الحروب ليست بالسلاح فقط، فهناك دول تخوض معارك وحروبًا ضارية لمواجهة الفقر وتردى الأوضاع الاقتصادية، وإعادة بناء البنية التحتية للدولة. كلام الرئيس السيسى خلال الندوة التثقيفية رقم 42 بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر يؤكد أن الدولة المصرية، وعلى مدار خمسة عشر عامًا، خاضت وما زالت تخوض حروبًا حقيقية ضد البطالة والعشوائيات وتهالك البنية التحتية، إلى جانب الحرب ضد الإرهاب التى أنهكت الدولة ماديًا وسقط خلالها شهداء من الجيش والشرطة والشعب. أصعب الحروب فى هذه المرحلة هى الحروب الاقتصادية، وهى ما نواجهه الآن، ومطالبون بأن نستكملها لتحقيق طفرة حقيقية فى الاقتصاد تمكننا من مواصلة منظومة البناء التى بدأت منذ سنوات، بهدف تحسين أحوال المواطنين، وتوفير ضمانة حقيقية للأجيال القادمة لاستمرار مسيرة التنمية وجودة الحياة. لقد خاضت مصر معركة شرسة ضد العشوائيات، ونجحت الدولة فى القضاء على المناطق غير المؤهلة للمعيشة واستبدالها بمناطق أخرى تليق بالمواطن، كما خضنا معركة ضد تهالك السكك الحديدية والطرق، وضد الاستيلاء على الأراضى الزراعية والبناء عليها. كلها معارك ضد الإهمال والتدهور، وهدفها كان التحول إلى بنية حديثة وقوية تستمر لعشرات السنين وتضمن توفير المناخ الملائم للدولة والمواطن. الحروب لو لم تُكتب علينا، فلا مكان لها، لأنها مكلفة ومرهقة وتتسبب فى العودة إلى الخلف. قوة مصر الحقيقية تكمن فى حفاظها على السلام، وخير دليل على ذلك قمة السلام التى عُقدت مؤخرًا فى شرم الشيخ بحضور زعماء وممثلى أكثر من ثلاثين دولة لإقرار وقف الحرب فى غزة. فلو لم تكن مصر دولة تعرف قيمة ومعنى السلام، لما اجتمع العالم على أرضها للإعلان عن توقيع اتفاق سلام جديد فى المنطقة. مصر بفضل الله تخطت الصعاب، وما زالت معركة البناء والتنمية مستمرة، وتحتاج من الجميع الصبر والصمود، لأننا اقتربنا كثيرًا من الفوز فى الحرب الاقتصادية التى خضناها لتغيير الأوضاع وتحسين حياة الشعب. دعونا نستكمل حرب البناء، لأننا المستفيدون من هذه المعركة، لنكون أكثر قوة وصلابة . وتحيا مصر .