أعلنت شركة ميرسك، عملاق الشحن الدنماركي، عودة سفن الحاويات التابعة للمجموعة للعبور من قناة السويس اعتباراً من مطلع شهر ديسمبر المقبل تمهيداً للعودة الكاملة، جاء ذلك عقب المباحثات الثنائية للجانبين والتي أثمرت عن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية، وذلك في تأكيد جديد على مكانة قناة السويس كممر لا يمكن الاستغناء عنه في حركة التجارة العالمية، وسجلت ميرسك عبور 1158 سفينة عبر القناة في عام 2023، بإجمالي إيرادات بلغت 733 مليون دولار لهيئة قناة السويس، ما يعكس حجم الاعتماد العالمي المتزايد على الممر الملاحي المصري. اقرأ أيضا| رئيس ميرسك: قناة السويس ليست مجرد ممر.. إنها علاقة فريدة تمتد لأكثر من قرن وقال فينسنت كليرك، الرئيس التنفيذي لمجموعة ميرسك العالمية، إن العلاقة بين الشركة وقناة السويس ليست علاقة عميل بممر ملاحي، بل شراكة استراتيجية تمتد لأكثر من 100 عام، وشكلت حجر الزاوية في نجاح أعمال الشركة في المنطقة. وأضاف أن الثقة التي يمنحها الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، لميرسك تعد دليلاً واضحًا على التزام الشركة تجاه عملائها وسلاسل الإمداد حول العالم، مشيرًا إلى أن هذه الثقة مكنت ميرسك من تقديم خدمات أسرع وأكثر استدامة، وتعزيز ربط مصر بالأسواق الدولية. وأكد كليرك، أن هذه الشراكة ساعدت ميرسك في توسيع خدماتها داخل مصر وزيادة الوصول إلى العملاء المصريين، الأمر الذي يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز مكانة مصر كمركز لوجستي عالمي. القناة محور أساسي في استراتيجية ميرسك العالمية وأوضح الرئيس التنفيذي لميرسك أن أهمية الملاحة في قناة السويس لا تقتصر على اختصار زمن الرحلات، بل تمتد لتشمل رفع كفاءة التجارة العالمية، مشددًا على أن القناة تمثل محورًا أساسيًا في استراتيجية الشركة لتعزيز حركة التجارة بين الشرق والغرب. وأشار إلى أن عودة سفن ميرسك للعبور بانتظام من القناة ستدفع خطوطًا ملاحية أخرى إلى اتخاذ الخطوة نفسها، في دلالة واضحة على الثقة الدولية المتجددة في الممر الملاحي المصري. تعافٍ شامل في المنطقة.. وعودة خطوط عالمية كبرى وفي السياق نفسه، أعلن الخط الملاحي الفرنسي CMA CGM عن العودة الكاملة للعبور من قناة السويس وباب المندب خلال ديسمبر المقبل، ما يعكس حالة التعافي الواسع في المنطقة، وعودة الثقة في مسارات التجارة بالممرات الحيوية للشرق الأوسط. اقرأ أيضا| عودة سفن الحاويات التابعة لمجموعة ميرسك تمثل عودة في الاتجاه الصحيح قناة السويس.. الشريان الذي لا بديل له استمرار تدفق حركة ميرسك عبر القناة – رغم الاضطرابات العالمية – يعكس مركزية الدور المصري في منظومة التجارة الدولية، فبينما تبحث شركات الشحن عن ممرات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، تظل القناة الخيار الأكثر قدرة على تقليل زمن الرحلات، وخفض استهلاك الوقود، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد. وبعودة ميرسك وCMA CGM، تتعزز مكانة القناة باعتبارها أهم رابط تجاري بين آسيا وأوروبا، فيما يشكل التعاون بين هيئة قناة السويس والشركات العالمية نموذجًا ناجحًا للشراكات الاقتصادية التي تدعم استقرار التجارة وتدفق السلع حول العالم.