انتهت فاعليات الدورة السادسة لمعرض النقل الذكي واللوجستيات والصناعة، خلال الفترة من 9 إلى 11 نوفمبر بحضور 500 عارض من 30 دولة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. المعارض الدولية باتت نمطا سياحيا مهما للدول تساهم في انتعاش قطاعات الفنادق والضيافة والنقل، ما يخلق فرص عمل، وتتصدر دولة الإمارات الريادة إقليميا في هذا النمط بنحو 20 مليون سائح في 2024، وتستطيع مصر أن تأخذ نصيبها من حصة سياحة المعارض والمؤتمرات الدولية عبر استغلال إمكانياتها السياحية في القاهرة والأقصر وأسوان، والمدن الشاطئية بالبحر الأحمر، وأيضا البنية التحتية القوية التي أسستها علي مدار 11 عاما ولكن هذا يحتاج تضافر جهود الأجهزة التنفيذية وفي مقدمتها الجمارك لحل مشاكل دخول العارضين وخروجهم بدون تعقيدات وروتين وتعطيل. نعود إلى معرض النقل الذكي، وأري أن المعرض حقق الجزء المهم من رسالته للعالم وهي تسليط الضوء على التطور الذي تشهده مصر في منظومة النقل الحديث وفي مقدمتها الجر الكهربائي ودخول مصر نادي القطارات السريعة بمشروع يمتد لنحو 2000 كيلو متر وهي أكبر شبكة جر كهربائي في افريقيا تنفذ في توقيت واحد ومن المخطط أن يلمسها المواطن في يناير 2027 بتشغيل خط القطار السريع الأول «السخنة - مرسي مطروح» وفي 2028 يدخل الخط الثاني «6 أكتوبر - أبو سمبل» والثالث «قنا - الغردقة». ولكن تبقي رسائل أخرى مهمة لم يقدمها المعرض بعد 6 دورات من تنظيمه، فمثلا معرض « جلوبال ريل » في أبو ظبي وضع رؤية وأهداف وخطة تنفيذ مع إطلاق أول نسخة في أكتوبر 2024 ، حيث ربط المعرض وصناع النقل في العالم ، بإطلاق جائزة عالمية للإبداع في مجالات السكك الحديدية واللوجستيات، وفتح المجال لمشاركة الطلبة من جميع الأكاديميات التعليمية الدولية في تقديم ابتكاراتهم، ولهذا السبب جني المعرض الثمار سريعا في النسخة الثانية بمشاركة نخب صناع النقل والمسؤولين من 100 دولة علي مستوي العالم، ومشاركة 20 ألف زائر خلال أيام المعرض الثلاثة ، لدرجة أن العارضين من مختلف دول العالم قاموا بتسجيل حضورهم ومشاركتهم في النسخة الثالثة. السؤال متى نؤمن أن المعارض جزء من قوة مصر الناعمة، حيث تعرض الدولة رؤيتها ونهضتها في السنوات العشرة الماضية. وهنا يجب توجيه الشكر إلى الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة الذي بذل مجهودًا كبيرا لاستمرار المعرض، ولكن ماذا بعد؟ ما هي الرسائل الأخرى التي يجب أن يقدمها المعرض في دورته العام المقبل؟ إذا يجب دراسة أجندات المعارض الدولية في برلين وبرشلونة وبكين ودبي وأبوظبي، حتي لا نعزف بشكل منفرد ، ونقدم ما يحتاجه العالم لأن مصر أصبحت بالفعل مركزا لصناعة النقل في السكة الحديدية والأتوبيسات والسيارات والصناعات المغذية لها. المعرض شاركت فيه صناعات مصرية متميزة، وكان جناح شركة النصر التابعة لوزارة قطاع الأعمال مفاجأة للمشاركين في المعرض، حيث أظهر وجود صناعة مصرية متقدمة في السيارات والأتوبيسات، تسهم في التصدير لدول عديدة في العالم إقليمية وأوروبية، وكان الإقبال على الجناح كبيرا من قبل الزائرين، والشركات ، بسبب جودة التصنيع والتصميم، وهذا يكشف أن هناك مجهودا تم خلال السنوات الماضية ومتابعة من الوزير الشاطر المهندس محمد شيمي لكي يخرج المنتج المصري بهذا الشكل لدرجة أن دول مثل أيرلندا وانجلترا تعتمد الأتوبيسات التي تصنع في مصر لتسير في شوارعها. السؤال لماذا لا تشارك مصر في المعارض الخارجية؟ لماذا لا ننطلق إلى العالم ونعرض عليهم منتجاتنا ؟، لماذا نجري في المكان !،، أين سفاراتنا في العالم في مساعدة الصناعة والمنتج المصري وترويجه في العالم وهي خطوة ضرورية لاستثمار جهود الدولة في توفير المناخ لتوطين الصناعة في مصر، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها ، لذا علي الحكومة وأجهزتها التنفيذية أن تتحرر من الروتين والبيروقراطية وتنطلق إلى لعالم داخليا وخارجيا. كاتب المقال: مدير تحرير المصري اليوم