دون أى تجاوز فى حق الرجل، ودون أدنى افتئات على قدراته فى الحكم وإدارته لشئون بلاده، وأيضاً اهتماماته بشئون كافة بلاد الدنيا القريبة أو البعيدة عن حدود بلاده، باعتباره وبوصفه رئيساً وحاكماً للدولة الأقوى والأكبر فى عالم اليوم وهى الولاياتالمتحدةالأمريكية،..، نستطيع القول بأن الرئيس الأمريكى السابع والأربعين دونالد ترامب، قد أعطى للمنطقة العربية والشرق أوسطية اهتماماً خاصاً وأولوية متقدمة وواضحة على سلم أولوياته الكثيرة والمتعددة والممتدة بطول العالم وعرضه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. وفى هذا السياق رأينا وتابعنا خلال الأحد عشر شهراً، التى مضت على توليه مقاليد الأمور رسمياً فى البيت الأبيض فى يناير الماضى وحتى الآن، اهتمامه الواضح بما جرى ويجرى فى غزة والأراضى الفلسطينية المحتلة، وما ترتب على ذلك من تداعيات، يأتى على رأسها مؤتمر السلام فى شرم الشيخ، وما أسفر عنه من توافق دولى عام على وقف حرب الإبادة الإسرائيلية فى إطار مبادرة السلام الأمريكية وما نصت عليه فى مرحلتها الأولى، والمحاولات الجارية لاستكمال تنفيذ بقية المراحل. كما تابعنا ورأينا حرصاً زائداً واهتماماً بالغاً من «ترامب» بسلامة إسرائيل وتوفير أقصى الرعاية والمساندة والدعم لها بكافة أشكاله وأنواعه، السياسية والعسكرية والاقتصادية،...، وقد ظهر ذلك جلياً من خلال المساندة غير المحدودة والمستمرة لإسرائيل فى كل عملياتها العسكرية ضد لبنان واليمن وإيران.. وعدوانها المستمر والدائم على الأراضى الفلسطينية المحتلة. وتوافق مع ذلك وتزامن معه الاهتمام الواضح من جانب الرئيس الأمريكى بسوريا والأحداث التى جرت وتجرى هناك فى ظل المتغيرات السريعة والمتعاقبة التى حدثت منذ الاجتياح المفاجئ للجماعات المسلحة بقيادة «أبومحمد الجولانى» للأراضى السورية واختفاء «بشار الأسد» وتولى الجولانى للرئاسة السورية تحت مسمى «الرئيس أحمد الشرع»، ثم زيارته للبيت الأبيض منذ أيام. وطوال تلك المدة منذ يناير الماضى وحتى اليوم على مدار الأحد عشر شهراً التى مضت على توليه الرئاسة الأمريكية فى دورته الثانية.. رأينا وتابعنا اهتمامه الشديد بتوسيع دائرة أو حلقة ما يسمى بالسلام الإبراهيمى، التى هى فى محتواها وجوهرها محاولة واضحة ومعلنة للتطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة يسعى ترامب لتحقيقها وجعلها أمراً واقعاً ومعمولاً به،..، ومازلنا نتابع ما تجود به القريحة الترامبية فى إطار اهتماماته بالمنطقة العربية والشرق أوسطية.