تستضيف مدينة الفنون والثقافة في العاصمة الإدارية الجديدة يومي 12 و13 ديسمبر عرض الباليه العالمي "تأثير بيغماليون" لفرقة إيفمان الروسية، في افتتاحية ثقافية كبرى تعكس مكانة مصر المتصاعدة على خارطة الفعاليات الفنية الدولية. يمثل هذا العرض افتتاحًا نوعيًا لمدينة الفنون والثقافة، التي تسعى من خلاله مصر إلى تأكيد حضورها المتصاعد في المشهد الفني العالمي، حيث يجتمع الفن الرفيع مع إمكانات مسرحية وتقنية متطورة تعكس رؤية الدولة في دعم الصناعات الإبداعية واستقطاب العروض الدولية الكبرى. وتتوقع الجهات المنظِّمة حضورًا لافتًا من محبّي الباليه وعشاق الفنون الراقية، بالنظر إلى المكانة العالمية التي تتمتع بها الفرقة الروسية، المعروفة بتقديم عروض تجمع بين العمق الدرامي والابتكار البصري. دراما راقصة مستوحاة من أسطورة خالدة يأتي عرض "تأثير بيغماليون" كأحدث إنتاجات مصمم الرقص الروسي العالمي بوريس إيفمان في مجال الكوميديا التراجيدية، وهو العمل الأول له في هذا الشكل الفني خلال السنوات الأخيرة. ويستلهم إيفمان عرضه من الأسطورة الإغريقية الشهيرة حول النحات بيغماليون الذي وقع في حب تمثاله. وفي معالجة إيفمان، تتحوّل الأسطورة إلى قصة راقصة تدور حول فنان ناجح يقرر "نحت" موهبة حقيقية من فتاة خجولة تفتقر للمهارات، لتشهد الشخصية تحولًا داخليًا وخارجيًا عميقًا على وقع موسيقى يوهان شتراوس الابن، في أول تعاون لإيفمان مع "ملك الفالس". ويستند العمل إلى مفهوم نفسي معروف هو "تأثير بيغماليون"، الذي يشير إلى تأثير التوقعات على الأداء والواقع، حيث يكتسب الفرد الثقة والنجاح عندما يؤمن الآخرون بقدراته. ويقدم العرض رؤية فنية وفلسفية حول مرونة النفس البشرية وقدرتها على التغيير استجابةً لطموحاتها. عمق ثقافي وتواصل فني بين مصر وروسيا تأتي استضافة العرض في إطار احتفالات مرور ثمانين عامًا على العلاقات الدبلوماسية المصرية–الروسية، لتؤكد استمرار التبادل الثقافي بين البلدين. وكان الجمهور المصري قد تابع في يونيو الماضي عروضًا قدّمتها فرقة الباليه الروسي الوطنية "كوستروما" بالتعاون مع فرقة رضا في دار الأوبرا المصرية ضمن مشروع «افتتاحية رقص العالم»، تزامنًا مع الاحتفالات الروسية بالعيد الوطني. العاصمة الإدارية وجهة جديدة للفعاليات الدولية يمثل حضور فرقة إيفمان إضافة نوعية للفعاليات التي تستضيفها العاصمة الإدارية الجديدة، التي تكرّس موقعها المتنامي كوجهة ثقافية متقدمة في المنطقة. ومع استقبال هذا العرض العالمي، تستعد القاهرة لأمسيتين فنيتين استثنائيتين تعكسان التقاء الإبداع العالمي مع الحراك الثقافي المحلي المتصاعد. ومن المتوقع أن يشكل عرض "تأثير بيغماليون" محطة بارزة في جدول الفعاليات الدولية التي تختار القاهرة وجهة لها، وأن يعزز موقع مصر كجسر للتواصل الفني بين الشرق والغرب.