«البلد التى يوجد فيها 60 مليون شاب، لا نستطيع أن نُخرِج منها 6 آلاف لاعب مثل محمد صلاح؟». هذا كان تساؤل الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو يحمل بجانب التقدير لموهبة ونجاح نجمنا العالمى محمد صلاح، تكليفًا للقائمين على الرياضة والكرة المصرية للعمل على تصويب المسار الكروى فى مصر لأنها تستطيع أن تقدم الكثير والكثير من الموهوبين القادرين على السير فى طريق صلاح.. مصر تستطيع لاشك، لأنها تملك الكثير من مقومات صناعة الكرة ونجومها، لكنها تفتقد للعمل والتخطيط لمشروع حقيقى جاد ومنضبط يمكن أن يحاكى التجربة المغربية التى قدمت مشروعًا رائعًا فى رعاية الموهوبين وصقلهم وتصديرهم حتى باتت الكرة المغربية فى مقدمة البطولات العالمية بالتخطيط والعمل الجاد. ليس بالضرورة تقديم مواهب بحجم صلاح أو نجاحه، ولكن تملك الكرة المصرية القدرة على إنجاب مواهب حقيقية بالتنقيب عنها فى القرى والنجوع والحارات، وأتمنى على الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أن يهتم أولًا بتحرير فرصة ممارسة الكرة فى مراكز الشباب والساحات الشعبية دون تأجير للملاعب بهذه المراكز حتى يجد الملايين من أبناء الشعب الفرصة للممارسة والتى من بينها يكون الانتقاء والرعاية. وزير الشباب والرياضة من المؤكد أنه يدرك أهمية تساؤل الرئيس والذى يعد تكليفًا مباشرًا بالعمل على تطوير الكرة المصرية بحيث تنطلق من تجربة محمد صلاح لتحاكيها، وأتمنى أن يبادر د.أشرف صبحى بتنظيم ما يمكن اعتباره لقاءات العصف الذهنى لعدد من الخبراء والمهتمين بشئون الكرة للاتفاق على نموذج استراتيجى جاد يخرج الكرة المصرية من فوضى العشوائيات وانتظار أى إنجاز بالصدفة. فى الكرة.. نحن أعداء التخطيط !! تدارس التجربة المغربية ومراحلها وتفصيلاتها التى حرصت على الاطلاع عليها وسبر أغوارها من القائمين عليها، أمر مهم لمن يسعى ويفكر فى نهضة كروية جادة وممكنة خاصة وأن ظروف الكرة المصرية تتشابه فى كثير من تفصيلات المشروع المغربى. فهل نتعلم ونستفيد ونستجيب لتساؤل الرئيس؟.. ولعل من طيب المفارقة؛ أنه فى اليوم الذى تساءل فيه رئيس الجمهورية عن قدرة مصر على تقديم الآلاف من اللاعبين مثل محمد صلاح، كانت قناة «أون سبورت» تذيع حوارًا رائعًا بين النجم العالمى محمد صلاح ودكتور القلب العالمى السير مجدى يعقوب. هرمان حقيقيان يثبتان أن مصر ولادة.. وقادرة دومًا على تقديم النماذج العالمية الفذة فى كل المجالات. مجدى يعقوب ومحمد صلاح هرمان بحق، كل فى مجاله، وما كشف عنه الهرمان فى اللقاء التليفزيونى الرائع يقدم روشتة لكيفية النجاح والتميز مهداة لشباب مصر، أتمنى أيضًا أن يوجه وزير الشباب مراكز الشباب والتكوين بمختلف المحافظات لعرض هذا اللقاء الرائع فى ندوات فكرية وشبابية تستعرض تفصيلات التجربة وكيفية الاستفادة والتعلم منها ليعلم الجميع من بنى هذين الهرمين.. الرائعين؟! كيف تكتشف قدراتك وتختار الأفضل لك.. وتؤمن بحلمك وتسعى له بإصرار.. وتتمسك بالفرصة. وتقاوم اليأس وترفض الإحباط وتنهض من كل عثرة قويًا.. وناصب طولك.. حتى إذا ما نجحت واصلت العمل أكثر وأكثر.. تطور دومًا أدواتك وترفع سقف طموحاتك.. وتثق كثيرًا بنفسك وقدراتك.. وتحتفظ دومًا بالتواضع. ..ثم التواضع.. هذه كانت خلاصة تجربة الهرمين يعقوب وصلاح، لكل الشباب، وكم كان رائعًا تقدير كل منهما لتجربة الآخر وفخر كل منهما بالتجربة المصرية ونماذجها وقدراتها.. سيادة الرئيس.. فى كل المجالات.. مصر تستطيع. وتجربة الهرمين شاهدة..