في ظل سيل من الجدل المتصاعد على منصات التواصل الاجتماعي حول خطورة شرب المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية. في هذا السياق، تتقدم بوابة أخبار اليوم بملف استقصائي مهني يستند إلى أحدث الأبحاث العلمية والبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة، بهدف مواجهة الشائعات، وتأكيد حق المواطن في الحصول على معلومة دقيقة وموثوقة من مصدر مسؤول. أحدث الدراسات العالمية: العبوات البلاستيكية آمنة طبيًا عند الاستخدام السليم تشير تقارير علمية صادرة عن جهات متخصصة في سلامة الغذاء مثل الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA)، والمنظمة العالمية للصحة (WHO)، ومراكز أبحاث في علوم المواد بجامعات دولية، إلى أن البلاستيك المستخدم في زجاجات المياه من نوع PET آمن ومتوافق مع المعايير الصحية الدولية، ولا يُطلق مواد ضارة في المياه ضمن ظروف التخزين الطبيعية. وتستند هذه الدراسات إلى منهجيات دقيقة، أبرزها: * اختبارات الهجرة الكيميائية للتأكد من عدم انتقال أي مركبات ضارة إلى المياه. * التحليل الطيفي والكروماتوغرافي لرصد الجزيئات بدقة متناهية. * تجارب المحاكاة طويلة المدى لقياس تأثير الزمن ودرجات الحرارة المختلفة. * مقارنة بين العبوات المرخصة والمجهولة المصدر لتحديد الفروق في الجودة والسلامة. وجاءت النتائج لتؤكد أن العبوات المرخصة المنتجة بمعايير صناعية معتمدة لا ترتبط بأي مخاطر صحية تتعلق بالسرطان. وزارة الصحة: «الزجاجات البلاستيكية آمنة.. والشائعات غير قائمة على أساس علمي» وفي رد رسمي على الجدل، أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، خلال مداخلة ببرنامج «حضرة المواطن»، أن جميع شركات المياه المعبأة المرخصة تخضع لرقابة صارمة وفحوصات دورية شاملة، تشمل جودة المياه وسلامة المواد المستخدمة في تصنيع العبوات سواء البلاستيكية أو الزجاجية. وشدد عبدالغفار على أن: الحديث عن تسبب العبوات البلاستيكية في السرطان غير صحيح، وتقليل استخدام البلاستيك يعود لأسباب بيئية وليس صحية. كما نفى صحة الفيديو المتداول بشأن تلوث المياه، مؤكدًا أن الوزارة تتابع مصادر الإنتاج بشكل مستمر وتتخذ إجراءات فورية تجاه أي مخالفة. كيف تُجرى الدراسات العلمية المتخصصة في تقييم سلامة البلاستيك؟ تُعتمد منهجيات عالمية دقيقة في تقييم سلامة المواد الملامسة للغذاء، أبرزها: 1. الاختبارات الحرارية تعريض العبوات لدرجات حرارة مختلفة لرصد أي تغيرات في تركيب الماء. 2. اختبارات الهجرة الكيميائية قياس انتقال أي جزيئات من البلاستيك إلى السائل. 3. التحليل المجهري والفيزيائي للبلاستيك للتأكد من سلامة المواد الخام وعدم تحللها بمرور الوقت. 4. التجارب الميدانية على عينات إنتاج حقيقية تحليل المياه قبل التعبئة وبعدها وخلال التخزين. هذه الإجراءات تُعد معيارًا أساسيًا لضمان أن العبوات المرخصة آمنة ولا تتسبب في مشكلات صحية. خطورة إطلاق الاتهامات جزافًا على منصات التواصل الاجتماعي وتؤكد «بوابة أخبار اليوم»، في إطار دورها الوطني، أن انتشار الشائعات غير الموثقة على السوشيال ميديا يمثل خطرًا حقيقيًا على المجتمع والصحة العامة، لأن: 1. الشائعات تُفقد المواطن ثقته في المؤسسات الوطنية ما قد يدفعه نحو مصادر غير آمنة للحصول على المياه أو الغذاء. 2. الإضرار بسمعة صناعات وطنية ملتزمة بالمعايير وهو ما يؤثر اقتصاديًا على آلاف العاملين. 3. تحويل النقاش من القضايا الحقيقية إلى مخاوف وهمية فالخطر الحقيقي هو سوء التخزين أو المنتجات المجهولة المصدر وليس العبوات المرخصة. 4. نشر الذعر دون دليل علمي وهو ما يعرّض الجمهور لقرارات خاطئة وغير مبنية على المعرفة. وتؤكد البوابة أن المعلومة الطبية والعلمية يجب ألا تصدر إلا من جهات مختصة، وأن بث الخوف دون سند يمثل عبئًا على الدولة والمجتمع.