يحب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة، مصر، فقد قضى سنوات الجامعة فى مطلع شبابه بجامعة القاهرة، يدرس بكلية الزراعة. ولأنه شاعر وأديب ومحب حقيقى للثقافة أسس واحدًا من أهم معارض الكتاب الدولية على مستوى العالم، معرض الشارقة الدولى للكتاب. اختار الشيخ القاسمى صاحب البصمات العميقة، المهمة فى دعم الثقافة المصرية، العاشق لمصر الكاتب القدير محمد سلماوى ليكون شخصية العام الثقافية بمعرض الشارقة الدولى للكتاب 2025. وهو اختيار ذهب إلى أهله. فسلماوى شخصية مؤثرة، فاعلة على أصعدة مختلفة فى آفاق الكتابة والثقافة والعمل العام. كاتب صحفى من العيار الثقيل، يعد عموده اليومى بالأهرام من الأعمدة الصحفية التى ينتظرها القارئ بشغف. وهو أديب أصدر العديد من الأعمال التى تتنوع بين المسرحيات، القصة القصيرة، الرواية، والسيرة الذاتية، تحول العديد منها إلى أعمال درامية. الثقل الثقافى لا يقتصر فقط عند محمد سلماوى على الإنتاج الأدبى، وتقلّد أعلى المناصب الصحفية والثقافية، لكنه يتجاوز ذلك إلى مساحة أهم تتمثل فى مواقفه السياسية الجريئة، تبنيه لقضايا الوطن، واكتسابه لثقة الصحفيين والأدباء على حد سواء، والتى ظهرت جليًا باختياره عضوًا بمجلس نقابة الصحفيين لأكثر من دورة، وترؤسه لاتحاد كتاب مصر، وانتخابه أمينًا عامًا لاتحاد الأدباء والكتاب العرب. أما على المستوى التنفيذى، فقد استعان وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى بسلماوى ليشغل منصب نائب وزير الثقافة للعلاقات الخارجية. تنبأ سلماوى بثورة 25 يناير فى رواية (أجنحة الفراشة)، وكان أول من تصدى للإرهاب بإسم الدين فى مسرحية (الجنزير). تجد فى إنتاجه الأدبى تشابكًا متقنًا بين قصص الحب وحكايات الوطن، هو يريد دائمًا أن يذكرنا بأن قضايا الحرية والعدالة والانتصار للإنسانية هى المحرك والملاذ للقلوب التى تطوق للحب، وتحلم بالحياة. فى أحدث رواياته «زهرة النار» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، نجد ذلك البعد واضحًا جليًا، فهو يتصدر الرواية بمفتتح يقول فيه: «الزمن الفعلى للرواية يتخطى الأزمنة الواردة بها ليعبر عن واقع دائم ومستمر». وفى صالون «موزاييك الثقافى» بالتجمع الخامس قرأ سلماوى سطورًا تفسّر معنى العنوان الفاتن الذى اختاره لروايته: «كان منظر الزهرة رائعًا، وكانت قصتها أكثر روعة. فهى بعد انقطاع المطر تنضب وتنغلق على نفسها حتى تجف تمامًا وتصبح كقطعة الخشب اليابسة. وقد تظل على هذا الحال سنين طويلة فى انتظار النيران التى كثيرًا ما تجتاح الغابات، فإذا مستها النار انتفض كيانها كله وعادت إلى الحياة من جديد. عندئذ تتفتح بتلاتها مرة أخرى بفعل الحرارة ليظهر الكنز بداخلها وهو حبوب اللقاح التى تنبئ بتجدد الحياة واستمرارها». هذه المقاربة بين زهرة النار وبطلة الرواية «عالية منصور» تتسلل إلى القارئ وهو يعيش صراع امرأة جميلة، ناضجة فى قصة حبها المستحيلة ب«خالد السروى» الشاب الطموح الذى يصغرها سنا، وينتمى إلى طبقة اجتماعية أقل. تتوازى خطوط الصراع الرومانسى مع الصراع السياسى فى توليفة رائعة يجيد صنعها محمد سلماوى باحتراف وتمكن.