أحمد سيد يبدو أن السينما على أعتاب موسم مختلف كليًا فى نصف العام، موسم يمكن وصفه بأنه الأكثر تنوعًا وجرأة منذ سنوات، إذ تجمع أفلامه المنتظرة بين الحنين إلى الكلاسيكيات القديمة والتجريب فى أشكال جديدة من الكوميديا والرومانسية والأكشن، ما يميز الموسم المقبل أنه لا يعتمد فقط على الأسماء الكبيرة، بل على أفكار متنوعة ومعالجات إنسانية واجتماعية تلامس الجمهور وتعيد الثقة فى قدرة السينما المصرية على المنافسة محليًا وعربيًا. خريطة الأفلام تكشف عن رؤية جديدة تسعى إلى تحقيق توازن بين الجماهيرية والعمق، وهناك عودة لثنائيات محبوبة من الماضى مثل محمد هنيدى ومنى زكى فى «الجواهرجى»، ومحاولات لصناعة أكشن مصرى متطور فى «فرقة الموت»، إلى جانب حضور قوى للكوميديا الاجتماعية فى «برشامة» و«بيج رامى» مع استمرار فيلم «السادة الأفاضل»، الذى يعرض خلال أيام، وتجارب رومانسية أكثر نضجًا كما فى «السلم والثعبان 2». كما يبدو واضحًا أن صناع السينما باتوا أكثر وعيًا بضرورة تقديم قصص قريبة من الواقع دون الابتعاد عن الترفيه، مع استخدام تقنيات إنتاجية حديثة وموسيقى وتصوير يعكسان تطور الصناعة، ونحن أمام موسم يختبر قدرة السينما المصرية على استعادة بريقها القديم بأسلوب معاصر يرضى مختلف الأذواق. اقرأ أيضًا | أحمد عز يضع اللمسات الأخيرة في فيلمه الجديد «فرقة الموت» «الجواهرجى» المفاجأة الأكبر هذا الموسم هى عودة الثنائى محمد هنيدى ومنى زكى بعد 27 عامًا من تعاونهما الأول فى «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، من خلال فيلم «الجواهرجى».. الفيلم يدور فى إطار كوميدى اجتماعى حول «جواهرجى» يقع دائمًا فى مواقف طريفة بسبب تصرفات زوجته غير المنطقية، فى مزيج من المواقف الإنسانية والكوميديا الراقية.. العمل من تأليف عمر طاهر، المعروف بخفة ظله وعمق نظرته للعلاقات الاجتماعية، وإخراج إسلام خيرى الذى يمتلك حسًا بصريًا مميزًا.. هذا الفيلم لا يراهن فقط على الكوميديا، بل على النوستالجيا، إذ يعيد إلى الأذهان زمن الكوميديا الذكية البسيطة التى تعتمد على الموقف لا على المبالغة. «برشامة» الفنان هشام ماجد يقدم من خلال فيلم «برشامة» تجربة كوميدية جديدة بمشاركة باسم سمرة وريهام عبد الغفور.. العنوان نفسه يوحى بحالة الهروب من الضغوط اليومية إلى عالم من الراحة المؤقتة، وهو ما يعكس واقع كثير من الشباب اليوم.. الفيلم من تأليف شيرين دياب وأحمد الزغبى، وإخراج خالد دياب، المعروف بقدرته على المزج بين الفكاهة والتأمل.. ويتوقع أن يقدم «برشامة» كوميديا سوداء تمزج بين الضحك والرسائل الاجتماعية، فى خطوة تؤكد سعى السينما المصرية لطرح قضايا واقعية بروح خفيفة. «بيج رامى» أما فيلم «بيج رامى»، فيواصل من خلاله رامز جلال خطه المميز الذى يجمع بين الكوميديا والحركة، بمشاركة بسمة بوسيل، محمد أنور، نسرين أمين، وهدى الإتربى.. العمل من تأليف مصطفى عمر وفاروق هاشم، وإخراج محمود كريم.. ورغم أن رامز اعتاد الظهور فى أعمال خفيفة تعتمد على المغامرة والمقالب، إلا أن هذا الفيلم يمثل اختبارًا حقيقيًا له كممثل سينمائى قادر على تقديم كوميديا تعتمد على الموقف والإيقاع السريع لا على المفاجأة فقط.. إذا نجح رامز فى تجاوز صورته النمطية، فقد يكون «بيج رامى» خطوة مهمة فى مسيرته الفنية. «السلم والثعبان 2» من أكثر الأعمال التى أثارت اهتمام الجمهور فيلم «السلم والثعبان 2»، بطولة عمرو يوسف، أسماء جلال، ظافر العابدين، وسوسن بدر، ومن إخراج طارق العريان.. ورغم الاسم الذى يعيد إلى الأذهان الفيلم الشهير الذى حمل الاسم نفسه، فإن الجزء الجديد لا يمت بصلة للأول، بل يقدم قصة جديدة عن علاقة زوجين بعد عشر سنوات من الزواج، وما تمر به حياتهما من فترات فتور وشغف وصراعات نفسية.. الفيلم يبتعد عن الصورة الحالمة للعلاقات، ويقترب من الواقعية الناضجة التى تناقش ما بعد الحب، فى رؤية مختلفة تعكس تطور الدراما الرومانسية المصرية.. من المتوقع أن يكون «السلم والثعبان 2» عملًا جريئًا فى طرحه النفسى والاجتماعى، بعيدًا عن الميلودراما التقليدية. «فرقة الموت» الفيلم الذى يضم أحمد عز، آسر ياسين، ومنة شلبى تحت إدارة المخرج الكبير شريف عرفة، يبدو وكأنه عودة قوية لسينما الأكشن المصرية الراقية.. العنوان وحده يوحى بعمل ضخم إنتاجيًا وبصريًا، يعيد إلى الأذهان أفلام الحركة ذات البعد الوطنى أو الإنسانى.. ويُتوقع أن يحمل الفيلم مزيجًا من الإثارة والدراما مع أداء تمثيلى قوى من أبطاله، خاصة أن الثلاثى عز وآسر ومنة يتمتعون بكاريزما عالية وحضور جماهيرى.. هذا العمل قد يكون نقطة تحول فى شكل الأكشن المصرى إذا ما نجح فى المزج بين الواقعية والتشويق دون الإفراط فى التقليد الغربى. «السادة الأفاضل» كما يستمر فيلم «السادة الأفاضل» فى عرضه الى موسم نصف العام، حيث من المقرر أن ينطلق فى 22 أكتوبر الحالى، وسط حالة من الترقب الكبير بين عشاق السينما، خاصة بعد طرح الإعلان الرسمى للعمل الذى أثار اهتمام الجمهور لما يحمله من طابع درامى مختلف وأسماء فنية لامعة. ويبدو أن الفيلم يسعى لتقديم رؤية جديدة تمزج بين الكوميديا الاجتماعية والدراما الإنسانية فى إطار واقعى قريب من الناس.. يضم الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم الذين يجتمعون لأول مرة فى عمل واحد، على رأسهم محمد ممدوح، بيومى فؤاد، طه دسوقى، محمد شاهين، أشرف عبد الباقى، انتصار، ناهد السباعى، هنادى مهنا، على صبحي، ميشيل ميلاد، إسماعيل فرغلى، حنان سليمان، ودنيا ماهر، والفيلم من تأليف مصطفى صقر، محمد عز الدين، وعبد الرحمن جاويش، وإخراج كريم الشناوى.. يمثّل الفيلم عودة مختلفة لأشرف عبد الباقى إلى السينما بعد فترة انشغاله بالمسرح والتليفزيون، حيث يقدم شخصية تحمل طابعاً جديداً عليه، بعيدة عن النمط الكوميدى التقليدى الذى اعتاده الجمهور. ومن المتوقع أن يضيف حضوره روحاً خاصة للفيلم، خاصة مع أسلوبه فى المزج بين العفوية والجدية فى الأداء. أما محمد ممدوح، فيواصل من خلال هذا العمل تأكيد مكانته كأحد أبرز نجوم جيله، إذ نجح فى السنوات الأخيرة فى تقديم أدوار متنوعة جمعت بين الدراما والكوميديا، مما أكسبه ثقة الجمهور والنقاد على حد سواء. وجوده فى «السادة الأفاضل» يعد إضافة قوية للفيلم، لا سيما مع انسجامه المتوقع مع فريق العمل المتنوع.. ويأتى الإخراج تحت قيادة كريم الشناوى، المعروف بقدرته على تقديم أعمال تحمل عمقاً إنسانياً ورؤية بصرية مميزة، كما ظهر فى تجاربه السابقة مثل قصر النيل وزى الشمس.. الشناوى دائماً ما يختار قصصاً قريبة من الواقع المصرى، ويغوص فى تفاصيل الشخصيات، وهو ما يجعل الترقب كبيراً حول الطريقة التى سيعالج بها هذا العمل، خاصة أنه يبدو مشحوناً بالصراعات الإنسانية والمواقف الاجتماعية الساخرة. من خلال الإعلان الدعائى للفيلم، يظهر أن «السادة الأفاضل» يقدم مزيجاً من الكوميديا الهادئة والسخرية من الواقع، مع لمسة درامية تلامس قضايا الحياة اليومية، ما يعكس رؤية المؤلفين فى تناول الواقع المصرى بروح مرحة دون إسفاف. ويبدو أن الفيلم يعتمد على تفاعل الشخصيات الجماعى أكثر من البطولة الفردية، وهو ما يعيد للأذهان روح الأعمال الجماعية القديمة التى تعتمد على الحوارات الذكية والمواقف الواقعية.