اختتم معرض الشارقة الدولى للكتاب دورته الرابعة والأربعين اليوم هذا المعرض بالنسبة للكثيرين وأنا منهم يعد رقم 2 من حيث الأهمية بعد معرض القاهرة الدولى للكتاب السر فى نجاح واستمرار معرض الشارقة هو اهتمام سمو الشيخ سلطان محمد القاسمى شخصيا بالثقافة ورغبته الأصيلة فى أن تصبح الشارقة هى عاصمة الثقافة العربية. اهتمامه الحقيقى بالكتاب وإنشاء وتطويرالمكتبات، وإقامة برامج متعددة لدعم وتحفيز الإنتاج الأدبى والفكرى، وجوائز قيّمة لكل فروع المعرفة والعلم والمحتوى العربى الراقى الذى يحفظ الهوية العربية، ويرعى لغتنا العربية ويطورها ليس على مستوى الإمارات فحسب، بل فى مصر أيضا. شعرت بفخر كبير أثناء حضورى حفل الافتتاح، الذى جرى فيه تكريم الكاتب القدير محمد سلماوى واختياره شخصية العام الثقافية. فى كل حدث ثقافى عربى يتأكد لدى اليقين بأن قوة مصر الناعمة هى واحدة من أهم دعائم قوتها وثقلها السياسى والاستراتيجى. وأقوى ركائز تأثيرها على المستويين الإقليمى والدولى. هذا ما أكده محمد سلماوى فى كلمته أمام هذا المحفل الثقافى العالمى الكبير قال (إن الشارقة باحتضانها للثقافة إنما تتبنى واحدة من أهم القضايا المصيرية، التى تواجه الوطن العربى فى الوقت الحالى، وهى قضية الهوية، فالثقافة كانت وستظل دوما هى عنوان هويتنا العربية، هى المرآة التى نرى فيها قسمات وجهنا العربى الأصيل، الذى لفحته شمس حضارة مجيدة ضاربة فى عمق الزمان، وهى الوعاء الذى حفظ وجدان الأمة عبر قرون التاريخ. إنها البصمة التى تفرّق بين التبعية والاستقلال، بين الذاكرة والنسيان، بين أن نكون أمةً لها صوت ورسالة، أو أن نتحوّل إلى شتاتٍ من الأصوات المبعثرة هنا وهناك). على جانب آخر، أسعدنى مشاركة معظم دور النشر المصرية فى المعرض، والحضورالقوى لصناعة النشر المصرية فى المعارض العربية، كذلك تفاعل الناشرين المصريين ومواكبتهم لأساليب النشر الحديثة إلى جانب النشر الورقى، فتجد الكتاب موجودا فى صورته الورقية إلى جانب الصوتية والإلكترونية. وتلحظ طفرة فى تصميم الأغلفة، وخروجا عن التقليدى إلى التجريبى الذى تتجلى فيه أشكال وخطوط وألوان جذابة ولافتة تشد القارئ للكتاب وتجذبه لاقتنائه. كانت أيامى فى الشارقة جميلة، حميمة عشتها بين الكتب والأصدقاء الأعزاء الكتّاب والناشرين والقراء من مختلف الجنسيات، والذى أسعدنى جدا وجودهم فى حفل التوقيع الخاص بأعمالى الأدبية هناك.. شىء واحد رسم هالة من الحزن على الأجواء المضيئة هو الإصابة التى تعرض لها فجأة الناشر الكبير محمد رشاد واضطر على أثرها أن يجرى عملية جراحية لتغيير مفصل القدم. محمد رشاد ليس ناشرا كبيرا فحسب، بل هو بالنسبة لأجيال متعاقبة من صُناع الكتاب فى مصر: الأستاذ والمعلم. شفاه الله وعافاه.