يعتبر الفنان الكبير محمد صبحي واحدًا من أهم النجوم الذين حققوا مكانة كبيرة على خشبة المسرح، وبذل فيها ومن خلالها جهدًا كبيرًا لإيمانه الشديد بأن المسرح هو الفن الذى يصل بشكل مباشر للجمهور. قدم العديد من الأعمال الفنية الناجحة، كما كان السبب فى اكتشاف العديد من الوجوه الشابة. ◄ ميرنا وليد: يحترم فنه وجمهوره في البداية، تحدثت ميرنا وليد عن تجربتها مع الفنان محمد صبحى قائلة: «هو حقًا الأستاذ فى مجال المسرح، وأعطى حياته كلها لخشبة المسرح، ولذلك اقترن باسمه وأصبح رائد المسرح فى الوطن العربى. وعن نفسى، لا أجد له منافسًا فى تلك المنطقة، بل إنه مختلف عن أى فنان آخر يقف على خشبة المسرح». وأضافت: «أى فنان يقف أمامه يتعلم منه العديد من التفاصيل، فهو يدقق فى كافة التفاصيل ويهتم بكل شىء مهما كانت بساطته، ويحرص على أن يكون الجميع على مستوى عالٍ. ومن كواليس العمل معه تعلمت الالتزام، وخصوصًا فى المواعيد، حيث إنه يهتم أن يحضر الجميع لمكان العرض قبل موعد فتح الستار بساعة ونصف على الأقل، ومن يتأخر عن ذلك يتضايق كثيرًا». واختتمت قائلة: «هذا الرجل يحترم فنه لأنه يحترم جمهوره، واستمتعت كثيرًا بتجربتى معه. ◄ لقاء سويدان: صاحب مدرسة متفردة ◄ لا للصدفة أما لقاء سويدان فتقول: «محمد صبحى يعتبر قيمة وقامة كبيرة بأعماله الفنية التى قدمها على مدار تاريخه الفنى الطويل والحافل بالنجاحات. ومن أكثر أعماله التى أعشقها «سنبل بعد المليون» و«يوميات ونيس» بأجزائها المختلفة، إلى جانب مسرحيات «ماما أمريكا» و«الهمجى»، وغيرها من الأعمال الهامة والمؤثرة، وهو صاحب مدرسة متفردة صنعها بنفسه واستطاع من خلالها أن يختلف عن كل أبناء جيله». وأوضحت: «تجربتى معه كانت من خلال مسلسل «رجل غنى فقير جدًا»، وهو كان المؤلف والمخرج وبطل العمل. ووجدته يدقق فى كافة التفاصيل ويقوم بعمل بروفات عديدة قبل التصوير، رغم أن هذا أمر مرهق جدًا بالنسبة له، إلا أنه لا يبالى بذلك، بل كل ما يشغله هو خروج العمل بأفضل صورة للمشاهد، ولا يهمل أى شىء مهما كانت بساطته». ◄ دعم ونصائح أما الفنانة ليلى سامح فوزي فتقول: «تجربتي مع الفنان الكبير محمد صبحي جاءت عن طريق الصدفة، حيث بدأت العمل معه وكنت فى الصف الثالث الإعدادي، عندما تقدمت فى استوديو الممثل من أجل البحث عن فرصة للتمثيل، وكان هناك عدد كبير جدًا ممن يتقدمون لتلك الفرصة، لكن له نظرة خاصة لكل شخص من المتقدمين، ووجدت منه كل الدعم والاحتواء لأنه رأى فىّ شيئًا مختلفًا. وهو يفعل ذلك مع كل المواهب الجديدة التى يشعر فيها بالموهبة، وكان السبب فى صقل موهبتي بالدراسة». وأضافت: «أول عمل عملت فيه معه كان «50 سنة فن»، وبعدها قدمت معه عددًا من الأعمال وهى «نجوم الظهر» و«عيلة اتعملها بلوك»، وأخيرًا مسرحية «فارس يكشف المستور». تعلمت منه المثابرة والثقة فى النفس وفى أحلامك، وأن تضع لنفسك قدرات أعلى من قدراتك حتى تستطيع الوصول إلى ما تتمناه، وأن ترى نفسك إنسانًا قادرًا على فعل ما لم يفعله الآخرون. ودائمًا يبحث عن التطور ويحفز كل من حوله على ذلك». وتابعت ليلى: «أكثر نصيحة لم أنسها أبدًا منه هى: لا تنظرى أمامك بل هناك أشياء أبعد لابد أن تريها، ولا تنظرى وراءك لأن الذى فات راح وانتهى. فهو على المستويين المهنى والإنسانى شخص أكثر من رائع، وأثر فىّ كثيرًا ولم أكن لأصل لأى شىء إلا بوجوده ودعمه، ونصائحه هى الحبل الذى كنت أتمسك به للوصول إلى الطريق الصحيح. وهو النجم الوحيد الذى وجدت الناس كلها متفقة على حبه». ◄ نموذج للالتزام ويقول الفنان والمخرج كمال عطية: «أول تعارف لى مع محمد صبحى كان عندما كان يطلب وجوهًا جديدة، وكنت ما زلت طالبًا فى الجامعة، وذهبت للتقديم فى هذا الإعلان، وبالفعل تم قبولي ضمن 6 شباب فقط. وقدمت معه تجربة «بالعربى الفصيح»، وهى أهم تجربة فى حياتى، وتدربت معه وشاهدت من خلاله شخصية المخرج وهو الذى يدب الحياة فى الورق المكتوب». وأضاف: «تعلمت منه الكثير من خلال قربى منه، وهذا أثر علىّ كثيرًا فى تكوينى كممثل وأيضًا كمخرج. فهو أصبح جزءًا كبيرًا من تكوينى، بل كنت محظوظًا أننى عملت معه فى العديد من الأعمال، ومنها «يوميات ونيس» كضيف شرف، وبرنامج «مفيش مشكلة خالص»، وقدمت معه ثلاث مسرحيات فى مدينة سنبل وهى «نجوم الظهر» و»عيلة اتعملها بلوك» و»فارس يكشف المستور». وهو نموذج فى الالتزام وأستاذ حقيقى يعلم جيدًا قيمة المسرح». ◄ اقرأ أيضًا | صانع الأجيال الذي غرس القيم النبيلة| محمد صبحي.. فارس الفن العربي ◄ كوميديا الأخلاق وتقول الناقدة عزة هيكل: «أعتبر صبحى هو الضاحك الباكي أو «بابا ونيس» كما يلقبه عشاقه. فهو فنان متعدد الأوجه والمهارات والفنيات، وهذا ليس فقط كممثل، ولكن أيضًا كمخرج، حيث إن له بصمة واضحة فى المسرح المصرى وكذلك فى الدراما المصرية. قدم العديد من الأعمال الفنية التي تحتوى على كوميديا هادفة تعتمد على كوميديا الأخلاق وفى نفس الوقت تظهر عيوب المجتمع». وأضافت: «محاولاته لإعادة تقديم أعمال نجيب الريحاني مثل مسرحيات «لعبة الست» و«سكة السلامة» كانت محاولة لتقديمها بمنظور جديد إلى حد ما، وهو إحياء للتراث المسرحى. وحتى عندما انتقل إلى التليفزيون قدم «يوميات ونيس»، التي كانت بمثابة رحلة ملحمية قدم خلالها قصة أسرة مصرية متوسطة بكل ما تواجهه فى حياتها اليومية».. واختتمت قائلة: «عندما صنع مدينة سنبل، كنت حاضرة معه، وكنت أرى بداخله أملًا كبيرًا أن تكون تلك المدينة مدينة فنية متكاملة. أتمنى له دوام الصحة والعافية وأن يقدم لنا المزيد من الأعمال الرائعة فى الفترة القادمة». ◄ ماجدة خير الله: محبوب الجماهير العربية ◄ الفن الهادف أما الناقدة ماجدة خير الله فتقول: «تجربة محمد صبحى فى المسرح تعتبر من التجارب الغزيرة والهامة والقيمة، وخصوصًا فترة تعاونه مع لينين الرملى. وكذلك فى الدراما التليفزيونية استطاع أن يقدم أعمالًا ناجحة وقيمة، لكننى أرى أنه كان أقل حظًا فى السينما، على الرغم من أنه قدم أفلامًا متنوعة تحمل كوميديا خفيفة، ولا يمكن أن نغفل دوره كمخرج حيث قدم العديد من الأعمال المميزة التى لا تقل أهمية عن أدواره كممثل». وأضافت: «هو فنان محترم ويحظى بحب كبير من الجماهير فى كل أنحاء الوطن العربى، وهذا ظهر بوضوح عندما مر بوعكته الصحية الأخيرة ودخل المستشفى، وأصاب الكثيرين بحالة من القلق عليه. وتحولت السوشيال ميديا إلى مظاهرة حب له، والجميع كان يدعو له بالشفاء العاجل والعودة مرة أخرى لأسرته وفنه وجمهوره. فهو فنان يستحق التحية على ما قدمه من فن ومواقف كانت دائمًا محل تقدير الدولة المصرية».