مصطفى ندا لم تكتفي بموهبتها الفنية وعذوبة صوتها فحسب، بل عكفت على إثقال تلك الهبة الإلهية بالدراسة الأكاديمية، فصعدت إلى سلم الشهرة والنجومية عبر بوابة التربية الموسيقية في الجامعة اللبنانيةببيروت، وتعاونت في طريقها الغنائي مع أعظم من أنجبت لبنان من الملحنين، فكان الراحل زياد الرحباني، أبرز محطات مشوارها الفني، فوقفت على مسرحه، وتألقت في رحابه.. إنها النجمة الشابة فرح نخول، ذات الصوت الدافيء، الذي عبر بكل صدق عن المجتمع اللبناني، والتي عكفت على إحياء التراث الغنائي لزمن الفن الجميل، فغنت لعظماء المطربين في الوطن العربي، على غرار "العندليب الأسمر"، وجورج وسوف، وبليغ حمدي، وشكل نجمها صدى واسع، ليس داخل بيروت فقط، بل إلى ربوع الوطن العربي، وفي مصر شكلت قاعدة جماهيرية كبيرة، من خلال تفاعل الجمهور معها، عندما أقامت حفلاتها في نادي الجاز.. عن المشاريع الموسيقية الجديدة، والطموح الذي لا يتوقف تتحدث فرح مع "أخبار النجوم" في السطور التالية.. - بعد التدرج في السنوات ودراسة التربية الموسيقية، في الجامعة اللبنانية، كيف شكل الجانب الأكاديمي ملامح الموهبة الموسيقية في شخصيتك؟ الدراسة منحتني العمق الذي كنت أبحث عنه في الموسيقى، علّمتني أن الغناء ليس فقط صوتًا جميلًا، بل علم، إحساس، ومسؤولية.. وفي كلية الموسيقى اكتشفت كيف أترجم مشاعري بلغة موسيقية مدروسة، وكيف أوازن بين العفوية الفنية والانضباط العلمي، وهذا ما ساعدني على بناء هوية غنائية خاصة بي. - محطات رائعة شكلت نقطة تحول في مسيرتك، على غرار مشاركتك في المسرح مع الكبير زياد الرحباني.. ماذا يمثل زياد في وجدانك؟ التجربة مع زياد كانت من أجمل المحطات في حياتي، والوقوف على مسرحه يشبه الوقوف أمام مدرسة كاملة في الموسيقى والفكر.. زياد بالنسبة لي رمز للجرأة، للصدق، وللفن الذي لا يُشبه أحد، والعمل معه ترك أثرًا عميقًا في وعيي الفني، وعلّمني أن أكون حقيقية في كل ما أقدّمه. - لقد سلكت نهج إعادة إحياء التراث الغنائي لزمن الفن الجميل، ومن ثم إقامة حفلات، للملحن بليغ حمدي، و"العندليب الأسمر" و"سلطان الطرب" جورج وسوف.. هل هذا الأمر جزء من مشروع كبير؟ بالتأكيد، هذا المشروع حلمي منذ البداية، حلمت أن أقدّم الغناء العربي الأصيل بروح جديدة، وأؤمن أن الفن الجميل لا يموت، لكنه بحاجة إلى من يقدّمه للأجيال الجديدة بصدق واحترام للأصل، وكل حفلة من هذه الحفلات كانت خطوة في طريق طويل لإحياء الذاكرة الجماعية من خلال الصوت والموسيقى.. وفي أعمالي الخاصة، أحاول قدر الإمكان أن أحترم تاريخ من سبقني، وأن أُبقي على روح الموسيقى التي تربّينا عليها، وكل أغنية أقدّمها، وكل عمل يحمل صوتي، يحمل معه هذا الإرث، إرث الإحساس، والكلمة، والصدق الفني النابع من جذور الفن العربي الأصيل. - ماذا يشكل المسرح والغناء في بيروت في مسيرتك الغنائية؟ بيروت القلب النابض لفني، هي المكان الذي احتضن بداياتي ورافق كل تطور في مسيرتي، والغناء في بيروت له طعم خاص، والجمهور يعرف، يشعر، ويتفاعل.. وعلى مسارحها اختبرت أجمل اللحظات وأكثرها صدقًا، وبالنسبة لي، بيروت ليست فقط مدينة، بل شريك في الحلم. - "قانون الحياة"، عمل غنائي مميز تفاعل جمهورك معه عبر "يوتيوب" وغيرها من المنصات.. ماذا عنّ مشاريعك المقبلة؟ "قانون الحياة" كان بداية مرحلة جديدة لي، فيها نضج وتجربة مختلفة، وحاليًا أعمل على مجموعة من الأغنيات التي تمزج بين الكلاسيكي والمعاصر، من بينها تعاون مع شعراء وملحنين من لبنان ومصر، وهناك أيضًا عمل خاص جدًا قيد التحضير سيحمل توقيعي الخاص. - كيف تفاعلت مع الجمهور المصري عندما أقمت حفلاتك في نادي الجاز؟ فاق التوقعات.. الجمهور المصري ذوّاق، ويعيش الأغنية بكل تفاصيلها، وشعرت أنني في بيتي، لأن الموسيقى كانت لغة التواصل بيننا رغم اختلاف اللهجات، وكانت تجربة دافئة جدًا، وأكدت لي أن الفن لا يعرف حدودًا ولا جنسيات. اقرأ أيضا: اللبنانية فرح نخول تقدم أول حفلاتها فى مصر