في لحظة طال انتظارها، يرفع الستار عن المشهد المهيب، تقدم مصر للعالم هدية ثمينة من قلب التاريخ. المتحف المصري الكبير الذى يصنع مع أهرامات الجيزة سيمفونية نادرة يتردد صداها فى القلوب. يتعانق الزمن فى لوحة مدهشة تجمع بين تراث المصريين القدماء بكل عظمته، وإبداع الحاضر وقدرته على حفظ مجد الماضى، والانطلاق به إلى آفاق المستقبل . هنا تتجسد حضارة سبعة آلاف عام، في تحفة معمارية، صُممت لتخلق حوارا بين الشمس والحجر والخيال. كنوز الملك توت عنخ آمون التي أطلّت أخيرًا في مشهد يليق بسحرها وغموضها. يعيش الزائر للمتحف المصرى الكبير تجربة إنسانية تستدعي التأمل، لا يشاهد تماثيل جامدة، بل يعيش قصة كاملة تحكيها القطع الأثرية النابضة بالحياة. أشعر بالفخر الشديد أن تشهد مصر والعالم أجمع افتتاح المتحف المصري الكبير، والذي سيصبح من أهم معالم مصر، حلم كبير وأمل عظيم تحقق، أن يحتضن هذا المتحف الكبير مجموعة من أهم آثار مصر وتاريخها عريق، وحضارتها التى تدعو إلى الفخر والاعتزاز. فرحتي اليوم لا حدود لها، أن أشهد هذا الحدث الثقافي العالمي الأول على مستوى العالم، والذي سيظل الأول لزمن طويل قادم، طوال عمري كنت أفكر لماذا لا نهتم بآثارنا، وهي ثروتنا الكبيرة، العظيمة، الثمينة، لماذا لا نعرضها بالأسلوب الذى يليق بها؟ الآن أصبحنا نملك هذا المكان .أكثر من ثلاثين ألف قطعة أثرية من الأسر الفرعونية المختلفة تحكي تاريخ مصر القديم، تستخدم أحدث وسائل العصر في العرض بتكنولوجيا عالية، وبأسلوب يمنح كل قطعة الفراغ المحسوب حولها، لتقف بشموخ وكبرياء لتروى حكايتها للعالم. مبروك لمصر و للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي احتضن الفكرة، التى ولدت منذ ثلاثة و ثلاثين عاما فى عقل الفنان القدير فاروق حسنى، وزير الثقافة فى ذلك الوقت، لكنها تعرضت لتحديات كبيرة، ومراحل من التوقف. أولى الرئيس السيسى المشروع رعايته، وحرص على ضرورة استكماله منذ توليه الحكم. وتابع بنفسه اللمسات الأخيرة قبل الافتتاح. شكرًا لكل الأيادي التي شاركت في بناء هذا الصرح المصرى، العالمى. وشكرًا لكل فرق العمل التي ساهمت في الإعداد لحفل الافتتاح، وهي مهمة لم تكن سهلة على الإطلاق، ثقتى كبيرة أن مصر ستظل في ذاكرة العالم طويلا من خلال هذا المتحف الكبير الذي يحكي قصتنا.عن مصر هبة النيل وهبة التاريخ ، أرض الحضارة والعراقة.