عشنا لحظات لن تُنسى مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، واحتفلنا بآثار أجدادنا قدماء المصريين، والآن يأتى الدور على الأحفاد نحتفل بإنجازهم ونشيد بمنتخب ناشئى كرة اليد الذى وصل إلى المباراة النهائية لبطولة كأس العالم وحصل على الفضية بعد أداء رجولى وإصرار على البطولة، رغم خطف المنتخب الألمانى اللقب بفارق هدف وحيد. التحية واجبة لأبطالنا الصغار، وكنا نتمنى أن تكللوا مجهودكم باللقب، وزعلنا من أجلكم، فقد قاتلتم حتى آخر ثانية بشجاعة وكلنا فخر بكم. لدينا منظومة ناجحة فى كرة اليد يجب أن تكون المثال والقدوة للألعاب الجماعية وعلى رأسها كرة القدم، إذا أراد القائمون عليها أن يعالجوا أى خلل فيها، فعليهم الاطلاع على مكونات منظومة كرة اليد المصرية، ومنتخبات مصر فى كرة اليد هى الوحيدة خارج القارة الأوروبية التى تُصَنَّف ضمن القوى العظمى على المستوى العالمى. كلمة السر فى نجاح منظومة كرة اليد يكمن فى نظام عمل بدأ منذ التسعينيات وهيكله الأساسى ثابت ويرجع الفضل فيه إلى الدكتور حسن مصطفى، ومع توالى مجالس الإدارة، حافظ أبناء اللعبة على هذا النظام الناجح الذى أثمر عن أفضل نتائج اللعبات الجماعية لمصر بدءًا من الفوز عام 1993 بكأس العالم للشباب وحتى الوصول لفضية العالم لمنتخب الناشئين 2025، مرورًا بفوز منتخب الشباب ببرونزية العالم 1999 و2019، وفوز منتخب الناشئين بلقب بطولة العالم 2019، وكلها تحت إدارة مدربين مصريين، وعلى مستوى الكبار تحقيق مراكز متقدمة فى بطولات العالم والمنافسة على ميدالية أوليمبية فى طوكيو 2020، وأسست المنظومة منتخبات للسيدات بدأن يقتحمن عالم الألقاب الافريقية بعد ابتعاد طويل. روشتة النجاح التى تقدمها كرة اليد للعبات الجماعية، تقول: ضع الأساس السليم لمنظومة عمل شفافة فى كل عناصر اللعبة ومعك إمكانات دولة تشجع الرياضة وجمهور مصرى عظيم، وانتظر النجاح القريب، الذى لا يأتى صدفة بل لمَن يعمل فقط.