انطلقت الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائى بحفل افتتاح مبهر الخميس.. ليلة استثنائية عاشها عشّاق السينما مساء الخميس بمدينة الجونة، حيث انطلق حفل الافتتاح وسط أجواء من البهجة والاحتفاء بالفن السابع، بحضور نخبة من أبرز نجوم السينما فى مصر والعالم العربى، وعدد من صُنّاع السينما الدوليين. تألقت نجمات السينما المصرية والعربية بإطلالات لافتة حملت توقيعات أبرز المصممين، فكانت السجادة الحمراء بمثابة عرض للأناقة والأنوثة والرقى. وتقدم الحضور من النجوم يسرا، ومنى زكي، وأحمد حلمي، وهند صبري، وكريم عبد العزيز، ودينا الشربيني، وصبا مبارك وغيرهم، إلى جانب ضيوف من السينما العالمية الذين أضفوا على الحفل طابعًا دوليًا مميزًا. تخلل الحفل فقرات موسيقية حية ومؤثرات ضوئية خلّابة جعلت من الليلة عرضًا بصريًا متكاملًا أعاد إلى الأذهان البدايات المبهرة لمهرجان الجونة فى دوراته الأولى، قبل أن يعلن مقدمو الحفل انطلاق المهرجان رسميًا، إيذانًا ببدء أسبوع من العروض السينمائية والفعاليات الفنية المنتظرة. اقرأ أيضًا | انطلاق الدورة الثامنة وسط حضور كبير | محمد قناوى يكتب: «الجونة السينمائى»..حين يلتقى البريق بالوعى افتتاح بنكهة «عيد ميلاد سعيد» اتجهت الأنظار إلى فيلم الافتتاح «عيد ميلاد سعيد Happy Birth Day» للمخرجة سارة جوهر، وبطولة نيللى كريم وحنان مطاوع، والذى يقدَّم فى عرضه العربى الأول بعد سلسلة من النجاحات الدولية. وكان الفيلم قد حصد ثلاث جوائز رئيسية فى مهرجان تريبيكا السينمائى الدولى 2025 بالولاياتالمتحدة، هى أفضل فيلم روائى دولي، وأفضل سيناريو دولي، وجائزة نورا إيفرون لأفضل مخرجة. ويُعد الفيلم التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرجة سارة جوهر، التى تخوض عبره مغامرة فنية جديدة، فى عمل يمزج بين الدراما الإنسانية والتأمل الهادئ فى العلاقات العائلية. كما تم اختيار الفيلم مؤخرًا لتمثيل مصر فى سباق جوائز الأوسكار 2026 لفئة أفضل فيلم دولي، ليحمل رسالة السينما المصرية إلى العالم.. منذ انطلاق مهرجان الجونة السينمائى عام 2017، اعتاد أن يمنح مساحة خاصة للأفلام المصرية فى ليلة الافتتاح. ففى الدورة الأولى عُرض فيلم «الشيخ جاكسون» لأحمد الفيشاوى وأمينة خليل، وفى الثانية جاء «يوم الدين» لابو بكر شوقى ليقدّم رؤية إنسانية عن مرضى الجذام، بينما افتتحت الدورة السادسة العام الماضى بفيلم «ستين جنيه». ويواصل المهرجان هذا العام تقليده بتسليط الضوء على الإنتاج السينمائى المصرى من خلال «عيد ميلاد سعيد» تأكيدًا على مكانة المبدعين المصريين فى مشهد السينما العالمية. خماسية سينمائية مصرية تشارك السينما المصرية هذا العام بمجموعة من الأفلام المتنوعة التى تعكس حيوية المشهد السينمائى المحلى وتنوّع رؤاه. فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يبرز فيلم «كولونيا» للمخرج محمد صيام، وهو دراما عائلية من بطولة أحمد مالك وكامل الباشا، إلى جانب فيلم «المستعمرة» للمخرج محمد رشاد، وهو عمل تشويقى مستوحى من وقائع حقيقية. وفى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، تُعرض فيلمان مصريان لافتان: «50 متر» للمخرجة يمنى خطاب، و»الحياة بعد سهام» للمخرج نَمير عبد المسيح. كما يُقدَّم العرض العالمى الأول لفيلم «ولنا فى الخيال... حب؟» للمخرجة سارة رزيق ضمن قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة. وأكدت ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، أن مشاركة أربعة من هذه الأفلام جاءت من خريجى منصة «سينى جونة» ما يعكس التزام المهرجان بدعم جيل جديد من المبدعين. بانوراما السينما العالمية فور إعلان مهرجان الجونة عن القائمة النهائية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، والتى تضم 13 فيلمًا من دول مختلفة، وجدنا تنوعًا ودقة كبيرة فى اختيار الاعمال المشاركة حيث تتقاطع فيها تجارب مخرجين كبار مع أصوات شابة واعدة. من أبرز المشاركات: - «أب، أم، أخت، أخ» للمخرج الأمريكى جيم جارموش (الولاياتالمتحدة)، الحائز على الأسد الذهبى من فينيسيا. - «لو المحظوظ – Lucky Lu» للمخرج تشوى لويد لى (كندا/الولاياتالمتحدة)، أحد عروض مهرجان كان. - «أسنان لبنية – Milk Teeth» من رومانيا وفرنسا. - «كولونيا» و«المستعمرة» من مصر، ليكون لمصر حضور قوى فى المسابقة الرسمية.. تتنافس هذه الأفلام على ست جوائز رئيسية أبرزها نجمة الجونة الذهبية لأفضل فيلم روائي، ونجمة الجونة لأفضل فيلم عربي.. وقال أندرو محسن، رئيس برمجة الأفلام فى المهرجان، إن هذه الدورة «تجمع بين المتعة الفنية والعمق الإنساني، مقدّمة تجربة مشاهدة تُثرى الذائقة وتفتح آفاقًا جديدة أمام الجمهور العربي». منذ انطلاقه، رسّخ مهرجان الجونة السينمائى مكانته كمنصة فنية تجمع المبدعين من العالم العربى والعالم، بهدف تبادل الخبرات وتوسيع دوائر التعاون السينمائي. ويواصل المهرجان من خلال منصة الجونة السينمائية دعم المواهب الواعدة من خلال برامج التطوير والإنتاج المشترك. وتؤكد إدارة المهرجان أن هدفه الأساسى هو الاحتفاء بالسينما كفنّ يوحّد الشعوب، ويعبّر عن الإنسان فى أعمق حالاته.