب قطر نظيره السورى فى نفس اليوم، وباتت هذه المجموعة مشتعلة فى التنافس ومفتوحة على كل الاحتمالات الرقمية والفنية فى الجولتين القادمتين .