مليون مصرى على مدار عشر سنوات شاركوا فى حفر قناة السويس، سجلوا قصص كفاح واصرار وتضحية، واستعاد الشعب عزيمته بحفر القناة الجديدة فى سنة واحدة فى رسالة ثقة واخلاص. التف الشعب حول المشروع الوطنى العظيم وضربوا أروع مثل فى التكاتف والاصطفاف، هذا هو شعب مصر الذى يجيد كتابة التاريخ. الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، بشرنا ببوادر خير.. لقاء رائع وثرى فى الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى، شرح خلاله الفريق ربيع، التطور والاستثمارات والمشروعات الواعدة التى بدأت تظهر بعد حفر القناة الجديدة. جاءت حادثة جنوح السفينة «إيفر جيفن» والتى تحمل 18 ألف حاوية، لتؤكد عبقرية المصريين وقدرتهم على مواجهة الصعاب، وبتأكيدات الفريق أسامة ربيع، لم يكن من الممكن التعامل معها بالطرق التقليدية وكان مهندس شاب هو صاحب فكرة الإنقاذ، هؤلاء هم أبناء مصر.. كفاءات بقدر المكان وقيمته. عودة الاستقرار للمنطقة، والدور المصرى الواضح الذى تم تتويجه فى مؤتمر شرم الشيخ، أعاد الهدوء، ولعل أولى الثمار عودة الملاحة لقناة السويس وعودة أنشطة عديدة تصاحب مرور السفن. تحتاج قناة السويس لزيارات ورحلات لطلاب المدارس والجامعات ليعرف كل أبناء مصر حجم التحدى والإنجاز، ويروا ما لدينا من كنوز وصروح تضاف لحضارتنا وتاريخنا ومعابدنا وآثارنا ومتاحفنا العظيمة. قناة السويس بما تحمله من تاريخ وبما واجهته من أزمات، تبقى رمز الصمود والتضحية للشعب الوفى الذى يعرف كيف يصنع المعجزات. عاشت قناة السويس بتاريخها ومكانتها ورجالها وكل وطنى مخلص فى هذا الكيان العملاق، لتظل رمزا وطنيا خالدا فى ذاكرة المصريين بالتضحية والتحدى والإنجاز.