تعد متلازمة تكيس المبايض «PCOS» من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعا بين النساء في سن الإنجاب، إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 70% من الحالات حول العالم لا تشخص، وغالبا ما تكتشف بالصدفة أو عند مواجهة صعوبات في الحمل. وبينما تعد تغييرات نمط الحياة والعلاجات الطبية أساس التعامل مع الحالة، يرى الخبراء أن المكملات الغذائية يمكن أن تكون عاملا مساعدا فعالا في تخفيف الأعراض وتحسين التوازن الهرموني ، شرط أن تستخدم بحذر وتحت إشراف طبي. اقرأ أيضا| خاص| طبيب يكشف أسباب الحمل خارج الرحم ومخاطره ما هي متلازمة تكيس المبايض؟ تحدث المتلازمة عندما تتكوّن أكياس صغيرة على المبيضين تحتوي على بويضات غير ناضجة، ما يؤدي إلى اضطراب التبويض وعدم انتظام الدورة الشهرية. وغالبا ما ترتبط الحالة بارتفاع مستويات الأنسولين والهرمونات الذكورية، وقد تظهر أعراضها في شكل: عدم انتظام الدورة أو انقطاعها زيادة نمو الشعر في مناطق غير معتادة صعوبة في الحمل حب الشباب وتساقط الشعر زيادة الوزن ورغم أن الأعراض قد تخفّ مع التقدم في السن، فإنها لا تختفي تماما بعد سن اليأس، مما يجعل الإدارة المستمرة للحالة أمرا ضروريا. أفضل 8 مكملات غذائية لمتلازمة تكيس المبايض 1. الإينوزيتول "Inositol" يعرف بفيتامين B8، ويعد من أشهر المكملات المساعدة في علاج تكيس المبايض. تشير الدراسات إلى أنه يقلل مقاومة الأنسولين ويحسّن وظيفة المبيض وتوازن الهرمونات. ينصح بتناوله بانتظام لمدة 3 إلى 4 أشهر لظهور النتائج. 2. فيتامين D يساعد هذا الفيتامين على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم الدورة الشهرية،تشير الدراسات إلى أن معظم النساء المصابات بتكيس المبايض يعانين من نقص فيتامين D، وهو ما قد يزيد من اضطرابات التبويض ومشاكل الخصوبة،يوصى بتعويض النقص من خلال التعرض المعتدل للشمس أو المكملات، خصوصا في الشتاء. 3. فيتامينات B المركبة خاصة حمض الفوليك (B9) وفيتامين B12، حيث تلعب دورا في دعم التمثيل الغذائي وتنظيم الهرمونات وتحسين الخصوبة. كما تقلل من التعب والإجهاد العصبي المرتبط بعدم توازن الهرمونات. 4. الزنك "Zinc" معدن أساسي يعزز المناعة ويقلل من الالتهابات،يساعد على الحد من حب الشباب وتساقط الشعر الناتج عن ارتفاع الأندروجينات. لكن يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية 25 ملغ دون استشارة الطبيب، لأن الإفراط في الزنك قد يسبب نقص النحاس ومشاكل عصبية. 5. حمض البنتاديكانويك C15:0 دهون مشبعة طبيعية موجودة في منتجات الألبان والأسماك واللحوم. تشير أبحاث حديثة إلى أنه يقلل الالتهابات ويحسن حساسية الأنسولين، مما قد يساعد في ضبط أعراض المتلازمة. 6. الإنزيم المساعد CoQ10 مضاد أكسدة قوي ينتجه الجسم طبيعيا، لكن مستوياته تنخفض مع التقدم في السن. يساهم في تحسين جودة البويضات وتقليل الالتهاب لدى النساء المصابات بتكيس المبايض، وتظهر نتائجه عادة خلال 4 إلى 12 أسبوعا. 7. الكروم (Chromium) يعتقد أنه يحسن استجابة الجسم للأنسولين ويساعد في استقرار مستويات السكر في الدم. قد يسهم أيضا في خفض الالتهابات وتحسين السيطرة على الوزن، لكن يوصى بالحصول عليه أساسًا من الغذاء المتوازن. 8. أحماض أوميجا 3 الدهنية "Omega-3" تعرف بخصائصها المضادة للالتهابات ودورها في تنظيم الهرمونات. توجد في الأسماك الزيتية مثل السلمون والسردين، وفي المكسرات والبذور مثل الجوز والكتان. تظهر الدراسات أن تناول أوميجا 3 بانتظام يساعد على تحسين مقاومة الأنسولين وتقليل أعراض الالتهاب المرتبطة بتكيس المبايض. هل المكملات وحدها تكفي؟ يؤكد الخبراء أن المكملات ليست علاجا سحريا، بل جزء من نهج متكامل يشمل: التغذية الصحية الغنية بالخضروات والبروتينات الجيدة تقليل السكريات والأطعمة المصنعة ممارسة النشاط البدني بانتظام إدارة التوتر والنوم الكافي تقول الدكتورة سوهير روكد، أخصائية الطب الوظيفي:"لا يمكنك تصحيح نظام غذائي سيئ بالمكملات، لكنها قد تكون أداة فعالة عندما تستخدم ضمن خطة علاجية شاملة". متلازمة تكيس المبايض ليست حكما نهائيا على الخصوبة أو الصحة، بل حالة يمكن التعايش معها بإدارة ذكية ومتوازنة. المكملات قد تخفف الأعراض وتحسن جودة الحياة، لكن الخطوة الأهم تبدأ من نمط الحياة نفسه ،من طبقك اليومي، ونومك الكافي، وحركتك المنتظمة. فالشفاء لا يأتي من علبة دواء واحدة، بل من انسجام الجسد والعقل معا.