قد يلاحظ بعض المسافرين على الرحلات الجوية أن مضيفي الطيران يقدمون كوب الماء بطريقة خفية، دون لفت الأنظار،وربما يتساءل الركاب: لماذا كل هذه السرية في تقديم مشروب بسيط مثل الماء؟ الجواب جاء هذه المرة من داخل كابينة الطائرة نفسها، حيث كشفت مضيفة طيران عن السبب الحقيقي وراء هذا التصرف الغامض الذي يتبعه طاقم الضيافة في كثير من الرحلات. اقرا أيضأ|القابضة للمطارات تشارك في جلسة عالمية حول مستقبل السفر ضمن ACI WAGA 2025 السر وراء تقديم الماء بهدوء المضيفة باربرا باتشبلييري، التي تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 14 عاما في مجال الضيافة الجوية، أوضحت في مقطع فيديو نشرته عبر حسابيها على تيك توك ويوتيوب، أن تقديم الماء بطريقة غير لافتة ليس صدفة، بل أسلوب متعمد يستخدمه طاقم الطائرة أثناء الخدمة. وقالت باربرا "نحاول أن نقدّم الماء بسرية تامة، حتى لا يلاحظ الركاب الآخرون ذلك"،ورغم أن الماء عادة ما يقدم مجانا على متن الطائرات، إلا أن طواقم الضيافة تتعامل بحذر مع الطلبات الفردية، لتجنب ما تسميه المضيفة "تأثير الدومينو". ما هو تأثير الدومينو في الطيران؟ تشرح باتشبلييري هذه الظاهرة بقولها إن رؤية أحد الركاب لمضيفة تحمل كوب ماء قد تدفع الركاب الآخرين لطلب الماء أيضاً، مما يخلق سلسلة من الطلبات المتكررة التي قد تعطل سير الخدمة بأكملها. ففي الرحلات الطويلة على وجه الخصوص، يتطلب توزيع الوجبات والمشروبات تخطيطا دقيقا وجدولا زمنيا محددا. وبالتالي، فإن تزايد الطلبات المفاجئة على الماء يمكن أن يربك طاقم الضيافة ويؤخر بقية الخدمات المقدمة للركاب. ليست سياسة رسمية.. بل خبرة ميدانية أكدت المضيفة أن هذه الطريقة ليست سياسة رسمية لأي شركة طيران، وإنما أسلوب عملي مكتسب من الخبرة اليومية،وقالت: "هذا ليس إجراء من الشركة، بل حيلة تعلمناها مع مرور الوقت للحفاظ على انسيابية الخدمة دون إزعاج الركاب". نصيحة للمسافرين وفي ختام حديثها، نصحت باربرا الركاب الذين يحتاجون إلى الماء بعد الوجبات أو في أوقات غير مخصصة للخدمة، بأن يتوجهوا إلى المطبخ الخلفي (galley) مباشرة لطلب الماء، بدلاً من الضغط على زر النداء، لتسهيل الأمور على طاقم الطائرة وتجنب تأخير الخدمة لبقية الركاب. قد تبدو حركة بسيطة كمناولة كوب ماء أمرا عادياً، لكنها في أجواء الطيران العالية تخضع لتخطيط دقيق وتنظيم صارم لضمان راحة جميع الركاب. وهكذا يتضح أن وراء كل تفصيل صغير في الرحلة فن من فنون التنظيم والخبرة التي لا يدركها المسافر العادي، ولكنها تصنع الفرق في تجربة الطيران.