أكد د. علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، أن القطاع يتبنى استراتيجية متكاملة لتحديث المحتوى الإرشادى وتبسيطه للمزارعين، بالاعتماد على نتائج البحوث التطبيقية وأحدث الوسائل الرقمية.. وأوضح فى هذا الحوار مع «الأخبار» أن هذه الجهود تشمل إنتاج كتيبات وفيديوهات إرشادية، وتنفيذ مبادرات ميدانية مثل «معاك فى الغيط» و»بنت الريف»، إضافة إلى تطوير المراكز الإرشادية ضمن مبادرة «حياة كريمة»، مشيرا إلى التعاون الوثيق مع مركز البحوث الزراعية والمنظمات الدولية لتعزيز فعالية الإرشاد، مع التركيز على ترشيد المياه ودعم التعليم الفنى الزراعى كركيزتين أساسيتين للتنمية المستدامة. إنشاء 305 مراكز إرشادية مجهزة ضمن «حياة كريمة» ■ حدثنا عن جهود القطاع فى تحديث المحتوى الإرشادى؟ - يتبنى القطاع نهجًا علميًا متطورًا لتحديث المحتوى الإرشادى دوريًا وفق نتائج البحوث التطبيقية، وتبسيط الرسائل الفنية لتناسب مختلف فئات المزارعين، وتسهيل تطبيقها فى الحقول، وإنتاج كتيبات، وفيديوهات، ومحتوى رقمى يُنشر من خلال المنصات الرسمية مثل «مصر الزراعية»، وتنفيذ مبادرات مثل «معاك فى الغيط»، «بنت الريف»، و«تفعيل المراكز الإرشادية»، والتعاون مع مركز البحوث الزراعية لمراجعة واعتماد التوصيات الفنية قبل تعميمها. ■ فى رأيك.. ما التحديات التى تواجه المرشد الزراعى؟ - هناك تحديات مستمرة تتضمن اتساع الرقعة الجغرافية مقارنة بعدد المرشدين الزراعيين، وتفاوت استجابة المزارعين للتقنيات الحديثة، والحاجة المستمرة لتحديث المهارات الرقمية والتخصصية، ويتم التصدى لهذه التحديات عبر برامج التدريب التحويلى وتعزيز التعاون مع الشركاء العلميين والتقنيين. ■ ما مشروعات الوزارة لتعزيز دور الإرشاد الزراعى؟ - نفذت الوزارة عددًا من المشروعات النوعية لتعزيز الإرشاد الزراعى شملت الحملات القومية للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والأرز والذرة والقطن والمحاصيل الزيتية، وتنفيذ الحقول الإرشادية بالمحافظات لعرض النتائج التطبيقية والتوصيات الفنية عمليًا، ومدارس المزارعين الحقلية لتدريب الفلاحين ميدانيًا على أحدث الممارسات الزراعية، وتنظيم أيام الحقل وأيام الحصاد لتقييم أداء المحاصيل، وتبادل الخبرات بين المزارعين. كما تم إنشاء 305 مراكز إرشاد زراعى مجهزة بأحدث الوسائل الإرشادية داخل مجمعات الخدمات الزراعية، ضمن المبادرة القومية لتطوير قرى الريف المصرى «حياة كريمة»، وربط المراكز الإرشادية بمحطات البحوث الزراعية لتقديم حلول سريعة للمشكلات الميدانية، وبرامج خاصة لدعم المرأة الريفية فى الإنتاج الحيوانى والتصنيع الغذائى والمشروعات الصغيرة، وأنشطة موجهة لصغار المربين حول التغذية والإدارة الصحية للقطيع. ■ هل توجد شراكات مع القطاع الخاص أو المنظمات الدولية؟ - تُعد الشراكات المؤسسية ركيزة فى تنفيذ الإرشاد المتكامل حيث نتعاون مع وزارة البيئة فى برامج جمع وتدوير قش الأرز والمخلفات الزراعية والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، ومركز البحوث الزراعية كشريك علمى فى تطوير التوصيات والتدريب، والهيئات والمنظمات الدولية مثل الفاو والصندوق الدولى للتنمية الزراعية «IFAD» فى دعم مشروعات تنموية تستهدف صغار المنتجين والمجتمعات الريفية. ■ هل يتم استخدام التطبيقات والمنصات الإلكترونية لتوصيل المعلومات للمزارعين؟ - تم التحول التدريجى نحو الإرشاد الرقمى عبر نشر التوصيات الفنية عبر منصات مثل «مصر الزراعية»، وصفحات التواصل الاجتماعى، وتقديم محتوى مرئى وتفاعلى يسهل فهمه من قبل الفلاحين، وخاصة الشباب، واستخدام فيديوهات توعية قصيرة وتقارير ميدانية لتعزيز سرعة الانتشار والتأثير. ■ هل تم تدريب المرشدين على استخدام الوسائل الرقمية؟ - اعتمدنا على برامج احترافية فى تنفيذ دورات تدريبية للمرشدين حول إنتاج وإدارة المحتوى الرقمى، تنمية المهارات التفاعلية للمرشدين للتواصل عن بُعد مع المزارعين، واستخدام التطبيقات الإرشادية الحديثة وتقنيات العرض الإلكترونى التفاعلى وتم تنفيذ برامج تدريبية بالتعاون مع وزارة الاتصالات وهناك مشروعات يتم تنفيذها بالتعاون مع الهيئات الدولية تتضمن مكون للحلول الرقمية، وأطلقنا البرنامج التدريبى التحويلى للكوادر الزراعية بمحافظات الجمهورية، بهدف سد الفجوة العددية فى الجهاز الإرشادى وتعزيز جاهزيته الميدانية، إلى جانب الإعداد لحزمة برامج تدريبية متخصصة للمهندسين الزراعيين والمزارعين فى الموسم القادم. ■ ما مدى إقبال الفلاح على استخدام التكنولوجيا فى التعلم؟ - نحن نعيش فى عصر التكنولوجيا والفلاح فى ايامنا هذه أصبح يستخدم الهواتف المحمولة الذكية ومن الممكن أن يكون حاصل على مؤهل عالى ليسانس أو بكالوريوس، وهناك إقبال متزايد، خاصة من الشباب الريفى والمهتمين بالتكنولوجيا، وسهولة الوصول للمعلومة المصوّرة عبر الهاتف زادت من معدلات التفاعل، ومع ذلك يظل الإرشاد الميدانى ضروريًا لمن يفضلون التدريب العملى المباشر. ■ هل يمكن أن يحل الإرشاد الرقمى محل الإرشاد الميدانى؟ - الإرشاد الرقمى يُعد أداة داعمة ومكمّلة وليس بديلة، حيث يوفر التحول الرقمى سرعة الوصول وانتشار المعلومات، بينما يُقدّم الميدانى التفاعل العملى وحل المشكلات على الأرض، الدمج بين الطريقتين هو النموذج الأمثل لضمان فعالية واستدامة الخدمة الإرشادية. ■ وماذا عن دور القطاع فى ترشيد استخدام المياه؟ - يواصل القطاع تنفيذ برامج توعوية وتدريبية لرفع وعى المزارعين بممارسات ترشيد استهلاك المياه، ونشر نظم الرى الحديث، كما تُنفّذ تجمعات إرشادية ميدانية بالتعاون مع الجهات الفنية المتخصصة لتقديم حلول عملية حول توقيتات الرى، كفاءته، وربط ذلك بالتوصيات الفنية الخاصة بالمحاصيل المختلفة، وينفذ القطاع أيام حقل بهدف توعية المزارعين بأهم الممارسات الزراعية الجيدة بالنسبة لزراعة القمح، الأرز، الذرة الشامية وكذلك أيام حصاد المحاصيل فى المحافظات المختلفة. كما حرصنا على إقامة حقول إرشادية تروى بنظم الرى الحديثة وتطبيق الممارسات الزراعية الموفرة لاستخدام المياه مثل التسوية بالليزر والزراعة على المصاطب والحد من زراعة الأنواع الشرعة فى الاستهلاك المائى والتوسعة فى زراعة الأصناف والجن الجديدة قليلة الاستهلاك المائى. ■ وماذا عن دعم التعليم الفنى الزراعى؟ - دعم التعليم الفنى أولوية وطنية والوزارة تولى اهتماما بهذا الشأن نظرًا لأنه ركيزة محورية من أجل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، ونعمل على ربط مخرجات التعليم الفنى الزراعى وفقا لاحتياجات سوق العمل نظرًا لتدشين العديد من المشروعات القومية فى قطاع الزراعة وإجراءات الدولة نحو التوسع فى استصلاح الأراضى. ونحن على استعداد تام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للمشاركة فى تطوير وتحديث مناهج التعليم الفنى الزراعى من خلال المتخصصين بمركز البحوث الزراعية ومعاهده، وتأهيل المعلمين ركيزة أساسية لتطوير منظومة التعليم الزراعى لدمج المعرفة النظرية بالتطبيق العملى على أرض الواقع. وتعمل وزارة الزراعة على وضع خطة شاملة لتطوير التعليم الفنى الزراعى بجانب تحديث البنى التحتية للمدارس وتحويلها إلى مدارس ذكية تكنولوجية وتطوير المناهج وربطها بالتدريب العملى داخل مواقع الإنتاج الفعلية ودعم ريادة الأعمال فى مجال الزراعة لاستهداف الخريجين.