فى قلبى غصة، وتوقف عقلى عن التفكير، ولا أستوعب ما يحدث من مجازر وجرائم حرب لأهلنا فى السودان الشقيق، أهانت عليكم، أيها العرب، أنفسكم لدرجة أن تتركوا أشقاءكم يواجهون مصيرًا مخزيًا بهذا الشكل، أهانت عليكم عروبتكم ونخوتكم العربية لتتركوا أهل دارفور يدفنون فى مقابر جماعية وبطريقة وحشية!. لقد شاهدت الناس فى العالم تبكى على ما تراه من مناظر مأساوية لعائلات بأكملها تباد وتقتل بدم بارد وبوحشية ثم تنقل جثثها بسيارات نقل لترمى بالمصارف أمام أعين الناس!. ما هذه الوحشية التى يمارسها جنود قوات الدعم السريع. لابد من تحرك عاجل من القادة العرب وجامعة الدول العربية لوضع حد لهذه المأساة، يقول تعالى فى محكم تنزيله (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله)، كيف لنا ترك مثل هذه القضايا ليحلها الغرب. ولنعلم أنه حين يتدخل فإن مصلحته هى الأولى، ولا يهمه أن يرأب الصدع بين المتقاتلين!. أعلم تمامًا، والعالم يعلم، أن مصر هى الدولة الكبرى التى تسعى إلى السلام ورأب الصدع، فنحن نضع السلام أولًا وأخيرًا، ولا نسعى إلى الخراب والتدمير، لهذا أتمنى أن تقود مصر حملة لوقف هذا الصراع على السلطة فى السودان، والذى تسبب فى مقتل أكثر من مليون سودانى وتشريد الملايين منهم إلى الدول المجاورة، وتدمير الكثير من المدن السودانية. أيها العرب، المآسى تزداد، والعالم يبكى على ما يحدث فى الفاشر بدارفور. وأن مصير أكثر من 200 الف مواطن لا زال مجهولًا، وقد أغلقت قوات الدعم السريع (حميدتى)، طرق النزوح أمام السكان. شاهدت فيديو لسيدة أمريكية تبكى على ما شاهدته، وتُطالب العالم بالتدخل لحماية الإنسانية واحترام حقوق الإنسان، بكيت معها، ورأيت أنى أملك مقالى فكتبت لأوقظ العرب، النائمين فى العسل، لعلهم ينتبهون إلى ما يحدث لأشقائهم، ولعلهم يتحركون لإنقاذهم، وانقاذ ماء الحياء فى مقاليهم!. المسألة ليست استغاثة عادية، بل صرخة مدوية فى الأجواء العربية الملبدة بغيوم الغيبوبة، وهى غيوم قد تمتد إلى الكثير من بلداننا العربية!. دعاء: اللهم احفظ السودان وأهله، وانتقم من الظالمين يارب العالمين.