انتفض العندليب عبد الحليم حافظ لرفض روح الانكسار بعد 5 يونيو 67، قرر أن يقاتل الهزيمة ويتحدى اليأس ولا يسير فى ركب من أصابهم الإحباط من المبدعين والمثقفين والكتّاب . وبدأ القتال بأغنية «عدّى النهار والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر»، وواصل شد أزر الجنود بأغنية «يا بركان الغضب / يا موحد العرب / ثور عالرمال / انزل عليهم / من المدافع / بالغضب»، وعلا صوته بعدها برائعة « فدائى» التى قال فيها : «لو مت يا أمى ما تبكيش / راح أموت علشان بلدى تعيش»، ويلهب بصوته حماس الجنود فى أغنية «خللى السلاح صاحى / فى ايديا نهار وليل صاحى/ ينادى يا ثوار عدونا غدار»، ويواصل المطالبة بتحرير الأرض فى أغنية «ابنك يقولك يا بطل هاتلى نهار/ ابنك يقولك يا بطل هاتلى انتصار/ ابنك بيقول أنا حواليا الميت مليون العربية»، وأقسم بعدها فى أغنية «أحلف بسماها وبترابها / ما تغيب الشمس العربية / طول ما أنا عايش فوق الدنيا»، ويوجه التحية لجنودنا على الجبهة للوجع الذى سببوه للعدو فيغنى لهم : «اضرب / لجل الصغار/ لجل الكبار/ لجل النهار/ لجل البلاد / اضرب كمان». ويوجه إنذاراً فى انشودة «إنذار يا عصبة الأشرار/ إنذار لكم وقدر مالكمش منه فرار»، وتأتى اللحظة المُنتظرة لعبور الأبطال وتتوالى الانتصارات فيزغرد العندليب بأغنية «لفى البلاد يا صبية بلد بلد / باركى الولاد يا صبية ولد ولد / دا المهر غالى / واهم جابوه / لو نجم عالى فى السما / راح يقصدوه / يا فرحتك ساعة ما يجو يقدموه»، ويغنى للبطل الذى اتخذ قرار العبور فى أغنية «عاش اللى قال الكلمة بحكمة وفى الوقت المناسب / عاش اللى قال لازم نرجع ارضنا من كل غاصب»، ومع عودة سيناء لحضن مصر يغنى «صباح الخير يا سينا / رسيتى فى مراسينا / تعالى فى حضننا الدافي/ ضمينا وبوسينا يا سينا»، وعندما يُعاد افتتاح القناة للملاحة يزغرد بأغنية «المركبة عدت / والكل شايفها بتتعاجب / كان الأمل مغلوب صبح غالب»، ويغنى العندليب بنشوة النصر «النجمة مالت ع القمر فوق ف العلالى / قالت له شايفه يا قمر أفراح أوبالى / قال القمر بينا نسهر على المينا / دا النور على شط القنال سهران يلالى»، ست سنوات ظل خلالها العندليب يقاتل الانكسار والهزيمة، ويغرد للجنود بفرحة انتصارات أكتوبر التى استردت العزة والكرامة وسيناء الحبيبة.