بينما تروج مشروبات الطاقة على أنها رمز للانتعاش والجرأة بين الشباب، تخفي هذه العبوات اللامعة وراءها مزيجا خطيرا من الكافيين والسكر والمواد المنبهة التي قد تلحق أضرارا جسيمة بأجسام المراهقين،ومع تصاعد القلق من تأثيراتها الصحية، تتجه الحكومات نحو فرض قيود صارمة على بيعها لمن هم دون السادسة عشرة. تحظى مشروبات الطاقة مثل "برايم"و"مونستر"و"ريد بول" بشعبية كبيرة بين المراهقين، رغم احتوائها على كميات هائلة من الكافيين تصل إلى 160 ملغ في العبوة الواحدة 500 مل، أي ما يعادل ثلاثة أكواب من الإسبريسو، إلى جانب ما يقارب 13 ملعقة صغيرة من السكر. اقرأ أيضًا | قبل ما تشربها.. أضرار قاتلة لمشروبات الطاقة تكشفها خبيرة كيمياء حيوية| فيديو ورغم أن هذه المشروبات تحمل تحذيرا بأنها "غير مخصصة للأطفال"، بحسب ما جاء من موقع gov.uk إلى أن ثلث المراهقين بين 13 و16 عاما وربع من هم بين 11 و12 عاما يستهلكونها أسبوعيا على الأقل. توضح خبيرة التغذية شارلوت فور غرين أن الكافيين والسكر يشكلان مزيجا مثاليا لاضطراب الجسم،الكافيين يحفز إفراز هرمون التوتر "الأدرينالين"و"الكورتيزول"، بينما يسبب السكر ارتفاعا حادا وسريع الهبوط في مستوى الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى القلق، التوتر، ضعف التركيز، الأرق، ومشكلات الشهية،وعلى المدى الطويل، قد تسهم هذه العوامل في السمنة، وتسوس الأسنان، واضطرابات القلب وضعف جهاز المناعة. وتضيف فور غرين أن الطفل حين يعتمد على الكافيين والسكر كمصدرين للطاقة، فإنه يفقد قدرته الطبيعية على الاستفادة من الغذاء والراحة والترطيب، ما يشكل خطرا على النمو الجسدي والعقلي في هذه المرحلة الحساسة. من جانبها، تشير سارة رابابورت من حملة ليس_للأطفال التابعة لمجموعة جيمي أوليفر إلى أن بعض المدارس باتت تضطر لتعديل خططها الدراسية حسب "مزاج"الطلاب بعد تناول مشروبات الطاقة، حيث يلاحظ أن بعضهم يصبح مفرط النشاط أو سريع الانفعال. ورغم أن كبرى المتاجر البريطانية مثل تيسكو وموريسونز وسينسبري فرضت قيودا على بيع هذه المنتجات لمن هم دون 16 عاما، إلا أن الحصول عليها لا يزال سهلا عبر المتاجر الصغيرة وآلات البيع. وفي محاولة للحد من الانتقادات، طرحت بعض الشركات نسخا "صحية" مثل مونستر زيرو الخالي من السكر لكنه لا يزال يحتوي على كمية ضخمة من الكافيين، وبرايم هايدريشن الخالي من الكافيين لكنه غني بالمحليات الصناعية، مما يجعله بعيدا عن كونه خيارا آمنا للأطفال. تقول كاثرين جينر، المديرة التنفيذية لتحالف صحة السمنة، إن الحل لا يمكن أن يكون مسؤولية الأهل وحدهم، مؤكدة على أهمية تطبيق سياسات تمنع بيع هذه المنتجات للأطفال وتحد من التسويق الجائر للمشروبات والأطعمة غير الصحية، مع ضرورة جعل الخيارات الصحية أكثر توافرًا وسهولة في الوصول إليها. مشروبات الطاقة ليست مجرد موضة شبابية أو وسيلة للتنشيط المؤقت، بل هي قنبلة منبهة وسكرية تهدد صحة المراهقين على المدى الطويل،إن فرض القيود القانونية خطوة ضرورية، لكنها لن تكفي ما لم يدعم ذلك بوعي أسري ومدرسي يرسخ مفهوم التغذية المتوازنة والراحة الطبيعية كمصدرين حقيقيين للطاقة.