بات المدير الرياضى هو المنصب المشترك لثلاثى القمة فى الكرة المصرية، الأهلى والزمالك وبيراميدز، أما المناصب فى شكلها العام فتعتمد على مسميات، بينما تهتم الجماهير بالعائد الفنى الذى ينتج عن هذا المنصب. المسمى الوظيفى يكون ملاحقًا لأى فرد فى أى مجال يتقدم للعمل به، دوره ومسئولياته وما هو منوط بفعله خلال أى مكان يعمل به، أما حينما تكون الوظيفة جديدة، لا تعد شائعة، فإن الأسماء التى تعمل يُثقل كاهلها بضرورة النجاح، بالإضافة لتقديم نموذج حتى يستطيع من يأتى بعده أن يسير على نفس النهج. هناك مناصب ومسميات وظيفية تنجح فى أوروبا، ولا نستطيع ترجمتها فى الكرة المصرية، هناك من يرى أن تختار إطارًا تنجح به، وعلى الجانب الآخر تظهر آراء تشير لأهمية استنساخ ما يحدث بأوروبا، لكن بشكل علمى. منصب المدير الرياضى متواجد فى أوروبا منذ فترة كبيرة، ودخل الكرة المصرية منذ وقت قصير، أمر يُشبه طريقة 2/4/4 حينما كانت تُطبق فى أوروبا منذ زمن بعيد، ثم جاء المدرب طارق العشرى لتطبيقها فى حرس الحدود، وطبقها مدربون آخرون مثل حسام البدرى مع الأهلى، ليسير الدورى كله على النهج الجديد، فيما كان يرى الكثير من الخبراء أننا لا نُجيد إلا فى طريقة 2/5/3، بين هذا وذاك سيظل الجدل، ويتواصل البحث واختلاف الآراء. بالعودة لمنصب المدير الرياضى، فهو أصبح طريقًا للجدل، ويطرح تساؤلات حول مدى جديته ونجاحه، أم أنه مجرد اسم ولا يُضيف جديدًا للكرة المصرية لعدم تطبيقه كما ينبغى مثلما يحدث فى أوروبا، لذا، فالسطور التالية تسرد أبرز الاسماء التى تمثل المنصب فى مصر، وتشرح ما هو المنصب فى الأساس، مع نموذج أو أكثر لنجاحه فى القارة التى تحتكر النجاح فى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، فإلى أبرز هذه التفاصيل: مهام المنصب يتردد مسمى منصب المدير الرياضى دون أن يتم سرد مهام هذا المنصب، أو ما هو المنوط به، وفى المجمل يعد المدير الرياضى هو رئيس قطاع كرة القدم فى النادى، كل التخطيط الاستراتيجى الخاص باللعبة فى النادى، سواء التخطيط لموسم الصفقات، أو وضع نظام خاص لاكتشاف اللاعبين والمواهب الجديدة، الأمور الخاصة بالجهاز الطبى، وكل هيكلة الفريق الأول، مع وضع هذه الاستراتيجية أمام المدير الفنى وبالطبع رئيس مجلس إدارة النادى . بالطبع يكون المدير الرياضى مسئولًا عن قطاع الناشئين، كيفية إدارته والاستفادة منه كما ينبغى حتى يضخ لاعبين للفريق الأول، ويضخ أموالًا للنادى من الإعارات وبيع اللاعبين الزائدين عن الحاجة. هناك أمور إدارية منطقية قد ينسقها المدير الرياضى مثل إدارة الإعلام والعلاقات داخل النادى، بالإضافة إلى وضع فريق «السكاوتينج» لتحليل أداء اللاعبين والمنافسين الذين يعدون ضمن المرشحين للانضمام للنادى. البداية من سعيد يعد أبرز الأندية المصرية التى أطلقت منصب المدير الرياضى، هو نادى بيراميدز، حينما أعلن فى 2019 تعيين هانى سعيد فى هذا المنصب، ومنذ هذا التاريخ مستمر حتى الآن. تعد فترته ناجحة من حيث بطولات الفريق الأول، فقد وصل لقمة التتويجات القارية، بالحصول على دورى أبطال إفريقيا والسوبر القارى، وكان قريبًا من الدورى المصرى الموسم الماضى، بالإضافة للحصول على كأس مصر من قبل. تعد تجربة بيراميدز فى مجملها حديثة، فهى تعيش عامها الثامن تقريبًا، بالإضافة لهذا المنصب المستحدث على الكرة المصرية، لذا فهى بها نقاط مشتبكة بين السلبيات وغياب الأدوار الواضحة، مع إيجابيات تخص البطولات التى باتت تدخل النادى مؤخرًا وصفقات أجانب أفادت الدورى المصرى، بالإضافة لدعم المنتخبات الوطنية باللاعبين المصريين. تشابك الموقف الأهلاوى الوضع مختلف فى القطبين، الأهلى والزمالك، محمد يوسف مؤخرًا بات هو المتواجد فى هذا المنصب بالأهلى، ومازال الموسم فى بدايته، لذا من المبكر تقييم تجربته. بالطبع سيتم التقييم بناءً على كل مهام المنصب التى ذُكرت فى السطور السابقة، مدى نجاح المدير الفنى، الصفقات الجديدة التى شارك بها، قطاع الناشئين بالمدربين الذين تم تعيينهم مع بداية الموسم. إلا أن هناك مؤشرات إيجابية لمن سبقه فى المنصب، محمد رمضان، فبالرغم من انتقادات وُجهت إليه، إلا أنه وضع بعض القواعد التى يراها الكثيرون ناجحة، سواء بعض الوظائف المستحدثة فى إدارة الإعلام، أو مزايا إضافية لتحفيز اللاعبين فى عقودهم بما يُسمى ويُعرف بال «بونص» . وبالعودة ليوسف، فإن مستقبله غير واضح فى منصبه، خاصة وأن سيد عبدالحفيظ يتواجد فى قائمة الخطيب الانتخابية ومن المقرر توليه الإشراف على ملف الكرة فى حالة نجاحه. استقرار زملكاوى وفى الزمالك، مازال من المبكر تقييم فترة جون إدوارد، كان هناك مؤشر إيجابى وهو العمل فى هدوء وفصل بين المهام فى إدارة فريق الكرة بالتحديد، إلا أن الوقت سيعطى تقييمًا للتجربة مع الوقت، بالإضافة للأزمة المالية الحالية التى يمر بها النادى وتؤثر على مسيرة الفريق الأول. هناك استقرار على بقاء المدير الفنى فيريرا رغم عدم استقرار النتائج، وبعيدًا عن الأزمة المالية، فإن هناك هدوءًا نسبيًا يحيط بالفريق مع استقرار ولو مؤقتا للفريق يُحسب لجون، ويبقى الحكم النهائى على تجربته فى نهاية الموسم وسيكون للبطولات دور فى التقييم. نموذج مهم هناك نماذج كثيرة نجحت فى منصب المدير الرياضى بأوروبا، والقائمة تطول ومن الصعب سردها، إلا أن هناك نموذجًا مهمًا تحتاجه الأندية المصرية للنظر إليه، وهو الإسبانى رامون رودريجيز فرديخو المعروف ب»مونشى». كان مونشى حارس مرمى بفريق إشبيلية، ثم بعد انتهاء فترته الكروية، اشتهر بمنصب المدير الرياضى مع النادى الأندلسى. فى عام 2000 بدأت مهمة مونشى بعد هبوط إشبيلية للدرجة الثانية، ليعود سريعًا مع تولى مونشى للدرجة الأولى ثم يحقق استقرارًا فى وسط الجدول لأكثر من عشرين عامًا. توج الفريق فى فترته ببطولات كأس الملك والسوبر المحلى والدورى الأوروبى والسوبر الأوروبى، أفرز للنادى مواهب عدة، قام ببيعها، ليدخل للنادى موارد مالية، أبرز اللاعبين كانوا: الفيش وراكيتيتش وراموس ونافاس. انتقل مونشى فى تجربة قصيرة لتولى الإدارة الرياضية فى روما ثم عاد لإشبيلية، ومنذ عامين تقريبًا انتقل لأستون فيلا قبل رحيله.