جاءت تصريحات المؤرخ الألمانى البروفيسور يورجن تسيمرر المتخصص فى تاريخ الاستعمار وقضايا إعادة الآثار لتكسر الصمت الأوروبي وتؤكد ما أعلنه المصريون: إن ما سُرق لا يمكن تبريره بالقوانين الاستعمارية، وإن العدالة الثقافية تتحقق فقط بإرجاع الحقوق إلى أصحابها. ■ صورة من عدد آخر ساعة مترجم إلى الألمانية وقد شكَّل نشر العدد الجديد من مجلة «آخر ساعة» وترجمته إلى الألمانية نقطة تحوّل وصراع بين المؤرخ الألماني يورجن والمسؤولين في ألمانيا، إذ كشف الجدل داخل الأوساط الأكاديمية الألمانية، وأعاد طرح موضوع الملكية الثقافية والعدالة التاريخية على الساحة الدولية. وفي الحوار الحصري مع مجلة «آخرساعة» الأسبوع الماضي، تناول تسيمرر قضية إعادة تمثال نفرتيتي، موضحًا الأبعاد الأخلاقية والسياسية لما يُعد واحدًا من أعظم الأعمال الفنية فى التاريخ. نُشر المؤرخ هذا العدد من «آخرساعة» بألمانيا بالعربية، وسرعان ما تُرجِم إلى الألمانية، ما أثار نقاشًا واسعًا بين المثقفين والأكاديميين الألمان، وأعاد إشعال المعركة بين الحق التاريخى والهيمنة الثقافية. ■ المؤرخ الألماني يورجن تسيمرر وعلى الرغم من دعم بعض الشخصيات الألمانية لإعادة نفرتيتي، مثل سارايا جوميس، فإن تصريحات يورجن تسيمرر واجهت معارضة من عدة خبراء ومؤسسات ألمانية؛ إذ شدد البروفيسور هيرمان بارزينجر، رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي، على أن المتاحف الألمانية حصلت على التمثال بطريقة قانونية، وأنه لم تقدَّم أى مطالب رسمية لاسترجاعه، مؤكدًا أن التعامل مع القضية يجب أن يكون ضمن الإطار القانوني، وليس بناءً على المطالب الوطنية أو العاطفية. ◄ اقرأ أيضًا | المؤرخ الألماني يورجن تسيمرر ل«آخر ساعة»: نفرتيتي ليست ملكًا ل«برلين»| حوار ويرى بعض الأكاديميين الألمان أن إعادة التمثال قد تفتح بابًا لمطالب مماثلة لقطع أثرية كثيرة خرجت من المستعمرات الأوروبية، ما قد يهدد استقرار المتاحف الكبرى فى أوروبا ويخلق سابقة خطيرة. واعتبر آخرون تصريحات تسيمرر تدخلًا سياسيًا في قضايا مؤسسية، محذرين من تحويل متاحف العلم والمعرفة إلى ساحة صراعات وطنية، بدلًا من التركيز على الحفاظ على التراث العالمى والتعاون الأكاديمي. وأشار بعض النقاد إلى أن الحديث عن «النهب الاستعماري» يتجاهل معايير العصر الذي اكتشِف فيه التمثال، معتبرين أن النقد التاريخى يجب أن يأخذ سياقه الزمنى والقانونى فى الاعتبار، وليس وفق معايير القرن الحادي والعشرين فقط. هذا التوازن بين التأييد والمعارضة يوضح الجدل العميق والمعقد حول نفرتيتي، الجدل الذى لا يقتصر على الجانب المصري وحده، بل يمتد إلى الأوساط الأكاديمية والسياسية الألمانية الساعية إلى الحفاظ على مكتسباتها التاريخية والقانونية. وفي هذا السياق، دعت سارايا جوميس، السكرتيرة البرلمانية في برلين، إلى إعادة تمثال نفرتيتي ومذبح بيرجامون إلى مصر. في المقابل، شدد البروفيسور هيرمان بارزينجر، رئيس مؤسسة التراث الثقافي البروسي، على أن المتاحف الألمانية حصلت على هذه القطع بشكل قانوني، وأنه لم تُقدَّم أي طلبات رسمية لاسترجاعها.