شهدت الساعات الأولى من صباح الثلاثاء تصعيدًا ميدانيًا واسعًا بين روسياوأوكرانيا، مع تبادل الطرفين هجمات مكثفة طالت البنية التحتية الحيوية، خصوصًا منشآت الطاقة والمناطق السكنية. وجاء هذا التصعيد، في توقيت بالغ الحساسية، بينما تسعى الولاياتالمتحدة إلى تسويق خطتها الجديدة للسلام في أوكرانيا، والتي خضعت لنقاشات في سويسرا بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين وأوروبيين. إلا أنّ موجة الهجمات الأخيرة أعادت التأكيد على أن أي تسوية سياسية لا تزال تواجه اختبارات قاسية على الأرض، مع استمرار الضربات الجوية، وتحذيرات واسعة من هجمات صاروخية تشمل كامل الأراضي الأوكرانية، وسقوط قتلى وجرحى في عدد من المناطق الروسية، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. لتضيف التطورات الأخيرة مزيدًا من الضبابية حول قدرة واشنطن على الدفع بخطتها في ظل اعتراضات أوروبية وأوكرانية، ومطالبة كييف بمزيد من الضمانات لتحقيق ما تصفه ب"السلام الحقيقي". هجمات مكثفة على منشآت الطاقة في أوكرانيا أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية صباح الثلاثاء تعرّض البلاد ل"هجوم ضخم" استهدف منشآت الطاقة في عدة مناطق. وأوضحت أن الضربات أدت إلى أضرار واسعة وانقطاع في بعض الخدمات، مؤكدة بدء فرق الصيانة تقييم الأضرار فور تحسّن الوضع الأمني. وفي التفاصيل، أفاد الجيش الأوكراني، بتعرّض العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم مسيّرات وصواريخ، فيما أكدت الوزارة عبر تليجرام أن منشآت الطاقة تتعرض ل"أكبر موجة استهداف منذ أسابيع". وتشهد أوكرانيا منذ أشهر تصعيدًا روسيًا ممنهجًا ضد البنى التحتية، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء، ما يزيد الضغط على القدرة التشغيلية لمحطات الكهرباء والتدفئة. تحذيرات شاملة من هجوم صاروخي على البلاد وأفاد سلاح الجو الأوكراني بوجود "تهديد صاروخي يشمل كل أنحاء أوكرانيا"، مضيفًا أن العاصمة كييف هزّتها انفجارات قوية فجرًا، وفق مراسلي وكالة «فرانس برس» الفرنسية. وأوضح المسؤولون العسكريون الأوكرانيون، أن أجواء البلاد شهدت تحليق مسيّرات "شاهد" إيرانية الصنع، وصواريخ كروز، إضافة إلى صواريخ بالستية وصواريخ كينجال فرط صوتية. وأكّد رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشنكو، تفعيل الدفاعات الجوية التي "تسقط أهدافًا معادية"، داعيًا السكان للالتزام بالملاجئ. ويُذكر أن، صواريخ كينجال من أكثر الأسلحة الروسية تطورًا، ويصعب اعتراضها بسبب سرعتها العالية، ما يزيد الضغط على أنظمة الدفاع الأوكرانية. روسيا: إصابات وأضرار واسعة في كراسنودار وروستوف من الجانب الروسي، أعلن حاكم إقليم كراسنودار فينيامين كوندراتييف أن المنطقة تعرّضت لهجوم أوكراني "ضخم" خلال الليل، أسفر عن إصابة ستة أشخاص وتضرر أكثر من 20 منزلاً في خمس بلديات. ووصف الحاكم الهجوم بأنه "أحد أقوى الضربات التي تتعرض لها المنطقة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية". وفي تاجانروج بمنطقة روستوف، أكدت رئيسة البلدية سفيتلانا كامبولوفا مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة "هجوم جوي واسع"، وشملت الأضرار مباني سكنية ومؤسسات صناعية وروضة أطفال وكلية ميكانيكية، بحسب بيانها الرسمي. وتأتي هذه الهجمات المتبادلة بينما تزداد وتيرة الضربات الأوكرانية داخل روسيا باستخدام مسيّرات بعيدة المدى، في إطار استراتيجية واضحة للضغط على موسكو داخل عمقها الجغرافي، بحسب «فرانس برس». مشاورات دولية في سويسرا حول خطة السلام الأمريكية على الصعيد السياسي، اجتمع مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون وأوروبيون الأحد في سويسرا لمناقشة النسخة الأولية من خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. وكشفت مصادر دبلوماسية أنّ مسودة الخطة الأمريكية واجهت اعتراضات أوكرانية وأوروبية، خصوصًا فيما يتعلق بالضمانات الأمنية وشروط وقف إطلاق النار. ورغم ذلك، رحّب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بالتقدم المحرز، لكنه شدّد في تصريحات الاثنين على أن "هناك حاجة للمزيد" للتوصل إلى "سلام حقيقي" مع روسيا، في إشارة واضحة إلى أن كييف غير مستعدة للقبول بتسوية لا تلبّي متطلباتها الأساسية، بما فيها استعادة الأراضي المسيطر عليها.