تواصل المسيرة الوطنية لمصر انطلاقتها اليوم لاستكمال بناء البرلمان الجديد، حيث تبدأ اليوم عملية التصويت بالداخل فى مرحلتها الثانية، التى تضم 13 محافظة تشمل 73 دائرة انتخابية، يتنافس فيها 1316 مرشحًا على 141 مقعدًا، بالنظام الفردى، بالإضافة إلى قائمتين بالقاهرة وشرق الدلتا. ومن الطبيعى أن نحرص جميعاً على المشاركة الفاعلة فى الانتخابات، وأن ندعو الكل للمشاركة النشطة فى اختيار مجلس النواب الجديد، الذى سيحدد المسيرة التشريعية للدولة خلال السنوات الخمس المقبلة.. وتلك مسئولية بالغة الأهمية وعميقة الأثر فى واقع ومستقبل الوطن. وفى هذا نأمل أن يكون مجلس النواب الجديد معبراً تعبيراً حقيقياً عن إرادة الشعب، فى ظل الإصرار الواضح من الدولة بكل مؤسساتها التنفيذية ابتداء من الرئيس والحكومة وصولًا إلى كل المسئولين، على أن تتم الانتخابات فى إطار كامل من الشفافية والنزاهة والالتزام بالقواعد التى أقرتها اللجنة العليا للانتخابات. وفى هذا السياق أحسب أنه لا جديد فى القول بأننا اعتدنا لسنوات طويلة، أن يكون الاختيار للمرشح على أساس شخصى أو عائلى أو قبلى، وليس على أساس حزبى أو فكرى أو أيديولوجى فى المقام الأول،..، ورغم أن هذه ظاهرة سلبية قد لا تؤدى لاختيار الأفضل دائماً، فإنها حقيقة واقعة للأسف،..، وفى ذلك علينا أن نسعى جاهدين لتغيير هذا الواقع حتى يكون للأفكار والأحزاب وجود قوى ومؤثر وفاعل فى الحياة البرلمانية. ولكن علينا الاعتراف بأن الاختيار الشخصى أو العائلى أو القبلى فى عموم المحافظات والأقاليم والريف بالذات، كان ولا يزال هو الوسيلة المألوفة والمتوقعة والمعمول بها، فى ظل ما كان سارياً الأخذ به فى الانتخابات الفردية لاختيار أعضاء البرلمان بمجلسيه النواب والشيوخ. أما بالنسبة للقوائم فإن الوضع يختلف بعض الشىء من حيث إن القائمة تضم عددًا من المرشحين، الذين توافقوا على الانضمام فى قائمة واحدة تضمهم جميعاً، ويطرحون أنفسهم للاختيار من جانب الناخبين جملة واحدة.. وإذا حصلوا على غالبية الأصوات فازوا بالعضوية جميعًا. وفى ذلك علينا أن ندرك بكل الوعى أن الواجب الوطنى والمسئولية الوطنية تجاه الدولة والمجتمع، تفرض علينا جميعاً المشاركة الإيجابية فى اختيار نواب الشعب والسعى بكل الإخلاص والتجرد لأن يكون البرلمان الجديد على قدر كبير ووافر من القوة والصلاحية، وأن يكون معبرًا تعبيرًا أمينًا عن الشعب بكل فئاته وجموعه، وممثلاً تمثيلًا صحيحًا عن إرادة الجماهير.