الإعلامية لبنى الخولي واحدة من الوجوه البارزة في المشهد الإعلامي العربي، إذ استطاعت أن تجمع بين الحضور أمام الكاميرا والتميز خلف الميكروفون. فهي مقدمة بودكاست "نفسيتي"، وأحد الأصوات المعروفة في البرنامج الصباحي الرئيسي على سكاي نيوز عربية. "أخبار النجوم" حاورتها عن بداياتها وأهم محطاتها، وكيف ترى تطور الإعلام اليوم وطموحاتها في المستقبل. في البداية، ما هو مجال دراستك؟ أنا خريجة كلية الألسن، وحاصلة على ماجستير في طرق التدريس. إذا، متى بدأ شغفكِ بالإعلام؟ من أيام المدرسة الثانوية. كنت أقلد المذيعين أمام المرآة وأتخيل نفسي في الاستوديو، وبدأت التدريب في التلفزيون المصري وأنا لا أزال طالبة في المدرسة الثانوية. فوجئ الجميع بثقتي وجرأتي رغم صغر سني، ولكن هي موهبة من الله، ثم تأتي الدراسة والخبرة لتطورها وتمنحها النضج. لماذا لم تدرسين الإعلام رغم حبك له منذ الصغر؟ الإعلام بالنسبة لي موهبة في الأساس، لكن الدراسة تصقلها وتدعمها. والدي كان يرى أن الموهبة وحدها قادرة أن تفتح لي المجال دون الحاجة إلى دراسة الإعلام تحديدًا، وكان يعتبر أن كليات مثل الألسن أو الآداب أنسب للبنات، خاصة بعد الزواج. ومع ذلك ظل شغفي بالإعلام يرافقني حتى بعد التخرج. بعد حصولي على الماجستير عملت لفترة قصيرة في مجالات الترجمة والتدريس، لكن قلبي ظل مع الإعلام، وعدت إليه لأبدأ رحلتي المهنية فيه. ما الذي جذبكِ أكثر في مجال الإعلام: التقديم أم الصحافة أم إعداد المحتوى؟ في البداية كنت أميل أكثر إلى التقديم، كنت أشعر أن لدي القدرة على التعبير والتحدث أمام الكاميرا دون خوف، وهي موهبة اكتشفتها منذ الصغر من خلال الإذاعة المدرسية. لم أواجه رهبة الجمهور أو الكاميرا، لأنني كنت أرى أن التقديم يعتمد على القدرة على التواصل لا على الشكل. ومع مرور الوقت أدركت أن الإعلام منظومة متكاملة من المهارات، فعملت في الصحافة أثناء عملي كمذيعة، ثم في صناعة المحتوى خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد التطور الكبير الذي شهده المجال. لم يعد الإعلامي يقتصر على كونه مذيعًا أو صحفيًا فقط، بل أصبح مطالبًا بأن يكون متعدد المهام، وهذا ما أفعله اليوم. وهل أفادتكِ الصحافة في عملك كمقدمة برامج؟ بالتأكيد. طبيعة عملي اليوم تجمع بين كل جوانب الإعلام: أنا مذيعة، وصحفية، ومنتجة نشرات. أقدم نشرات الأخبار السياسية، وأشارك في إعدادها وكتابتها وتنفيذها داخل الجاليري. الإعلامي الحقيقي لا يكتفي بالتقديم فقط، بل يجب أن يكون قادرًا على الإعداد والتحرير والإنتاج أيضًا. ومع ذلك تخصصي الأساسي هو مذيعة أخبار، وهذا التخصص جاء بعد سنوات طويلة من الخبرة في العمل التلفزيوني، وهو ما ساعدني على تطوير نفسي وصقل مهاراتي بشكل كبير. بدأتِ عملكِ كمذيعة ثم اتجهتِ للصحافة، وغالبًا يحدث العكس.. كيف تفسرين ذلك؟ صحيح، المتعارف عليه أن الصحفي يبدأ من الكتابة ثم ينتقل إلى الإعداد والتقديم، لكن مشواري كان مختلفًا. بدأت مذيعة منذ البداية، أقدم برنامجًا صحفيًا ثم نشرة أخبار. وفي الوقت نفسه كنت أعمل في الصحف المصرية، مما جعل البعض يتعجب: "إزاي مذيعة تشتغل في الصحافة؟" لكنني كنت أرى أن المذيع المحترف يجب أن يمر بتجربة الإذاعة لتقوية مهاراته الصوتية، وأن يعمل في الصحافة لصقل قدرته التحريرية. المذيع والصحفي وجهان لعملة واحدة، والعمل الصحفي جعلني أكثر تميزًا على الشاشة. كيف جاءت أول فرصة عمل لكِ في الإعلام؟ كانت البداية في قناة إخبارية عراقية تبث من مصر، وكنت ذاهبة لأتقدم كمحررة وليس كمذيعة، لأنني في ذلك الوقت لم أكن أرغب في الظهور أمام الكاميرا. لكن أحد كبار المذيعين العراقيين هناك شجعني قائلًا إن مكاني الطبيعي أمام الكاميرا وليس خلفها. كانت تلك بداية مشواري الحقيقي، رغم أنني كنت أمر بظروف اجتماعية صعبة. وبعدها جاءت أول إطلالة تلفزيونية لي من خلال قناة إخبارية سورية، وكانت الانطلاقة الفعلية في المجال. ما أبرز المحطات الإعلامية في مسيرتك؟ عملت كمذيعة أخبار في عدة قنوات عربية، منها قنوات سورية وعراقية وليبية، وتناولت خلالها معظم الملفات العربية. كما عملت في عدد من الصحف المصرية، ثم في قناة "أون"، وبعدها في "القاهرة والناس". ويعتبر عملي في إذاعة "سبوتنيك" الروسية محطة مهمة جدًا في مسيرتي، لأنها كانت أول تجربة دولية أعتز بها كثيرًا. وما هي انطلاقتك التلفزيونية الأهم؟ بالتأكيد كانت قناة "أون تي في"، فهي الانطلاقة الحقيقية لي كمذيعة أخبار داخل القنوات المصرية. في عامي 2016 و2017 كانت القناة من أقوى المنصات الإخبارية، ومن خلالها اكتسبت شهرة وخبرة كبيرة، كما أن عملي في قناة "القاهرة والناس" أضاف لي الكثير وتعلمت على يد الأستاذ طارق نور. كيف جاء انضمامك إلى سكاي نيوز عربية؟ بدأت عملي في القناة في أواخر عام 2018، وكانت بمثابة نقلة نوعية في مسيرتي. كنت أطمح وقتها للانتقال من الإعلام المحلي إلى الدولي، لذلك عندما رأيت إعلانًا للالتحاق بالعمل لم أتردد. ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل بها للسنة الثامنة على التوالي، تعلمت الكثير واكتسبت خبرات جديدة، وقدمت بودكاست بعنوان "نفسيتي"، إلى جانب البرنامج الصباحي الرئيسي بالإذاعة. حدثينا أكثر عن تجربة بودكاست "نفسيتي" أعتبره أحد أقرب الأعمال إلى قلبي، لأنه أول تجربة تخرج بي من عباءة الأخبار إلى البرامج الاجتماعية والثقافية. بدأنا باللغة العربية الفصحى ثم انتقلنا تدريجيًا إلى اللهجة البيضاء لتقريب المحتوى من المستمعين. استمر البرنامج لست سنوات متتالية، وحقق نسب استماع مرتفعة جدًا، وحصل على جائزتين من اتحاد الإذاعات العربية كأفضل برنامج يتناول الصحة النفسية على مستوى الوطن العربي، وهو تكريم أعتز به كثيرًا. قدمتِ أيضًا برنامج "شيء نفسي" وحقق نجاحًا كبيرًا.. احكي لنا عنه؟ هو امتداد لروح بودكاست "نفسيتي"، لكنه قدم بشكل رقمي على منصات سكاي نيوز والسوشيال ميديا. ناقشنا فيه موضوعات تمس النفس البشرية بطريقة عصرية وجاذبة، وحقق نجاحات مميزة منذ أولى حلقاته، وأنا فخورة جدًا به. وماذا عن مشاريعكِ المقبلة؟ أعمل حاليًا على إطلاق برنامج جديد خاص بي لتعزيز وجودي على السوشيال ميديا، وسيتم الإعلان عنه قريبًا. كما حصلت مؤخرًا على دورة تدريبية متقدمة من أكاديمية IMI التابعة لمجموعة سكاي نيوز، وحصلت على شهادة دولية كمحترف ومدرب في مجال الإعلام. هل شعرتِ بالخوف من الابتعاد عن الشاشة والتركيز في الإذاعة؟ لا على الإطلاق. لم يكن قرار الابتعاد بقدر ما هو انتقال في المسار. الإعلام يشمل مجالات متعددة: الصحافة، الإذاعة، التلفزيون. كان هدفي الانتقال من العمل المحلي إلى الدولي، ومع أول فرصة مناسبة للعودة للشاشة سأعود بالتأكيد، لأن التلفزيون ما زال شغفي الأول. لكن الإذاعة طورت مهاراتي الصوتية بشكل كبير، وكما قال الدكتور عبد الوهاب قتاية: "المذيع الذي لم يعمل في الإذاعة لن يكون بنفس قوة من خاض التجربتين". وأنا أؤمن جدًا بذلك. ما أبرز التغطيات والفعاليات التي تعتزين بها؟ قدمت تغطيات لأحداث سياسية مهمة مثل حرب اليمن وحرب غزة، وأجريت لقاءات مع وزراء وسفراء وشخصيات عربية وأجنبية عديدة. كما شاركت في تقديم مؤتمرات بارزة، منها الكونغرس العالمي للإعلام 2024 الذي أدرت فيه جلسة عن الذكاء الاصطناعي ضمن فعاليات أكاديمية IMI، وكذلك مؤتمرات رياضية وطبية، منها مؤتمر عن الصحة النفسية والكونغرس العربي الأوروبي للطب، بالإضافة إلى تقديم جلسات مع مسؤولين كبار مثل وزير الرياضة الإماراتي أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي. كل هذه التجارب كانت ثرية ومؤثرة في مسيرتي. هل تعتبرين نفسك محظوظة إعلاميًا أم ما زلت تنتظرين فرصة أكبر؟ الحمد لله، بدعاء والدتي ووالدي رحمه الله ودعمهم لي، أشعر بالرضا عن كل ما وصلت إليه. أعتبر عملي في سكاي نيوز عربية هو الفرصة الحقيقية التي أثبتت من خلالها نفسي على المستوى العربي، لكن طموحي لا يتوقف. ما زلت أسعى لتحقيق المزيد، خاصة بعد حصولي على شهادة مدرب محترف. لدي أهداف كثيرة أسعى لتحقيقها ما دمت أمتلك دعاء أمي وأولادي من حولي. لو لم تكوني إعلامية، فماذا كنتِ تتمنين أن تصبحي؟ كنت سأكون طبيبة أسنان. ما هي هواياتكِ؟ أحب السباحة والموسيقى والقراءة، فهي تغذي روحي وتثقفني وتبقيني على تواصل مع ما يدور حولي. اقرأ أيضا: آلاء طاهر: «إكسترا نيوز» قناة الأحلام| حوار