في تحرك يعيد واشنطن إلى قلب آسيا، انطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جولة دبلوماسية واسعة تشمل ماليزياواليابانوكوريا الجنوبية، وسط ترقّب عالمي للّقاء المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينج على هامش قمة قمة أباك "APEC". تُعدّ هذه الجولة، أول اختبار فعلي لسياسة ترامب الخارجية بعد عودته إلى البيت الأبيض، حيث يسعى إلى إعادة صياغة العلاقات مع القوى الاقتصادية الكبرى في المنطقة، وتثبيت موقع الولاياتالمتحدة في سباق المعادن النادرة والتجارة العالمية. فبين ملفات الأمن الآسيوي والرسوم الجمركية وتوازن النفوذ بين واشنطن وبكين، يبدو أن رحلة ترامب الجديدة تمهّد لمرحلة مفصلية في علاقة الولاياتالمتحدة بالقارة الأكثر نشاطًا اقتصاديًا في العالم. اقرأ أيضًا| أهداف ملتبسة.. 3 أسئلة تكشف غموض «حرب ترامب ضد قوارب المخدرات» في الكاريبي هدف الجولة وآلياتها يريد مساعدة الصين في مواجهة روسيا ومنفتح على لقاء زعيم كوريا الشمالية.. ترمب يغادر واشنطن نحو آسيا #ترمب#آسيا#الحدث pic.twitter.com/XmJRujXhIT — ا لحدث (@AlHadath) October 25, 2025 كشفت مصادر رسمية أمريكية أن دونالد ترامب يسعى عبر هذه الجولة إلى الوفاء بوعود قطعها ل الشعب الأمريكي، لا سيّما في المنطقة التي تُعدّ من الأكثر ديناميكية اقتصاديًا في العالم، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية. المحطة الأولى ستكون ماليزيا، حيث يشارك ترامب في اجتماع منتدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومن ثم ينتقل إلى اليابان وأخيرًا كوريا الجنوبية، حيث من المتوقع أن يعقد اللقاء الحاسم مع الرئيس الصيني شي جين بينج. وتتضمن الجولة توقّع توقيع سلسلة من الاتفاقات الاقتصادية، أبرزها في قطاع المعادن النادرة والتكنولوجيا، وهي ملف ساخن بين الولاياتالمتحدةوالصين. ماليزيا.. محطة البداية والتوقيع المرتقب غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الولاياتالمتحدة متجهاً إلى ماليزيا لحضور القمة ال47 لزعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان".. القمة تُعقد سنويا، وتهدف إلى تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني pic.twitter.com/57R69wZnka — Asharq News الشرق للأخبار (@AsharqNews) October 25, 2025 يبدأ دونالد ترامب زيارته في كوالا لمبور عاصمة ماليزيا، حيث سيشارك غدًا الأحد في قمة آسيان، ويتوقّع أن يوقّع اتفاقيات تجارية مع ماليزيا، كما سيشارك في مراسم توقيع اتفاق سلام بين تايلاند وكمبوديا، وتعد هذه الخطوة محاولة من واشنطن لإظهار فعالية الإنسان الأول في البيت الأبيض بعد عودته إلى السلطة، ولتأكيد أن الولاياتالمتحدة لا تزال لاعبًا محوريًا في آسيا جنوب شرق. بعدها، يتوجه ترامب إلى العاصمة اليابانيةطوكيو، حيث سيلتقي مع رئيسة الوزراء اليابانية ساني تاكايشي، التي تعيينها حديثًا، وتُعد أول امرأة تتولّى هذا المنصب في اليابان. ومن المتوقع أن تركز المباحثات على العلاقات الثنائية، التجارة، وضمانات أمنية، بالنظر إلى توقيع اليابان مؤخرًا اتفاقًا تجاريًا مع واشنطن، رغم أن بعض تفاصيله لا تزال قيد التفاوض. كوريا الجنوبية.. ذروة الجولة واللقاء مع الصين من المقرر أن يلتقي الرئيس الصيني #شي_جين_بينغ ويبدي انفتاحه للقاء الزعيم الكوري الشمالي #كيم_جونج_أون.. #ترامب في جولة آسيوية تُعدّ الأولى له في المنطقة منذ عودته إلى السلطة يناير الماضي#مركز_الاتحاد_للأخبار pic.twitter.com/H6yUSNSdl5 — مركز الاتحاد للأخبار (@aletihadae) October 25, 2025 المحطة الأهم في الجولة ستكون كوريا الجنوبية، حيث سيلتقي ترامب هناك مع الرئيس الصيني، شي جين بينج الخميس القادم خلال قمة أباك. وتشير التحليلات إلى أن هذا اللقاء يُعد علامة فارقة في علاقة القوى الاقتصادية الأولى والثانية عالميًا، بالرغم من أن محللين يرون أنه ليس من المتوقع أن يُحدث "نقطة تحوّل" كاملة في العلاقات بين واشنطن وبكين. وستتركّز المباحثات على قضايا ساخنة مثل: المعادن النادرة، والطائرات الأمريكية، كما سيناقش الطرفان المسائل المتعلقة بتايوان والصادرات الصينية. صدام المعادن النادرة والرسوم الجمركية من أبرز التحديات التي تواجه الجولة، النزاع حول صادرات الصين من "المعادن النادرة" والتي تُستخدم في الصناعات المتقدمة والجيش، وردّت واشنطن بتهديد بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 100 % على المنتجات الصينية في 1 نوفمبر / تشرين الثاني إذا لم يتم التوصل لاتفاق. وتعد هذه المفاوضات اختبارًا لقدرة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب على استعادة مكانة أمريكا في سلاسل القيمة العالمية، خصوصًا في ظل التوترات التجارية والتكنولوجية المتصاعدة بين البلدين. اقرأ أيضًا| قمة ترامب وبوتين «تتبخّر».. ماذا يحدث خلف الكواليس؟ ما بعد الجولة.. انعكاسات عالمية ومحلية تأتي هذه الجولة بينما يواجه ترامب تحديات داخلية كبيرة، بما في ذلك تعطّل الحكومة الأمريكية، ما يعكس أن سياسة ترامب الخارجية تتفرّد بإطلاق مبادرات دولية حتى في ظل أزمات داخلية. وفي الأوساط الاقتصادية، يُنظر إلى الاتفاق المحتمل بين ترامب وشي كإمكانية لإضفاء ثقة جديدة على الأسواق العالمية، خصوصًا إذا نجح الطرفان في التوصل إلى تفاهم واقعي. ومع انطلاق رحلة دونالد ترامب في آسيا، تبدأ مرحلة جديدة في ديناميكية العلاقات الأمريكية الآسيوية، تجمع بين التجارة، وتوازن النفوذ، وضغوط جيوسياسية، وقد لا تضع الجولة نهاية لمشاكل متجذّرة، لكنها بالتأكيد تمثّل اختبارًا لقدرة ترامب على إعادة صياغة دور الولاياتالمتحدة في الشرق الأقصى.