طفلة تقتل والدها بالجيزة وأخرى ترتكب نفس الفعل فى الدقهلية طفل يقتل زميله ويقطّع جسده بالمنشار فى الإسماعيلية وآخر يطعن زميله بمفك حتى الموت فى شربين جرائم الصغار أكثر بشاعة لم تعد براءة الطفولة كما كانت، فمشاهد القتل والعنف التى اعتدنا سماعها عن الكبار، أصبحت تُرتكب بأيدٍ صغيرة لم تتجاوز بعدُ مقاعد المدرسة، تورط أطفال ومراهقون فى جرائم تقشعرّ لها الأبدان، جرائم تجاوزت حدود الإدراك الإنسانى وأطلقت جرس إنذار حول ما أصاب المجتمع من خلل فى التربية، وتحوّل فى القيم، وانفلات رقابى جعل من الطفل «قاتلًا محتملًا» لا يدرك فداحة ما يفعل. فى هذا الملف، تستعرض « الأخبار» أبرز تلك الجرائم التى هزّت الشارع المصرى مؤخرًا، وتناقش مع خبراء النفس والاجتماع والقانون، الأسباب والدوافع الكامنة وراء هذا العنف غير المسبوق، وحدود المسؤولية بين الأسرة والمدرسة والمجتمع فى زمن العنف الرقمى والانهيار القيمي. تُجسّد جرائم الأطفال الأخيرة تحوّلًا خطيرًا فى سلوك بعض النشء، وتطرح تساؤلات حول ما أصاب المجتمع من عنفٍ غريب على فطرة الطفولة وفيما يلى نعرض بعض حوادث الأطفال الأخيرة، التى كشفت عن تصاعد لافت فى معدلات العنف بين الصغار، ولعل آخرها وأبشعها حادث الإسماعيلية الذى هز الرأى العام خلال الأيام الماضية. أبشع الجرائم فى واحدة من أبشع الجرائم التى شهدها الشارع المصرى فى السنوات الأخيرة، هزّت محافظة الإسماعيلية الرأى العام بجريمة غير مسبوقة، بطلها طفل لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، أقدم على قتل زميله فى المدرسة بطريقة وحشية استخدم فيها «شاكوشًا» ومنشارًا كهربائيًا، ثم حاول التخلص من الجثة بطريقة صادمة تجاوزت حدود الخيال والعقل. مشهد يفوق الرعب تفاصيل الواقعة التى كشفتها الأجهزة الأمنية تشير إلى أن خلافًا نشب بين الطفلين قبل نحو عشرة أيام من الجريمة، بسبب مشادة بسيطة تحوّلت مع الوقت إلى كراهية دفينة داخل نفس القاتل الصغير وفى يوم الحادث، استدرج المتهم زميله إلى شقة أسرته بحجة المذاكرة، وما إن دخل الطفل المجنى عليه حتى عاجله المتهم بضربة قوية على الرأس باستخدام «شاكوش»، أسقطته أرضًا غارقًا فى دمائه. وبعد أن تأكد المتهم من وفاة زميله، أحضر منشارًا كهربائيًا كان موجودًا بالمنزل مِلك والده الذى يعمل نجّارًا وبدأ فى تقطيع الجثمان إلى أجزاء صغيرة، فى مشهد لا يمكن تخيّله من طفل فى هذا العمر. وبحسب التحقيقات، قال المتهم فى اعترافاته إنه شعر بالفضول لمعرفة «طعم اللحم البشري»، فقطّع قطعة من جسد الضحية وقام بطهيها وتناول جزءًا منها، مدعيًا أن طعمها «يشبه البانيه»، فى واحدة من أكثر الاعترافات رعبًا فى سجلات جرائم الأحداث. إخفاء الجريمة لم يكتفِ المتهم بذلك، بل نزل بعد تنفيذ جريمته إلى صيدلية قريبة، واشترى «جوانتيات» و«ديتول» ومطهرات، ثم عاد إلى المنزل ونظّف آثار الدماء من الشقة بعناية. وبعدها وضع أجزاء الجثة داخل أكياس بلاستيكية وحمل بعضها داخل شنطة المدرسة، وبدأ فى التخلص منها قطعة تلو الأخرى بإلقائها فى أماكن متفرقة بالإسماعيلية، على مدى ساعات، فى محاولة منه لإخفاء آثار جريمته. لكن القدر لم يمهله طويلًا، إذ اكتشف الأهالى وجود أجزاء بشرية خلف أحد العقارات فأبلغوا الشرطة على الفور. وبجهود سريعة، تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية الضحية وضبط المتهم الذى اعترف تفصيلًا بما ارتكبه، لتتحول الواقعة إلى قضية رأى عام أثارت ذعرًا واسعًا وأسئلة لا تنتهى حول ما وصل إليه بعض الأطفال من عنف وتجرد من الإنسانية. وأمرت النيابة العامة بحبس الطفل المتهم احتياطيًا داخل دار رعاية الأحداث، مع إخضاعه للفحص النفسى والعقلى لبيان مدى إدراكه لأفعاله وقت ارتكاب الجريمة. كما كلفت مصلحة الطب الشرعى بإعداد تقرير شامل حول الإصابات التى لحقت بالمجنى عليه، وأسباب الوفاة الدقيقة، فضلًا عن استكمال التحريات لفحص البيئة الأسرية التى نشأ فيها المتهم والمحتوى الإلكترونى الذى يتابعه. جريمة تهز شربين وبعد أيام قليلة من حادث الإسماعيلية شهدت قرية الحصص التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية حادثًا مأساويًا هز مشاعر الأهالى بعد أن لقى طالب بالمرحلة الإعدادية مصرعه على يد زميله طعنًا بمفك خلال مشاجرة نشبت بينهما داخل القرية، فى واقعة صادمة تعكس تفشى ظاهرة العنف بين المراهقين وغياب الوعى المجتمعى بخطورة السلوك العدوانى فى هذه السن الصغيرة. وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء مدير أمن الدقهلية إخطارًا من اللواء مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ من مستشفى شربين العام بوصول الطالب زياد السعيد على الشافعي، 14 عامًا، طالب بالصف الثانى الإعدادي، مصابًا بجرح قطعى عميق فى الرأس نتيجة الاعتداء عليه بواسطة أداة حادة «مفك»، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته قبل وصوله إلى قسم الطوارئ. مشاجرة برش الماء كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية بالدقهلية، بعد الاستماع الى المتهم بقتل الطالب أثناء مشاجرة بينهما، أن سبب المشاجرة هى رش المياه على بعضهم وبعد أن نشبت بعض المشادات سحب المتهم مفك ووجه للمجنى عليه طعنه بالرأس، وتم نقله إلى مستشفى شربين واستمر داخل العناية لمدة يوم واحد وتوفى عقب ذلك. خلاف يتحول إلى مأساة وخلال شهر أكتوبر أيضا شهدت منطقة كرموز فى الإسكندرية واقعة مأساوية، حيث لقى طالب مصرعه على يد اثنين من زملائه عقب مشاجرة نشبت بينهم بعد انتهاء اليوم الدراسى بسبب خلاف على أدوات مدرسية، تم نقل المصاب إلى المستشفى لكنه توفى متأثرًا بإصابته، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة. طفلة تقتل والدها وشهدت منطقة أطفيح بالجيزة منذ شهور جريمة مروعة راحت ضحيتها حياة أب على يد ابنته، بعدما أقدمت فتاة تبلغ من العمر 15 عامًا على فتح أسطوانة البوتاجاز داخل المنزل وترك الغاز يتسرب حتى امتلأ المكان، قبل أن يشتعل الأب لحظة محاولته إشعال سيجارة، ما أدى إلى وفاته على الفور متفحمًا داخل شقته. وكشفت مصادر أمنية أن الطفلة أقدمت على فعلتها انتقامًا من والدها، بسبب انفصاله عن والدتها وتعديه عليها بالضرب المستمر، مشيرة إلى أن التحريات أثبتت أن الأسطوانة فُتحت عمدًا. كانت أجهزة الأمن قد تلقت إخطارًا بنشوب حريق داخل شقة فى أطفيح، وبالانتقال والفحص تبين وجود جثة متفحمة لرجل، تبيّن لاحقًا أنه صاحب الشقة وبفحص مكان الحريق، لاحظت قوات المباحث أن مصدر الاشتعال جاء من تسرب غاز الأسطوانة، ما أثار الشكوك حول وجود شبهة جنائية. وبعد تكثيف التحريات وسماع أقوال الجيران، توصلت المباحث إلى تورط ابنة المجنى عليه فى الواقعة، التى اعترفت بما فعلت بدافع الغضب من والدها ومعاملته القاسية لها ولأمها. فتاة قاصر تشترك مع خطيبها فى قتل والدها حيث شهدت محافظة الدقهلية جريمة مروّعة ارتكبتها فتاة لم تتجاوز السن القانونى بالاشتراك مع خطيبها، حيث أقدما على قتل والدها والتخلص من جثمانه بطريقة بشعة. فقد قرر المحامى العام لنيابات شمال المنصورة الكلية إحالة المتهمة وهى فتاة قاصر إلى محكمة جنايات الطفل فى بلقاس، وإحالة خطيبها إلى محكمة جنايات المنصورة، فى القضية رقم 907 لسنة 2024 جنايات بلقاس، المقيدة برقم 105 لسنة 2024 كلى شمال المنصورة. وتعود تفاصيل الجريمة إلى يوم 18 يناير 2024، حين أقدم المتهم محمد أ.م.أ.، سائق توك توك يبلغ من العمر 20 عامًا، على قتل المجنى عليه أشرف السعيد عبد الحميد حسن عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وذلك باتفاق مسبق مع ابنته القاصر.. وبحسب تحقيقات النيابة العامة، فقد خطط المتهمان للجريمة مسبقًا، إذ سلّمت الفتاة لخطبيها سكينًا ليستخدمها فى قتل والدها، ثم استدرج القاتل الأب إلى الجراج الخاص به بحجة وجود عطل فى دراجته النارية، وما إن انفرد به حتى باغته بعدة طعنات متتابعة أودت بحياته على الفور. وقام المتهم بعد ذلك بتغطية الجثمان (ملاية) حصل عليها من الفتاة، ثم نقله وألقاه فى مياه البحر للتخلّص من آثار الجريمة وإخفاء معالمها، وكشف تقرير الطب الشرعى أن المجنى عليه تعرّض لعدة طعنات نافذة قاتلة فى مناطق مختلفة من جسده. فيما أوضحت التحقيقات أن الدافع وراء الجريمة كان خلافات أسرية دفعت الفتاة وخطيبها، وكلاهما فى عمر صغير، إلى ارتكاب الجريمة فى لحظة طيش وعدوان غير مبرر، وأمرت النيابة العامة بإحالة الفتاة إلى محكمة جنايات الطفل ببلقاس نظرًا لكونها لم تبلغ السن القانونى للمساءلة الجنائية الكاملة، بينما أُحيل خطيبها إلى محكمة جنايات المنصورة لكونه بالغًا قانونًا. جرائم طفل هزت شبرا الخيمة كشفت التحقيقات فى واحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها محافظة القليوبية خلال الشهور الماضية، عن تورّط طفل يبلغ من العمر 15 عامًا فى جريمة قتل مروّعة جرت تفاصيلها داخل إحدى الشقق بمنطقة شبرا الخيمة، بعدما شارك فى التحريض على قتل رجل مقابل 5 ملايين جنيه. وتضمّن أمر إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات أن المتهم الأول طارق. أ. ع (29 سنة - عامل بمقهى)، والمتهم الثانى على الدين. م. ع (15 سنة طالب مقيم بالكويت)، اتفقا فيما بينهما على قتل المجنى عليه، وبيّت المتهم الأول النية ونفذ الجريمة بتحريض ومساعدة من الطفل. وأوضحت التحقيقات أن المتهم الأول أعدّ عدته لتنفيذ الجريمة مستخدمًا عقاقير طبية وحزامًا من الجلد، واستدرج الضحية إلى منزله بعد أن أوهمه بوجود هدية له، ثم سقاه مشروبًا يحوى مواد مخدّرة أفقدته الوعي، قبل أن يخنقه بالحزام حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. كما بيّن أمر الإحالة أن الجريمة اقترنت بجريمة أخرى هى خطف الطفل المجنى عليه بالتحايل، بعدما استدرجه القاتل إلى مسكنه وأبعده عن أعين المارة، مستعينًا بأدوات تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، منها «سكين ومشرط». واعترف المتهم الثانى (الطفل) خلال التحقيقات بأنه اتفق مع المتهم الأول على تنفيذ الجريمة مقابل مبلغ مالي، وساعده بإمداده ببيانات العقاقير التى استخدمها فى القتل، لتصدر النيابة قرارها بإحالتهما إلى محكمة جنايات بنها، مع نظر الدعوى الخاصة بالطفل أمام محكمة الجنايات المختصة بالأحداث وفقًا للقانون.