مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال 46، عرض كاميرا أمريكية عمرها 80 عامًا وهى أقدم كاميرا فيديو فى العالم، وهى جزء من مجموعة نادرة يجمعها مدير التصوير محمود عبد السميع، وتبرز هذه الكاميرا كإحدى أقدم أدوات الخدع السينمائية المستخدمة فى مصر خلال الخمسينيات. وقد ساهمت فى صناعة أفلام خالدة، وأوضح مدير التصوير محمود عبد السميع أن هذه الآلة التاريخية التى حرص منظم المهرجان على وضعها فى واجهة مدخل المهرجان إلى جوار تمثال كوكب الشرق أم كلثوم، ولاحظ أن معظم الشباب الشغوفين بالسينما وتاريخها لم يتعرفوا على هذا الجهاز، وأقبلوا على إلتقاط الصور إلى جواره باعتباره «كاميرا سينمائية قديمة». اقرأ أيضًا| عرض فيلم «المواطن» ضمن برنامج كلاسيكيات القاهرة احتفاءً بتكريم خالد النبوي طبعًا مع تعجبهم من حجم هذه الكاميرا العملاقة التى لم يتعرفوا على حقيقة عملها، فأشار عبد السميع إلى كونها ليست كاميرا وإنما جهاز عرض خلفى استخدم كثيرًا فى السينما المصرية القديمة لنقل الحياة خارج الاستوديو إلى داخله كما استخدمه المخرج الراحل نيازى مصطفى الذى اشتهر فى السينما المصرية بإهتمامه بتنفيذ الخدع البصرية، قبل اختراع التقنيات الحديثة للخدع، عندما كانت هذه الأمور تنفذ يدويًا وبصريًا، ولذلك سافر إلى أمريكا ودرس التصوير والخدع البصرية هناك، الهدف من عرض الكاميرا للعرض الخلفى هو تركيب صورتين إحداهما تم تصويرها بشكل منفصل والثانية هى صورة الممثل الواقعية الحالية داخل الاستوديو، وكانت بداية هذا الأسلوب مع مطلع القرن العشرين، عندما رغبت شركة يونيفرسال فى تركيب رسوم متحركة مع أداء ممثلين حقيقيين وهو ما حفز مدير تصوير أمريكى جون إى ليونارد لتصميم كاميرا خاصة تحتوى على نظام تثبيت صورة محكم، بعد ذلك أعجب جورج ألفريد ميتشل المصور والتقنى الأمريكى الذى تعاون مع ليونارد ليصمم فيما بعد كاميراته التى ظلت سنين علامة أمريكا الأولى فى مجال تصنيع الكاميرات السينمائية منذ إنشائها عام 1919 وحتى أغلقت شركته وتوقفت عن الإنتاج عام 1979 بعد حوالى 60 عامًا.