المنوفية: إيمان البلطى كانت تغوص في نوم عميق، بعد يوم مجهد شاق في العمل، لكن وبينما هي نائمة، رأت نفسها وكأنها تركض وشبحًا أسود يركض خلفها، وفعلا لحق بها، وانهال عليها ضربا، فاستيقظت من نومها مفزعة، ظنًا منها أنه كابوس، لكن الشبح، لم يكن فقط في منامها، بل كان في غرفة نومها، وهو الزوج، الذي أكمل ضربه فيها، وخنقها، وتمادى في ضربه لها حتى فاضت روحها إلى خالقها، بعد 14 عامًا من الزواج، تفاصيل أكثر عن «سامية»، ضحية زوجها بإحدى قرى مركز منوف بمحافظة المنوفية في السطور التالية. استيقظت «سامية» من كابوس فوجدته واقعًا، فمن يطاردها في المنام ليس غريبا، بل كان الرجل الذي عاشت في كنفه أكثر من 14 عامًا، وعندما استيقظت ووجدته أمامها، لم يكن غريبًا عليها، كان الرجل الذي أنجبت منه طفلين. في 2011، تزوجت «سامية»، كانت وقتها ابنة ال20 عاما، لم تكمل تعليمها، فقط اكتفت بالشهادة الإعدادية وتركت المدرسة لتعمل في جمع الموالح والفواكه، ومزارع العنب، حتى تصرف على نفسها وتجهز نفسها للزواج. وفعلا، ما أن أتم لها المراد، وتقدم «صبري» للزواج منها، وافقت وتزوجت، وظنت أن حياتها معه حياة يملؤها المودة والرحمة، ولكن، بعض الظن،اثم. العقلاء طوال هذه السنوات، وحتى بعد أن أنجبت ندى، طفلتها الأولى، وبعد أن أنجبت محمد، طفلها الثاني، الحياة كما هي، تعمل هي في المزارع، وهو يجلس في البيت ينتظرها، وتبدلت الأدوار، هو يسكن في البيت بلا عمل، وهي تخرج لتعمل، وتأتي بالمال من أجل أطفالهما وبيتها، وللأسف، تأتي بالمال من أجل أن تُطعم زوجها، الخانع النائم طوال الوقت. لكن الزوج،صبري، لم يكن يرى في الأمر عيبا، بل كان يطلب منها أن تذهب للعمل حتى لو كانت متعبة، وكثيرا ما أخذ منها المال عنوة، وكأنه ملكه، وغير مسموح لها أن ترفض أن تعطيه المال، وغير مسموح لها أن تكذب، وفوق كل هذا، طلب منها ما يطلبه الزوج من زوجته، وافقت حتى لو للتو عائدة من العمل، الأهم حياته هو لا حياتها، متعته هو لا متعتها، أن يأكل هو لا هي. كل ما سبق ذكره، كان يحدث، وكانت كثيرا ما ترفض فتعاقب على رفضها بالضرب بأبشع الطرق والأساليب، دون رحمة أو هوادة، وكانت كثيرا ما تذهب إلى بيت أبيها غاضبة، ولكن في كل مرة يتدخل «العقلاء» وتعود إلى بيت زوجها، ويتكرر الأمر. تعهد في الموقف الأخير، استطاعت أن تخفى مبلغًا من المال، وكانت تريد أن تشتري به رأس ماشية كمشروع استثماري لها، لكن الزوج سمع ما كانت تقوله لأمها، وعرف أن معها مبلغ من المال، وعندما طلب منها المبلغ رفضت وهي ترجوه أن هذا المشروع من أجل أسرتها وطفليها، حينها تعرض لها ضربًا، وبعد أن فرغ من ضربها، أقام معها علاقة شرعية، ثم أخذ المال وتركها وخرج. فور أن استجمعت قواها، أخذت أطفالها وعادت إلى بيت أبيها، وحينها، بعد فترة، تدخل «العقلاء» وأقاموا جلسة عرفية، وحكموا عليه برد الأموال إليها، وأن يكتب تعهدًا بألا يضربها، وفعلا، تعهد على ذلك. تحكي والدة سامية تفاصيل تلك اللحظات، ل»أخبار الحوادث»، قائلة: «بعد التعهد، ذهبت للمنزل مع زوجها، وبعد أسبوعين تكرر الأمر، وهنا تدخل من كان وسيط خير للصلح، وحكم بينهما، وألزمه برد المال لها، وبعد أربعة أيام، وتحديدا في مغرب ليلة الحادث، افتعل صبري مشاجرة مع ابنتي، وترك المنزل وخرج، وبعد ساعات غلب النوم سامية، فذهبت ونامت على كنبة، وتركت السرير تنام عليه ابنتها ندى، وبعد دقائق غلبها النعاس ونامت، ثم ذهبت ندى للسرير ونامت، وكذلك الطفل محمد دخل حجرة أخرى ونام، وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قامت الطفلة ندى لتشرب الماء، فوجدت والدتها نائمة على الأرض، بعد أن كانت على الكنبة، ونظرت في غرفة أبيها فلم تجده، حينها حاولت أن تتصل به مرتين، فوجدت هاتفه مغلقًا، فذهبت وأكملت نومها، وفي الخامسة فجرا،استيقظ محمد من نومه، فدخل الحمام فوجد والدته على الأرض، فذهب ليوقظها، فوجد شعرها مبعثرًا، وشكلها غريب، ولم ترد عليه، فذهب إلى أخته مسرعا ينادى عليها، «ندى ماما مبتردش عليا وواقعة من على الكنبة»، فاستيقظت ندى مفزعة، وحاولت أن توقظ والدتها، لكن كانت قد ماتت». شبهة جنائية وأضاف الأم؛ أن الطفلين ظنا أنها تعرضت للإغماء، فأسرعت ندى واتصلت بخالتها وجدها، وبعد أن حضرا وجدا خطا أحمر حول رقبتها ويديها باردة، فأسرعوا جميعا بها إلى المستشفى، وبعد أن أجرى الطبيب الكشف عليها، تيقن أنها ماتت، وأن هناك شبهة جنائية في وفاتها، وعليه، طلب الشرطة واحتجز كل الموجودين حتى حضرت قوات الأمن، في هذا الوقت، كان «سامح» ابن خالة المجني عليها، يحاول أن يتصل بالزوج، لكن صبري، هاتفه ما زال مغلقا، لكن بعد أن انتشر الأمر، وصل الخبر إلى زوج شقيقة صبري، والذي كان في بيته، فأخذه وسلمه للشرطة، مشيرة إلى أنه اعترف بالوقعة، وأنه قتلها خنقا وضرب رأسها في الحائط مرتين، وعليه، تحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة العامة، وهناك مثل جريمته، وبعد أن انتهى الطب الشرعي من مناظرة الجثمان تبين سبب وفاتها، أمرت النيابة بدفن جثمان سامية، واستمرار حبس صبري تمهيدًا لإحالته إلى محكمة الجنايات. واختتمت الأم حديثه قائلة: «أنا في كل مرة كنت بقول لبنتي استحملي هيتغير، يارتني ما قولت كدا ولو نطقت بكدا، أهو قتلها، إحنا مش طالبين غير حق ربنا، والقصاص العادل من اللي حرم عيالها منها وحرمها من عيالها،هو مفكرش في عياله، ولا مصيرهم إيه بعد اللي عمله في أمهم، ربنا ينتقم منه وياخد العقاب اللي يستحقه، عشان دي أقل حاجة ممكن تبرد نارنا». اقرأ أيضا: إحالة أوراق المتهم بالتخلص من زوجته حرقًاً في قنا إلى فضيلة المفتي